رفض قيادي في
حركة فتح؛ الاعتراف بنتائج الانتخابات الداخلية التي أجريت خلال المؤتمر السابع للحركة في مدينة رام الله، مشددا على أن اللجنة المركزية والمجلس الثوري؛ الذي جرى انتخابهم في "حفلة" رام الله، "لا يمثلان حركة فتح".
نهج فاشل
وقال القيادي وعضو المجلس الثوري في فتح، أسامة الفرا، إن "الإعداد للمؤتمر السابع في رام الله؛ جرى على أساس قاعدة واحدة؛ وهي إقصاء كم كبير من المناضلين الذي أعطوا لهذه الحركة الكثير"، وفق تعبيره.
ورأى في حديث خاص لـ"عربي21"؛ أن اللجنة التحضرية لهذا المؤتمر "أخذت الحركة في الاتجاه الذي أرادت قيادتها الحالية أن تسير فيه على مدار سنوات، والذي كان عنوانه الفشل ثم الفشل؛ خلال كل هذه السنوات الماضية".
واعتبر الفرا أن "كما كبيرا من المشاركين في هذه الحفلة (المؤتمر) هم موظفون في السلطة وسفراء، وكثير منهم لا تنطبق عليهم المواصفات، حيث جيء بهم كي يتم تفصيل قيادة جديدة لهذه الحركة، تسير على ذات النهج الذي أثبت فشله في العديد من المحطات التي خاضتها فتح على مدار السنوات السابقة".
وأشار إلى أن "المداخلات في هذا المؤتمر غير قانونية، وتتناقض مع النظام الأساسي لحركتنا، حيث سجلنا الكثير من الملاحظات القانونية، منها: إقصاء أكثر من عشرة قيادات من أعضاء المجلس الثوري؛ سواء بالفصل أو إسقاط العضوية دون معرفة الأسباب"، موضحا أن "نظام فتح الداخلي الأساسي؛ يعتبر أن أعضاء المجلس الثوري بمجموعهم؛ هم المكون الثاني الرئيسي للمؤتمر".
حزب خضر
وتحدث القيادي المستبعد من المشاركة في المؤتمر السابع لحركة فتح؛ عن ارتكاب اللجنة التحضيرية للمؤتمر "مخالفة فجة وواضحة لقانون السلطة القضائية، تتمثل في مشاركة النائب العام وأعضاء المحكمة الدستورية"، وقال إن "هناك الكثير من التجاوزات رافقت هذا المؤتمر"، على حد قوله.
وقال الفرا الذي سبق أن كلفه رئيس حركة فتح،
محمود عباس، برئاسة لجنة الإشراف العليا في حركته على الانتخابات المحلية بمحافظة خان يونس، في قطاع
غزة، والتي كان من المخطط لها أن تجري هذا العام: "طالما أن المدخلات غير قانونية، فالمخرجات بكل تأكيد ستكون غير قانونية"، مشددا على أن "اللجنة المركزية التي جرى انتخابها وكذلك المجلس الثوري؛ لا يمثلان حركة فتح".
وأضاف: "من المؤكد أن هذا الكم الكبير من قيادات فتح التي استبعدت من المشاركة في المؤتمر، وجيء بأشخاص لا تنطبق عليهم الشروط، لن يقبلوا بنتائج هذا المؤتمر"، منوها إلى أن "هناك العديد من التحركات لمواجهة ما نتج عن هذا المؤتمر من انحراف".
واتهم الفرا؛ محمود عباس والقائمين على المؤتمر السابع الذي عقد في رام الله على مدار الأيام الخمسة الماضية؛ بـ"التجنح بحركة فتح بعيدا عن النظام الأساسي"، مضيفا: "هم (عباس وجناحه) أرادوا لهذه الحركة ان يأخذوها إلى حزب خضر جديد (حزب سياسي يهتم بالحالة البيئية والطبيعية) في
فلسطين".
وشدد عضو المجلس الثوري على أن "حركة فتح؛ هي حركة تحرر ويجب أن تبقى كذلك حتى التحرر الكامل؛ وما نتج عن هذا المؤتمر لا يمكن أن نعترف به"، وفق قوله.
عمد بالدم
وحول كيفية تنسيق الجهود بين القيادات الفتحاوية التي تم إقصاؤها من هذا المؤتمر، من أجل العودة بالحركة إلى نظامها الأساسي، قال الفرا لـ"عربي21"؛ "بعد حدوث تلك التجاوزات للنظام الأساسي الداخلي الذي يحكم كل أبناء حركة فتح من قبل اللجنة التحضيرية؛ بدأت الأصوات ترتفع داخل كوادر الحركة بأن هذا التفصيل لعضوية المؤتمر هدف إلى حرف فتح عن مسارها التاريخي".
وكشف القيادي الفتحاوي، أن العمل يجري "لاستعادة هذه الحركة ممن يحاول خطفها وحرفها عن بوصلتها لمسار يعتمد على المفاوضات ثم المفاوضات ثم المفاوضات، وممن أيضا يحاول إجهاض البرنامج الذي عمد بالدم والمعاناة على مدار السنوات الماضية"، كما قال.
وحذر الفرا من خطورة "نهج المفاوضات الفاشل مع الاحتلال الإسرائيلي؛ الذي تسبب بكوارث عديدة للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل التغول الاستيطاني الإسرائيلي الذي بات من الواضح أنه يهدف إلى إجهاض المشروع الوطني الفلسطيني"، مضيفا: "يجب أن لا يسمح لهذه القيادة (محمود عباس ومن حوله) أن تمضي قدما في هذا الاتجاه".
ومع رفض العديد من قيادات فتح لنتائج مؤتمر رام الله، وحول تنظيم مؤتمر مواز أو تشكيل لجنة مركزية ومجلس ثوري جديد، قال الفرا: "نحن ندرس كافة الخيارات؛ في إطار الدفاع عن إرث هذه الحركة التي سنبقى جنود أوفياء لها"، مؤكدا أن من "سعى لإخراجنا من هذه الحركة، لن يفلح في ذلك، ونحن باقون فيها"، بحسب تعبيره.
وتابع: "هناك نقاش معمق بين العديد من الكوادر الفتحاوية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والشتات، من أجل الخروج برؤية واضحة لكيفية استعادة حركة من قيادية تحاول أن تخطف الحركة وتأخذ بها إلى مسار يمثل حزب خضر جديد".
"عضويته مجمدة"
من جانبه، نفى أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" أمين مقبول، وجود أي مخالفات للنظام الداخلي لحركة فتح؛ بقوله: "لا وجود لأي مخالفات، سواء قبل أو أثناء أعمال المؤتمر"، مؤكدا أن المؤتمر "جرى بطريقة ديمقراطية منظمة بها كثير من الشفافية".
وأضاف في حديث لـ"عربي21"، أن الحديث عن مشاركة عدد كبير موظفين السلطة والسفراء، "غير صحيح؛ لأن النظام الداخلي فيما يخص مكونات المؤتمر، ينص على وجود عدد من العاملين في السلطة ومنظمة التحرير والمؤسسات الرسمية"، موضحا أن "مشاركة بعض السفراء الفتحاويين والوزراء والوكلاء؛ يأتي تطبيقا للنظام الداخلي"، كما قال.
وأكد أمين سر المجلس الثوري؛ أن "جميع أعضاء المجلس الثوري القديم شاركوا في المؤتمر السابع، باستثناء المفصولين"، منوها إلى أن أسامة الفرا، "عضويته مجمدة؛ لذا لم يُدعَ للمشاركة في المؤتمر".
وحول عدم اعتراف بعض القيادات الفتحاوية "المتجنحة"، بنتائج المؤتمر السابع، وتأكيدهم أن اللجنة المركزية والمجلس الثوري الجديدين "لا يمثلان فتح"، قال مقبول: "هذا رأيهم، ونحن نحترم الرأي المخالف"، وفق تعبيره.
وأعاد المشاركون في أعمال المؤتمر العام السابع فتح، المنعقد بمقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، في اليوم الأول للمؤتمرالثلاثاء الماضي، انتخاب محمود عباس قائدا عاما لحركة فتح، في حين من يتوقع أن تصدر نتائج عملية التصويت لانتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح، مساء اليوم الأحد.
وانطلق المؤتمر بحضور 1320 عضوا، من أصل 1411 عضوا تم دعوتهم للمشاركة في أعمال المؤتمر، إضافة إلى 60 وفدا يمثلون 22 دولة.