ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن مجموعة يمينية قامت بالإعلان عن "
قائمة" لتحديد الأساتذة الجامعيين، ذوي التوجهات اليسارية، مشيرة إلى أن ناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان حذروا من أن الخطوة "تردد أصداء من المكارثية"، التي عاشتها الولايات المتحدة في الخمسينيات من القرن الماضي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الحملة اليمينية تدعو الطلاب إلى تقديم أسماء الأساتذة الذين "يميزون ضد الطلاب من ذوي التوجه المحافظ، ويقومون بنشر أفكار يسارية دعائية داخل قاعات الدراسة".
وتلفت الصحيفة إلى أن مجموعة "تيرنينغ بوينت يو أس إيه/ نقطة تحول الولايات المتحدة"، تدير القائمة، مشيرة إلى أنها أحدث حملة من نوعها لاستهداف وتسمية الأساتذة الذين لا يعجبون الطلاب ويثيرون جدلا بينهم، حيث تتبع الحملة خطوات الموقع الذي اختفى "نو إندوكترينشين" (أي لا تثقيف أيديولوجيا)، الذي شجع الطلاب على تقديم تقارير عن المشرفين المتحيزين، وتقديم شكاوى ضدهم.
وينقل التقرير عن المدافع المعروف عن حقوق الإنسان بيتر تاتشل، قوله إن المفهوم مضر للأفراد، وفيه مخاطر لفرض رقابة عليهم بناء على اتهامات لا أساس لها، وأضاف أن "قائمة الرقابة تذكر بالمكارثية، التي حاولت استهداف الأكاديميين الليبراليين، وتشويه صورتهم، ونزع الشرعية عنهم، وهي أحد أعراض المناخ غير المتسامح في أمريكا
ترامب".
ويتابع تاتشل قائلا إنه "في الوقت الذي أخالف فيه أهداف (قائمة مراقبة الأساتذة) في مجتمع حر ومفتوح، فإنه من حقهم الإشارة إلى الأساتذة الذين لا يتوافقون معهم، لكن بطريقة دقيقة وعادلة".
ويواصل تاتشل قائلا: "ليس من حقهم تزييف الحقائق أو إساءة تمثيل أو التشهير بأكاديميين أو المطالبة بفصلهم من مناصبهم؛ فقط لأنهم يحملون أفكارا
ليبرالية، وستكون هذه رقابة وقمع لحرية التعبير، التي هي من حق الأساتذة".
وتورد الصحيفة نقلا عن مؤسس الموقع تشارلي كيرك (22 عاما)، قوله إن الهدف من إنشاء الموقع هو توفير الحماية للطلاب من "الأساتذة الذين يهاجمون المحافظين ويستهدفونهم".
ويفيد التقرير بأن المدافعين عن حقوق الإنسان في أمريكا من المؤسسة الأمريكية لحماية حقوق الأفراد في المؤسسات التعليمية يقولون إن الموقع مثير للقلق، في ضوء المناخ السياسي الذي تعيشه البلاد الآن.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول مدير المؤسسة غريغ لوكيانوف: "يثير هذا الأمر الكثير من القلق؛ بسبب تاريخنا في القوائم السوداء"، وأضاف: "ربما ضحك الأساتذة من الفكرة قبل عدة أشهر، أما الآن، وفي ظل المناخ السياسي، فهم غير متأكدين من ذلك".