أكد قيادي في "حركة أحرار الشام الإسلامية"، مساء الأربعاء، أن الفصائل العسكرية استعادت مواقع تقدمت إليها قوات النظام في حي "بستان القصر" بمدينة حلب، وأنه قتل أكثر من 30 عنصرا للأخيرة، كما أنها تمكنت من استعادة نقاط تقدم فيها النظام في "الشيخ سعيد".
وأكد موقع "الدرر الشامية" المعارض، الخميس، أن فصائل المعارضة المسلحة في حلب استعادت كامل النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام السوري في منطقتي "الشيخ سعيد" والسكن الشبابي في "البحوث العلمية" بحلب، واستولت على دبابة، ودمرت أخرى.
وقال ناشطون الأربعاء، إن الفصائل العسكرية استعادت كافة النقاط التي تقدمت فيها قوات النظام في حي "الشيخ سعيد" بحلب، وقتلت وأسرت أكثر من 29 عنصرا لقوات النظام والمليشيا المساندة لها، خلال المعارك الدائرة بين الطرفين في المنطقة.
ولفت الناشطون، إلى أن الفصائل أسرت أربعة عناصر لقوات النظام والمليشيا، فيما قتلت أكثر من 25 عنصرا لهم، دون وجود معلومات حتى الآن عن حجم الخسائر في صفوف الفصائل.
بدوره، قال قيادي في "حركة نور الدين الزنكي"، هو "أبو روما"، لوكالة "سمارت المعارضة، إن تعزيزات عسكرية وصلت للفصائل في المنطقة، بالتزامن مع استمرار المعارك مع قوات النظام، التي كانت تقدمت في الحي وسط قصف مكثّف.
بستان القصر
وفي نقطة أخرى، أكد قيادي في "أحرار الشام"، مساء الأربعاء، أن الفصائل العسكرية استطاعت استعادة مواقع تقدمت إليها قوات النظام في حي بستان القصر بمدينة حلب، وقتلت أكثر من 30 عنصرا.
وقال القائد العسكري "الفاروق أبو بكر"، إن مقاتلي "حركة أحرار الشام" ومقاتلي "الجبهة الشامية" استعادوا السيطرة على نقاط تقدمت إليها قوات النظام ومليشيات موالية لها، في وقت سابق من اليوم، في حي بستان القصر، وقتلوا أكثر من 30 عنصرا فيما جرح آخرون.
"جيش حلب"
وفي سياق متصل، أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة على حلِّ نفسها وتشكيل كيان موحد باسم "جيش حلب"، بقيادة "أبي عبد الرحمن نور" قائدا عاما، و"أبي بشير" عمارة قائدا عسكريا.
وكانت قناة "الجزيرة" قالت إنه لم يعد هناك وجود لأي فصيل مسلح داخل الأحياء المحاصرة خارج إطار "جيش حلب"، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت لمواجهة تقدم قوات النظام السوري داخل الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة،
وذكر مصدر في "الجيش الحر" لمجلة "عنب بلدي" المعارضة، أن الاندماج جاء بعد اجتماع كبرى فصائل
حلب الشرقية، وصدر القرار بتسمية "الجيش" في الساعات الأولى من فجر الخميس، بانتظار الإعلان عنه في الساعات المقبلة.
وأوضح المصدر أن أبرز الفصائل المنضوية في "جيش حلب" هي "الجبهة الشامية، أحرار الشام، نور الدين زنكي"، إلى جانب نحو سبعة فصائل أخرى.
وأكدت "حركة أحرار الشام الإسلامية" لوكالة "سمارت"، الخميس، تشكيل عشرة فصائل عسكرية لـ"جيش حلب" بهدف فك الحصار عن أحياء المدينة.
وقال مسؤول العلاقات العامة في "الحركة"، ياسر الطائي، إن "الجيش هو توحد حقيقي للفصائل ونحن جزء منه"، مضيفا أن وتيرة المعارك ستتغير خلال الأيام القادمة، دون ذكر تفاصيل أخرى ولا أسماء الفصائل المشاركة، دون أن يصدر حتى الآن بيان رسمي عن "جيش حلب" وقائده، الذي قال ناشطون إنه يدعى "أبا عبد الرحمن".
وقالت القناة إن "تشكيل الكيان الموحد لفصائل المعارضة المسلحة كان نتيجة لمطالبات من الأهالي ومن شخصيات داخل الأحياء المحاصرة، لمواجهة الانهيار الذي مكّن النظام من التقدم عسكريا داخل مناطق سيطرة المعارضة"، مضيفة أن التشكيل جاء لهدفين: أولهما مواجهة تقدم جيش النظام والمليشيا الموالية له، وثانيهما الرد على المزاعم الروسية بأن دعمها العسكري للنظام هدفه ملاحقة العناصر "الإرهابية" التابعة لجبهة فتح الشام، على حد قوله.
وسيطرت قوات النظام والمليشيات في الأيام القليلة الماضية على أحياء "مساكن هنانو" و"الصاخور" و"الحيدرية"، في الطرف الشمالي للأحياء الشرقية في حلب، لتلحق أكبر خسارة بالمعارضة المسلحة في المدينة منذ عام 2012.
مبادرة أممية
وقال رئيس مجلس محافظة حلب، محمد فضيلة، لوكالة "سمارت"، الأربعاء، إن الأمم المتحدة طرحت مبادرة إنسانية على الفصائل العسكرية داخل المدينة، دون ذكر تفاصيل أخرى.
وأوضح عضو مجلس المحافظة، منذر السلال، أن المبادرة طرحت قبل أربعة أيام، وتضمنت أربعة بنود، وهي إدخال المواد الطبية والغذائية والأطباء، وإجلاء الجرحى من أحياء حلب الشرقية، مشيرا إلى عدم رد النظام وروسيا على المبادرة حتى الآن، فيما "يفترض أن يأتي الرد قبل يوم الاثنين المقبل".
ونوّه السلال إلى أن المبادرة طرحت من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة "الصحة العالمية"، نافيا تشكيل "لجنة تفاوض" داخل المدينة، مضيفا أنه "في حال كان هناك أي مفاوضات فإنها تعرض على الهيئات داخل حلب كما تعرض على النظام".
وأكدت "حركة نور الدين الزنكي"، مساء الأربعاء، موافقتها على المبادرة الأممية الإنسانية، التي تنص على إدخال المساعدات الطبية والإنسانية إلى حلب، وإجلاء الجرحى وتبديل الطواقم الطبية.
وقال عضو المكتب السياسي في الحركة، ياسر إبراهيم اليوسف، إن الأمم المتحدة، عبر مكتبها في تركيا، سلمت الفصائل العسكرية المعنية تلك المبادرة في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر، لافتا إلى أن الموافقة عليها جاءت بعد دراسة بنودها وكيفية تطبيقها "مع تأكيدنا على مضمونها الإنساني"، مشيرا إلى أن التعامل الإيجابي مع المبادرة "يكشف كذب روسيا".
وأضاف اليوسف، أن الفصائل كان "لزاما عليها إنقاذ المبادرة والتأكد من عدم تسييسها، وعدم تغليب بندٍ على آخر بما يخدم النظام وروسيا، وتحديدا بند إخلاء الجرحى"، مؤكدا أن روسيا والنظام "لم يستجيبا حتى الآن لتلك المبادرة"، متابعا بأنه "حتى الأمم المتحدة لم يصدر عنها أي إدانة، لذلك فإنه أصبح من الترف البحث في تفاصيل مبادرة عقيمة".
وأوضح اليوسف أن الأمم المتحدة عرضت عليهم المبادرة بشكل مباشر لـ"تحملها مسؤولية أمن وأمان الطواقم والقوافل وفرق العمل ولضمان تحقيق أمن العملية الإنسانية وضبط خطوط التماس وضمان التهدئة"، متابعا بأنه "عند دخول أي قافلة إنسانية فإن المجالس المحلية تختص بتنفيذ البنود وتوزيع ومتابعة باقي الشؤون المدنية".