سجل سعر صرف
الليرة التركية اليوم، ارتفاعا طفيفا أمام
الدولار، بلغ نحو 0.5 بالمائة، بعد تراجعها لمستويات قياسية أمام العملات الأجنبية، بلغت أكثر من 13% على مدار الشهر الماضي، ونحو 20% من قيمتها خلال العام الجاري.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان المواطنين، خلال افتتاحه مركزا تجاريا وسط مدينة إسطنبول، إلى تحويل مدخراتهم من العملات الأجنبية إلى الليرة، مضيفا: " إن المتآمرين يحاولون تخريب الاقتصاد عن طريق المضاربة في سوق الأسهم وسوق العملة وأسعار الفائدة، بعدما فشلوا في انقلابهم في يوليو/تموز الماضي".
وأعلن اليوم، مكتب رئيس الوزراء التركي بن علي
يلدريم، بدء تعامل
تركيا وروسيا بالعملتان " الروبل الروسي، والليرة التركية"، في التعاملات التجارية بين البلدين، بدلا من الدولار.
وقال الباحث الاقتصادي، عبد الحافظ الصاوي، إن معدلات انخفاض الليرة التركية أما العملات الأجنبية خلال الشهر الماضي غير طبيعية، لافتا إلى أنه بالرغم من أن معدل انخفاض الليرة تجاوز الـ 13 في المائة خلال شهر واحد، إلا أن تأثيره على الاقتصاد التركي لا يزال محدودا لوجود بنية اقتصادية قوية داعمة.
وأكد الصاوي في تصريحات خاصة لـ "
عربي21" أن الحديث عن وجود أيادي خفية أو مؤامرة على الاقتصاد التركي أدت إلى تراجع الليرة يعد جزءا من الأسباب وليس كل الأسباب، موضحا أن الاتجاه لإخراج العملات الأجنبية بشكل غير رسمي سلوك طبيعي للإجراءات التركية ضد جماعة جولن، خوفا من متابعة أنشطتهم واستثماراتهم، والبحث عن مصادر أخري للاستثمار خارج تركيا.
وتابع: " هناك أسباب اقتصادية خارجية مرتبطة بارتفاع قيمة الدولار أمام العملات الدولية بعد فوز دونالد ترامب في الرئاسة الأمريكية، وأسباب سياسية داخلية وخارجية، مرتبطة بعودة حزب العدالة والتنمية إلى الحديث عن تغيير الدستور، وتصاعد المخاوف من مواصلة التوسع في عمليات التطهير بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وكذلك أعمال العنف التي يقوم بها الأكراد، فضلا عن التوسع في الحرب العراقية والسورية".
وأشار الصاوي إلى أن قرارات البنك المركزي بعدم التدخل لحماية سعر الصرف، إيجابية، ومن شأنها المحافظة على الاحتياطي النقدي للبلاد، وتقليل فرص خروج النقد الأجنبي من السوق التركي، مضيفا: " النظام التركي استفاد من دروس كثيرة، وتجارب دولية نجحت في تبني تلك السياسة".
وحول مدي تأثر سوق الصرف التركي، بدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان، للأتراك بتحويل مدخراتهم من العملات الأجنبية إلى العملة المحلية، قال الصاوي، إن ذلك سيتوقف على مدى الاستجابة، وحجم التفاعل مع الدعوة، مؤكدا أن قياس تأثر السوق باستجابة البورصة التركية لهذه الدعوة مرتبط بمعرفة حجم هذه المدخرات التي تعلن البورصة حتى الآن عن قيمتها، واكتفت فقط بالغعلان فقط عن استجابتها لدعوة الرئيس التركي.
وأعلنت بورصة إسطنبول يوم الجمعة الماضية، أنها قررت تحويل جميع أصولها النقدية إلى الليرة التركية استجابة لنداء أردوغان، كما قدمت بعض المحلات التجارية في تركيا عروضا لمن يحول عملاته الأجنبية إلى العملة المحلية، وذكرت صحيفة "يني شفق" التركية، ، أن محلا للحلاقة الرجالية ألصق لافتة مكتوب عليها حول 300 دولار إلى الليرة واحصل على حلاقة مجانية، كما ألصق محل لبيع السجاد لافتة كتب فيها "حول 2000 دولار إلى الليرة واحصل على ستة أمتار من السجاد"، فيما منحت شركة "مترو" للنقل، تذكرة مجانية لمن يحول 500 دولار إلى الليرة.
وتوقع الباحث الاقتصادي، عودة الليرة التركية إلى معدلاتها الطبيعية أمام العملات الأجنبية، حال تلاشي الأسباب التي تم ذكرها، محذرا من أن يتحول استمرار معدلات هبوط الليرة التركية إلى نزيف يؤثر على الاقتصاد التركي على المدى الطويل.