سياسة دولية

حداد في كوبا لتسعة أيام.. وردود فعل دولية على وفاة كاسترو

بينما أشاد البعض بكاسترو معتبرين إياه "رمزا ثوريا".. وصفه آخرون بأنه "مصدر للمتاعب"- أرشيفية
بينما أشاد البعض بكاسترو معتبرين إياه "رمزا ثوريا".. وصفه آخرون بأنه "مصدر للمتاعب"- أرشيفية
أعلنت السلطات الكوبية، السبت، الحداد الوطني لتسعة أيام بعد ساعات على وفاة أب الثورة الكوبية فيديل كاسترو عن 90 عاما، مشيرة إلى أن الجنازة ستتم في 4 كانون الأول/ ديسمبر في سانتياغو دي كوبا، فيما أثارت وفاته عددا من ردود الفعل الدولية.

وأعلن مجلس الدولة في بيان قصير "الحداد الوطني لتسعة أيام" اعتبارا من السبت وحتى الأحد 4 كانون الأول/ ديسمبر.

وأوضحت هذه الهيئة العليا للسلطة في كوبا أن "كل الأنشطة والعروض العامة ستتوقف" بشكل خاص وسيتم تنكيس الأعلام فوق المباني الرسمية والمنشآت العسكرية، مضيفة أنه خلال هذا الأسبوع المخصص لذكرى الزعيم الكوبي الراحل سينقل رماد فيديل كاسترو ليجوب كل أنحاء البلاد على مدى أربعة أيام.

وتنظم الجنازة الرسمية في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر في سانتياغو دي كوبا، ثاني مدن البلاد (جنوب شرق) والتي ترتدي رمزية كبرى لأن فيديل كاسترو أعلن منها انتصار الثورة.

ردود فعل دولية

وبينما أشاد البعض بشخصيته التاريخية، لم ينس آخرون "خيبة الأمل" التي أثارها فيديل كاسترو الذي توفي عن 90 عاما.

وفيما يلي ردود الفعل في العالم، السبت، بحسب ما رصدتها الوكالة الفرنسية للأنباء.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "رجل الدولة المميز يعتبر بحق رمزا لحقبة في التاريخ الحديث للعالم"، مضيفا أن كاسترو "كان صديقا وفيا لروسيا يمكنها الاعتماد عليه".

من جهته، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ في رسالة بثها التلفزيون السبت: "لقد فقد الشعب الصيني رفيقا صالحا ووفيا"، مؤكدا أن "الرفيق كاسترو سيبقى خالدا".

بدوره، كتب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على "تويتر": "يجب على كل الثوار في العالم، مواصلة إرثه وحمل شعلة الاستقلال والاشتراكية والوطن الإنساني".

ورأى الرئيس البوليفي إيفو موراليس الزعيم الكوبي كواحد من "عمالقة التاريخ" الذي دافع عن "كرامة شعوب العالم".

كما وصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كاسترو بأنه كان "مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم".

وقال آخر رئيس للاتحاد السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف إن "فيديل قاوم وعمل على تحصين بلاده خلال الحصار الأمريكي الصعب، عندما كان يتعرض لضغوط هائلة واستطاع قيادة بلاده على طريق التنمية المستقلة".

أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فقال إن كاسترو "جسد الثورة الكوبية من خلال الآمال التي أثارها ومن ثم في خيبات الأمل التي كان سببها"، مضيفا أن كاسترو الذي "لعب دورا في الحرب الباردة، عرف كيف يكون فخرا بالنسبة للكوبيين برفضه الهيمنة الأجنبية"، داعيا إلى رفع الحظر عن كوبا بشكل نهائي.

وفي العاصمة الكندية أوتاوا، عبر رئيس الوزراء جاستن ترودو عن "الحزن" لوفاة "صديق قديم" لبلاده وعائلته.

كما علق رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي على وفاة كاسترو، قائلا إنه كان "إحدى الشخصيات الأكثر رمزية في القرن العشرين".

كما قال رئيس الوزراء الإسباني المحافظ ماريانو راخوي إن للزعيم الكوبي "مكانة تاريخية"، مشيرا في بيان إلى تأثيره على كوبا و"نفوذه الواسع" في المنطقة.

من جهته، أعاد رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس بث تغريدة لحزبه اليساري على "تويتر" جاء فيها: "وداعا أيها القائد حتى انتصار الشعوب"، مشيرا إلى أن "التاريخ يقف إلى جانب فيديل كاسترو".

"شخصية فريدة"

اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن كاسترو "كان شخصية فريدة، حارب ضد الاستعمار والاستغلال"، مضيفا أنه "كان مثالا للنضال من أجل استقلال الشعوب المضطهدة"، وفقا لوكالة فارس للأنباء.

واعتبر رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أن "صفحة مهمة في التاريخ السياسي العالمي انطوت"، موضحا أن هذا "يضع حدا للحرب الباردة التي قسمت حتى السكان في القرن الماضي".

إلى ذلك، قال روبرت فيكو، رئيس الوزراء السلوفاكي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن "كوبا لم تهدد أحدا قط، ولا تريد سوى أن تحيا بطريقتها الخاصة. كثيرون أولئك الذين كرهوها ولا يزالون بسبب شجاعتها".

وقال رئيس الفيليبين رودريغو روترتي إن كاسترو "انتفض ضد الغرب والإمبريالية".

وأشادت سلطات النيبال بـ"نزاهة" كاسترو ووصفته بأنه "بطل قضايا الشعوب".

واعتبرت وكالة الأنباء الفيتنامية أن كاسترو كان "قائدا عظيما" و"مرآة مشرقة للاستقلال والحركات الثورية في دول أمريكا اللاتينية والعالم".

أما وسائل الإعلام الأمريكية فكتبت أنه كان "مصدر متاعب" لـ11 رئيسا أمريكيا، و"كاد أن يدفع العالم إلى حرب نووية"، بحسب "نيويورك تايمز"، في حين اعتبرته "لوس أنجليس تايمز" "رمزا ثوريا"، بينما نددت "واشنطن بوست" بممارسته "القمع".

احتفالات في ميامي

في ميامي، نزل أبناء الجالية الكوبية إلى الشوارع للاحتفال بوفاته مرددين هتافات "كوبا حرة" و"حرية، حرية"، وسط الرقص والغناء والشمبانيا، على وقع قرع الطبول والطناجر.

من جهته، قال بيار لوران أمين عام الحزب الشيوعي الفرنسي إن كاسترو كان "أحد قادة حركة انعتاق البشرية" وخصوصا "صموده بوجه الإمبريالية الأمريكية".
0
التعليقات (0)