أكدت
الأمم المتحدة أن الجوع ينتشر بالسودان بسبب القرارات التي يتم اتخاذها كل يوم "لمواصلة الحرب، بغض النظر عن التكلفة على المدنيين"، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه ناشطون سودانيون، مقتل أكثر من 25 شخصا وإصابة العشرات في هجوم لقوات
الدعم السريع على إحدى قرى ولاية النيل الأبيض جنوب البلاد.
وقالت مديرة المناصرة والعمليات لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إيديم ووسورنو، إن "
السودان هو المكان الوحيد في العالم الذي تم تأكيد
المجاعة فيه حاليا"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وأضافت ووسورنو خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في السودان، أن "الجوع ينتشر بالسودان بسبب القرارات التي يتم اتخاذها كل يوم لمواصلة هذه الحرب، بغض النظر عن التكلفة على المدنيين.. وتأثير أزمة السودان، التي هي من صنع الإنسان، لا يتساوى بين السكان، حيث إن الجوع الشديد يفرض مخاطر غير متناسبة على النساء والفتيات، والصغار وكبار السن".
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت إلى أن "الحجم غير المسبوق للاحتياجات في السودان يتطلب تعبئة غير مسبوقة للدعم الدولي"، مجددة دعوتها إلى وقف فوري للأعمال العدائية واتخاذ خطوات حقيقية وشاملة "نحو السلام الدائم الذي يحتاجه شعب السودان بشدة".
من جانبها، قالت نائبة المدير العام لمنظمة الفاو، بيث بيكدول، إنه "على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، تم تأكيد 4 مجاعات فقط، وهي في الصومال عام 2011، وجنوب السودان عامي 2017 و2020، والآن السودان في عام 2024".
وقالت: "كما تعلمنا من هذه الأزمات الشديدة، فقد حدثت بالفعل عشرات الآلاف من الوفيات قبل أن تصنف على أنها مجاعة"، مشيرة إلى أن "الصراع والنزوح القسري يظلان المحركين الأساسيين لأزمة السودان، التي تفاقمت بسبب تقييد الوصول الإنساني، فضلا عن الاضطرابات الاقتصادية، والعوامل البيئية".
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى
المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
اظهار أخبار متعلقة
ومن ناحية أخرى أعلن ناشطون سودانيون، مساء الاثنين، مقتل أكثر من 25 شخصا وإصابة العشرات في هجوم لقوات الدعم السريع على إحدى قرى ولاية النيل الأبيض جنوب البلاد.
وأفاد تجمع "نداء الوسط" (ناشطون) في بيان، بأن "قوات الدعم السريع ارتكبت اليوم مجزرة دامية بحق أهالي قرية ’أم كويكة’ شرقي مدينة الجبلين بولاية النيل الأبيض".
وأوضح البيان أن قوات الدعم السريع "هاجمت القرية ووجهت نيرانها إلى المواطنين مستهدفةً إياهم بشكل مباشر ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 25 شهيدا وإصابة العشرات".
وأشار إلى أن القرية "تضم عددا كبيرا من نازحي ولاية سنار (جنوب شرق)، لجأوا إلى القرية بعد أن هاجمتهم قوات الدعم السريع".