باعتبارك مواطنا مصريا، أتوجه إليك بهذه الأسئلة:
- هل تشعر بأنك آمن على نفسك في
مصر؟
- هل تشعر بأنك آمن على إخوتك أو زوجتك أو أبنائك من البنين أو البنات؟
- هل تشعر بأنك آمن من دخول أشد السجون قسوة في العالم رغم عدم ارتكابك أي جريمة، بل وبسبب وطنيتك ومشاركتك في الحياة السياسية لترفع من شأن بلدك وشعبك؟
- هل تشعر بأنك آمن من الموت على خابور يتلف أحشائك وأمعائك؟
- هل أنت آمن على نفسك وعلى كل هؤلاء عندما تسيرون في أي شارع من شوارع مصر، إذا احتك بك أحد رجال الأمن فرفعت صوتك، فأرداك قتيلا بطلقة أو أكثر من سلاحه الميري؟
- هل تجد ما يكفيك ليس للإنفاق على أسرتك بل على احتياجاتك الشخصية؟
- هل تشعر بالاكتئاب نتيجة الانقسامات التي شقت صفوف المصريين؛ سواء في ملف الوحدة الوطنية أو ملف الفصائل السياسية؟
- هل تشعر بالاكتئاب عندما تجد رئيس مصر الانقلابي قد تحول إلى بوق لا ينقطع صوته في وصف الإسلام والمسلمين بالإرهاب، حتى أصبح المسلمون مضطهدين في كل مكان بالعالم؟
- هل تشعر بالاكتئاب عندما تجد مصر الانقلاب تدعم كل طغاة العالم في قتل الشعوب العربية لا سيما المسلمين، فتدعم الطاغية بشار لتدمير الشعب السوري، وتدعم الطاغية حفتر لتدمير الشعب الليبي، وتدعم طغاة الشيعة في العراق لتدمير أهل السنة؟
- هل تشعر بالحزن الدائم على ما أصاب أهلنا في مدينة رفح من قتل وتهجير وتدمير لمنازلهم وزراعتهم، وما يصيب أهلنا في غزة من حصار لا ينفك، وما أصاب أهلنا في النوبة من اعتداء عليهم وعلى حقوقهم الثابتة التي لا جدال فيها؟
- هل تشعر بالإهانة المستمرة والأذرع الإعلامية للانقلاب من السفهاء التي لا تتوقف عن سبك وقذفك بأسوأ السباب والشتائم، ويطالبونك بأن تترك مصر وتغور في ستين داهية؟
هل تشعر بالظلم المفرط وأنت تجد كل مؤسسات الدولة العميقة، قد تحالفت ضدك كي تحافظ على المكاسب التي حققتها في ظل دولة العسكر؟
بالتأكيد غالبية المصريين تعاني من كل ذلك، والأقلية من أصحاب المصالح هي التي يسعدها ذلك، ومن ثم فهذه الغالبية تتمنى الخروج من هذا المستنقع الذي سقطت فيه مصر والشعب المصري، فكيف السبيل للنجاة؟
أعتقد أن السبيل الوحيد المتاح للنجاة هو
الجمعية الوطنية للشعب المصري، التي كان لها الأثر الكبير في إشعال ثورة يناير المجيدة، التي استرد بها الشعب المصري حريته من القهر والذل والمهانة التي كان يعيش فيها.
كثير من المصريين يتردد في الخروج وممارسة حقه في التظاهر والتعبير عن رأيه في الأحداث، لأنه يفتقد تلك الوحدة التي كانت تربط بين الفصائل السياسية كافة في ثورة يناير، والتي شجعت الكل على الخروج، فالمصريون يرون الكيانات المكونة للانقلاب متماسكة ثابتة على مواقفها، بينما يرون شركاء يناير متناحرين متنابذين بالألقاب والأوصاف.
لن يخرج المصريون إلا بعد أن يروا شركاء يناير كافة، أو على الأقل أغلبهم متحدين، ويروا خريطة طريق واضحة تطمئنهم على أنهم سيكونون شركاء في إعادة بناء دولتهم، وفي مأمن من المسآلة إذا نجحت
الثورة بفضل الله عز وجل.
وأعتقد أن هذا ما أكده الدكتور أيمن نور في حواره المهم مع موقع "عربي21"؛ حين أكد أن الجمعية الوطنية للشعب المصري، التي توقع الإعلان عنها خلال شهر كانون الثاني/ يناير المقبل، هي المظلة القادرة على إنتاج وتقديم بدائل محل لتوافق نسبي واسع لمواجهة الجنون الذي ينحدر بمصر إلى أدنى المستويات، معتبرا إياها الفرصة الأخيرة للتوحد بين مختلف القوى الوطنية والثورية.
أعتقد أن القوى السياسية كافة، أدركت وأحست حجم المعاناة التي يعانيها الشعب المصري، وأدركت أن الخلاص مما نحن فيه ضرورة مصير وحياة، لكن ما ينقصنا جميعا الآن هو صحوة ضمير تحركنا في اتجاه إنقاذ مصر والشعب المصري، صحوة ضمير تجعل مصلحة مصر والمصريين مقدمة على الأحقاد السياسية التي جعلت الكثير منا يقبل بجحيم العسكر، لا لشيء سوى هدف واحد نفسي مرضي مفاده، ألا تؤول إدارة مؤسسات الدولة إلى مواطنين مدنيين مثلي أو منافسين سياسيين لحزبي، عملا بقاعدة "أنا ومن بعدي الطوفان".
ولا يفوتني أن أورد تحذير موجه للدكتور أيمن نور من أن تشكيل هذه الجمعية الوطنية ونجاحها ربما يكون الفرصة الأخيرة بالفعل، ولا نعلم ما الذي سنعانيه في المستقبل إذا لم تنجح، لا سيما وأن طوفان "ترامب" على الأبواب، الذي لديه الاستعداد أن يصنع المعجزات حتى يظل "السيسي" رفيقه في رحلة القضاء على الإسلام والمسلمين، التي يسمونها "الحرب على الإرهاب".