قال مستشرق إسرائيلي بارز، يُعرف بأنه أحد أهم الخبراء الإسرائيليين في الشأن السوري، إن سقوط مدينة
حلب في يد
نظام الأسد لا يعني بحال من الأحوال نهاية الثورة السورية.
وأوضح البروفيسور إيال زيسر، أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، أن ما يقلص قدرة نظام الأسد على استغلال "قوة الدفع" في أعقاب احتلال حلب هو إدراكه أنه لا يملك جيشا حقيقيا، "وأن من يقوم بالمهمة عنه هم الروس والإيرانيون والتنظيمات الشيعية".
وفي تحليل نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر اليوم، وترجمته "
عربي21"، نوه زيسر إلى أن رغبة الأسد في استكمال تحقيق "الانجازات" يقابلها الحاجة إلى قوىً بشرية تساعد على احتلال الأرض والسيطرة عليها، مضيفا أنه رغم ما حدث في حلب، فإن قوى المعارضة تملك 100- 150 ألف مقاتل، ما يجعل من الصعب جدا على نظام الأسد فتح جبهات متزامنة.
وأعاد للأذهان حقيقة أن مدينة حلب انضمت للثورة في وقت متأخر جدا مقارنة بالمدن السورية الأخرى؛ مضيفا أن مظاهر الاحتجاج على حكم الأسد تفجرت في المدينة بعد حوالي عام ونصف العام على بدء انطلاقها في مدينة "درعا" أقصى جنوب
سوريا.
وأوضح أن الثوار السوريين تمكنوا من السيطرة على أحياء في المنطقة الشرقية من المدينة بعد تصفية خمسة من قادة النظام في دمشق.
وأشار إلى أن بشار اعتمد استراتيجية واضحة في حلب تقضي بإلحاق "أكبر قدر من التدمير في حلب حتى تكون مثالا لردع بقية المدن الأخرى عن الثورة ضده".
وشدد زيسر على أن الروس تولوا عمليا تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال القصف الموسع وغير المسبوق، "والذي لم يهدف إلى قتل المتمردين، بل واستهداف الحاضنة الجماهيرية لهم".
وأوضح زيسر أن الفصائل الشيعية "التي جلبتها إيران من كل مناطق الشرق الأوسط"، تولت استكمال المهمة الروسية، من خلال التقدم برا صوب حلب بعد إنهاك قوى الثوار والسكان.
وبحسب زيسر، فإن هناك عدة أسباب وراء التقدم الكبير الذي حققه النظام، أهمها الدعم الروسي والإيراني ومشاركة التنظيمات الشيعية إلى جانب نظام الأسد، مقابل غياب دعم خارجي للمعارضة.
وأشار زيسر إلى أن "تشتت" قوى المعارضة السورية، وافتقادها لقيادة سياسية وعسكرية موحدة، واستثمارها لوقت طويل في قتال بعضها البعض.
وبحسب زيسر، فإن إصرار بعض الفصائل على أن "تبني أجندة إسلامية متطرفة" تتعلق بالشؤون الحياتية للناس لم يسهم فقط في تحريض الغرب عليها، "بل إن الكثير من السوريين تخوفوا من تبعات دعمها".
وأشار زيسر إلى أن الأسد كان يرغب بعد استكمال السيطرة على حلب، في تأمين حكمه من خلال السيطرة على ريف دمشق وطرد المعارضة من هناك. وقال إن منطقة جنوب سوريا يمكن أن تكون المرحلة الثالثة، فيما قد يكون استهداف إدلب متزامنا مع استهداف الجنوب.
وشكك زيسر في قدرة الأسد على تحقيق هذه الأهداف بسبب افتقاده للقوى البشرية اللازمة للتقدم برا.
ويرى زيسر أن نظام الأسد والروس والإيرانيين لا يرون أن هناك مسوغا لفتح مواجهة ضد تنظيم الدولة، مستدركا بأن هذه الأطراف يمكن أن تستهدف التنظيم؛ "فقط من أجل استرضاء الرئيس الأمريكي الجديد" دونالد ترامب.