برلمانيو السيسي يتقاذفون الاستقالة ضد الجزيرتين (فيديو)

تبادل عدد من أعضاء "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، الموالين لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، التهديدات بالاستقالة من المجلس على خلفية موقفه النهائي من اتفاق تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، الذي يقضي بتبعية جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، وتنازل مصر عن السيادة عليهما.

وأقسم عضو المجلس، مصطفى بكري، بتقديم استقالته واعتزال العمل البرلماني إذا أثبتت جلسات المجلس، لدى نظر الاتفاقية خلال الأيام القليلة المقبلة، أنهما مصريتان.

وقال في برنامجه "حقائق وأسرار"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الجمعة: "قسما بالله لو لديهم (معارضي الاتفاقية) الحقيقة.. أنا شخصيا سأقف أمام البرلمان وأعلن استقالتي، وأروَّح بيتنا، وأقفل على نفسي".

وأضاف: "كونوا مع الحقيقة، هاتوا برهانكم، وأتحداكم في قضية العمر هذه.. مصر عمرها ما تفرط، والرئيس كل لحظة معرض للاغتيال".

وأضاف أن "الخونة" يستغلون مشاعر الشعب قائلا: "الخونة يستغلون مشاعر الشعب وانتماءه، وهناك من يمول من الخارج ومن لا يمول لكن زوجته تتلقى التمويل، وقضية "250 أمن دولة" ستكشف الحقائق"، بحسب زعمه.

                          

وعلَّق نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي على ما قاله بكري مؤكدين أنه يهدد بالاستقالة لأنه موظف، ولو كان نائبا حقا، ويقر بالدستور الذي كتبه، لكان قد عرف أنه لا يُوجد بند في الدساتير كلها اسمه "استقالة نائب" وأن هناك فقط بند إسقاط عضوية النائب، لأن النائب الحقيقي عن الشعب لا يستقيل ولا يملك حق الاستقالة.

وسأله آخر: "إذا كنت يا بكري قد دخلت السجن في عهد السادات لأنك رفضت واعترضت على كامب ديفيد ووجود سفارة إسرائيل في القاهرة، وأنك أمضيت شهرين في السجن، كما تقول.. فما موقفك الآن؟ وكيف خرجت من السجن إذا كان موقفك لم يتغير؟".

نواب معارضون: خياراتنا مفتوحة للاستقالة

وفي مقابل تهديد بكري بالاستقالة، لوَّح نواب معارضون للاتفاقية بالاستقالة أيضا من عضوية البرلمان إذا خلصت مناقشاته إلى سعودية الجزيرتين.

وقال عضو تكتل "25- 30"، الرافض للاتفاقية، النائب أحمد الطنطاوي، إن جميع الخيارات مفتوحة للتعامل مع قضية جزيرتي تيران وصنافير سواء بالاستقالة من مجلس النواب أو ما بعدها، مشيرا إلى أن هناك تجاوبا متزايدا من الأعضاء داخل المجلس لصالح مصرية الجزيرتين.

وأضاف في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم"، السبت: "لن نتمسك بكراسي زائلة ورخيصة على حساب مصرية الجزيرتين ودماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة فداء للوطن".

وأردف: "على جميع أعضاء البرلمان أن يخضعوا للإرادة الشعبية ودماء الشهداء، وأن يخرجوا من دائرة الاتهام بالتفريط في الجزيرتين، وأن يثبتوا للشعب أنهم وكلاء حقيقيون عن الضمير الوطني والشعبي"، وفق قوله.

دعوة للسعودية.. ورد حاد عليها

ويُذكر أن رئيس قطاع الأخبار في التليفزيون المصري إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، عبد اللطيف المناوي، قد دعا قبل أيام السعودية إلى أن تبادر بإبداء رغبتها في تعليق العمل باتفاقية ترسيم الحدود بينها وبين مصر، وإعلان تأجيل الأخذ بها إلى مرحلة لاحقة.

لكن الكاتب الصحفي سليمان جودة، انتقد بشدة، في "المصري اليوم"، السبت، هذه الدعوة، مؤكدا أن استجابة السعودية للدعوة سوف تغطي على سوء أداء (مصري) غير مسبوق في ملف الجزيرتين، متسائلا: "من سوف يغطي على سوء الأداء ذاته في سائر الملفات؟".

أخطاء الحكومة في إحالة الاتفاقية للبرلمان

وفي السياق نفسه، هاجم المحامي الحقوقي، حافظ أبو سعدة، ما اعتبره "أخطاء الحكومة في إحالة اتفاقية تيران وصنافير للبرلمان".

وأكد أبو سعدة أن الحكومة المصرية ارتكبت أخطاء جسيمة بشأن ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية انتهت إلى الإقرار للأسف بخروج جزيرتي تيران وصنافير، وهما جزيرتان مهمتان للأمن القومى المصري، وكانتا محلا لأعمال عسكرية، وأريق دم مصري على أرضهما، بحسب مقاله بجريدة "الوطن"، الجمعة.