ذكرت صحيفة "الغارديان" أن القادة
الإيرانيين احتفلوا بسقوط مدينة
حلب، فيما طالبت القيادة الإيرانية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالاعتراف بقوة إيران، مشيرة إلى تصريحات سيد يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي قال: "تم تحرير حلب بالتحالف بين إيران وسوريا وروسيا وحزب الله".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن وزير الدفاع الإيراني اتصل بنظيره السوري لتهنئته، وكتب القائد السابق للحرس الثوري الجمهوري محسن رضائي على "إنستغرام"، أن هدف إيران كان "تطهير (
سوريا والعراق) من الإرهابيين والتفكيريين"، وهنأ أيضا رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني حكومة بشار
الأسد، قائلا إن السياسات الأمريكية والبريطانية وصلت إلى طريق مسدود في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
وتقول الصحيفة إن التعليقات لا تكشف عن الدور الرئيسي الذي أدته إيران والمليشيات الشيعية فقط، بل إنها أيضا تعبر عن المرحلة القادمة من الصراع على السلطة في المدينة السورية، التي سيحدد مصيرها المنتصر في الحرب، مشيرة إلى محاولة القوات الموالية للأسد البناء على زخم المعركة، وتحويل العملية إلى غزو شامل لمناطق المعارضة.
ويلفت التقرير إلى أن "القوة الجوية كانت حتى وقت قريب حاسمة في تقرير مسار الحرب، لكن بعد دخول قوات المشاة، تسلمت إيران والجماعات الوكيلة لها الدور القيادي بشكل يجعلها قادرة على تحديد ما يجري فيما بعد، ولهذا قامت بفرض شروط على اتفاق وقف إطلاق النار بشكل عرقل تطبيقه".
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم كتائب نور الدين زنكي، ياسر اليوسف، قوله إن إيران طلبت رفع الحصار على قريتين شيعيتين في محافظة إدلب، وأضاف: "حضرت إيران نفسها لغزو مناطقنا المحاصرة وتحدي الاتفاق الروسي".
ويفيد التقرير بأن إيران وسوريا ليستا راغبتين في تقديم تنازلات في ساحة المعركة، وتعتقدان أن السيادة الشاملة تعطيهما السيطرة والقدرة على تشكيل مرحلة ما بعد المعركة، مشيرا إلى أنه في المقابل، فإن
روسيا ترى أهمية التحول من الضرب بقوة إلى وسيط سلام.
وترى الصحيفة أن التصادم هو أول تحول في مسار الحرب بين طهران وموسكو، التي أدى تدخلها إلى إنقاذ الأسد، ما أدى إلى التقليل من "السيادة" السورية، لافتة إلى أنه مع نهاية المعارك، فإن شعار "انتصر أولا وفاوض لاحقا" أصبح هو السائد.
ويعلق التقرير قائلا إن "دور إيران في حلب سيكون محل نقاش اليوم أثناء الاجتماع الدوري لقادة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، في الوقت الذي تطالب فيه المعارضة السورية بفرض عقوبات على روسيا وإيران، ومن المؤكد أن يعلن قادة الاتحاد الأوروبي، الذين أدوا دورا هامشيا في الأزمة، التي تقوم بحلها كل من روسيا وإيران وتركيا، أنهم لن يوفروا الدعم المالي لأي جهود في عملية إعادة الإعمار، دون تسوية سياسية للأزمة".
وتنوه الصحيفة إلى أن منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، دعا في رسالة لقادة الاتحاد الأوروبي، إلى فرض عقوبات على الكيانات الروسية والإيرانية والأفراد الروس والإيرانيين، ممن ساعدوا مباشرة بدعم الحرب، مشيرة إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات دعت إلى مراجعة عاجلة للعلاقات التجارية مع إيران، بما فيها الطائرات التجارية الإيرانية، التي تستخدم لنقل السلاح إلى المقاتلين في سوريا.
وبحسب التقرير، فإن "الدول الأوروبية ستتردد بفرض عقوبات على إيران بعد رفعها نتيجة للاتفاق النووي العام الماضي، لكن التركيز على إيران يعكس الدور الذي أدته في معركة حلب، بالإضافة إلى أن المليشيات الشيعية أدت دورا حاسما، وبإشراف من الحرس الثوري الإيراني، وبنت قوة تتراوح ما بين 6 آلاف إلى 8 آلاف مقاتل".
وتذكر الصحيفة أن هؤلاء المقاتلين كانوا يتبعون لقيادة الجنرال قاسم سليماني، الذي كلفه خامنئي قبل عقد بتصدير الثورة إلى العالم العربي، لافتة إلى أن سليماني يقود فيلق القدس، الذي يضم قوات نخبة تابعة للحرس الثوري، وتتبع لسليماني مليشيات عصائب الحق في العراق وكتائب أبي الفضل العباس، وجبهة النجباء التابعة لكتائب حزب الله، بالإضافة إلى حزب الله اللبناني، الذي كان أول جماعة وكيلة لإيران تدخل الحرب في سوريا.
ويورد التقرير نقلا عن ناشطين في حزب الله في بيروت، قولهم إن حوالي 1600 مقاتل سقطوا في سوريا قبل معركة حلب، مشيرا إلى أن مقبرة النجف امتلأت بآلاف القتلى الشيعة الذين قتلوا في سوريا، ودفنوا في أرض خاصة لهم، اشترتها المليشيات قبل ثلاثة أعوام.
وتكشف الصحيفة عن أن معظم القتلى الإيرانيين كانوا من اللاجئين الأفغان، الذين جندهم الحرس الثوري بوعود بمنح عائلاتهم إقامات في إيران، لافتة إلى أن مسؤولين إيرانيين اعترفوا بمقتل حوالي ألف إيراني، منهم جنرالات كبار.
ويجد التقرير أن إيران أطرت مشاركتها في الحرب من خلال بعد طائفي، حيث قالت إن المقاتلين ذهبوا إلى سوريا للدفاع عن المزارات الشيعية، ولمنع وقوعها في يد المتطرفين السنة، مشيرا إلى أن زعيم جبهة النجباء أكرم الكعبي دعا في خطاب ألقاه، المقاتلين للانتقام من الخسائر الحربية أمام السنة في أيام الإسلام الأولى.
وتبين الصحيفة أنه في لقاء مع رئيس المجلس الإسلامي عمار الحكيم، أعرب الرئيس روحاني عن تعهد بلاده بدعم "الدول المستضعفة في المنطقة، بما فيها العراق وسوريا".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه في تخل عن موقف روحاني الحذر، فإنه اتصل هاتفيا مع الأسد يوم الأربعاء، و"هنأه" على "تحرير حلب"، وذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن روحاني قال للأسد: "من واجبنا مساعدة الذين يحاولون طرد التفكيريين الإرهابيين من مناطقهم".