أثارت قرارات تخفيض أحكام السجن والإعدام عن الرئيس
المصري محمد مرسي وعدد من قيادات وكوادر
الإخوان وحملة الإفراج عن عدد من المعتقلين في ظل تصريحات تتحدث عن المصالحة بين النظام والإخوان تساؤلات حول حقيقة وجود خطوات نحو مصالحة بين الإخوان ونظام عبد الفتاح
السيسي.
وقالت صحيفة "الشروق" المصرية اليوم إن قيادات من جماعة الإخوان مقيمة في السعودية تقدمت بمبادرة للمصالحة مع نظام السيسي تقوم بنودها على تجميد العمل السياسي للجماعة مدة 5 سنوات، بحيث لا تشارك في أي عمل سياسي حتى الانتخابات بالإضافة إلى وقف أي عمل مناهض للسلطة مقابل الإفراج عن المعتقلين وعودة المطاردين لمصر وأعمالهم.
وجاء في المبادرة التي تحدثت عنها "الشروق" أن الإخوان غير مطالبين بتقديم اعتراف رسمي بنظام السيسي وأن الاتفاق يتضمن تجميد الموقف الحالي منه.
ولفتت إلى أن الاتفاق "سيتم برعاية وضمانات سعودية وأن السعودية لديها الاستعداد الكامل لتبني هذه المبادرة ورعايتها بحسب الاتصالات التي تمت بين قيادات الجماعة وأطراف سعودية"، على حد زعم الصحيفة.
لا جديد
بدوره نفى المركز الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين ما نشرته صحيفة "الشروق" حول وجود مبادرة للمصالحة.
وقال المركز لـ"
عربي21" إن تصريحات نائب المرشد العام للجماعة إبراهيم منير حول مبادرات المصالحة بين الجماعة ونظام السيسي "كافية ولا جديد في هذا الشأن".
وكان القيادي إبراهيم منير قال في مقابلة مع "
عربي21" قبل أيام إننا "نقول ونحن جادون فليأتنا من حكماء شعبنا أو من حكماء الدنيا من يرسم لنا صورة واضحة للمصالحة وعندها تكون ردود الفعل".
وقال منير إن الإخوان "يدركون أن العمل السياسي فيه متغيرات ومناورات أو ما يمكن وصفه بالتنازلات وأنه مطلوب من كل الأطراف، في الحالة المصرية الحالية عدم تجاهل ذلك، خاصة إذا لم يكن هناك تنازل عن مبادئ وقيم وحقوق".
بالونات اختبار
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي المصري أحمد الشرقاوي إن صحيفة "الشروق" مقربة من "الدوائر الأمنية المصرية والحديث عن مبادرات المصالحة ما لم يصدر عن الجهات الرسمية في نظام السيسي فهو ليس سوى بالون اختبار ومحاولات جس نبض للطرف الآخر".
وقال الشرقاوي لـ"
عربي21" إن نظام السيسي غير جاد في تحقيق المصالحة مع أطراف الثورة في مصر وإن كانت فكرة المصالحة واردة منذ اليوم الأول للانقلاب لكن لا يوجد حتى الآن آليات حقيقية لترجمة هذه النوايا.
ولفت إلى أن "نظام السيسي لو كان جادا في تحقيق المصالحة لبادر إلى سلسلة من الخطوات لتعزيز الثقة ومن أهمها تقديم كل من تورط في سفك دماء المصريين منذ ثورة يناير وحتى التي تورط في الكثير منها رجاله".
ورأى أن الخطوات الأخيرة التي اتخذت في تخفيف بعض أحكام السجن والإعدام بحق المعارضين "غير كافية وهي فقط بالونات اختبار".
وشدد على أن "منظومة الكراهية التي خلقها نظام السيسي طوال السنوات الماضية لا يمكنه التضحية بها لأجل المصالحة وهو مستعد للتضحية بكل شيء مقابل إبقاء حالة الإقصاء للمعارضين المصرييين".
وأضاف: "هذا النظام لا يريد سوى شيئا واحدا وهو استسلام كل المعارضين والتسليم له وفكرة المصالحة التي ترضي جميع الأطراف غير واردة عنده".
بيان نفي
من جهتها نفت جماعة الإخوان المسلمين في بيان وصلت نسخة منه "
عربي21" صحة الخبرين المنشورين في كل من صحيفتي "الشروق" و"النبأ" عن موافقتها على الدخول في صفقة مصالحة مع النظام الانقلابي برعاية إقليمية، أو الطلب من أي جهة التوسط للمصالحة معه.
وأكدت الجماعة أن "هذه الأخبار عارية عن الصحة جملة وتفصيلا"، مؤكدة أنها أعلنت مرارا نفيها لمثل هذه الأخبار التي وصفتها بـ"المزيفة".
وشددت الجماعة في ختام بيانها على "موقفها الثابت من الانقلاب، وهو :لا مصالحة مع القتلة، ولا تنازل عن الشرعية، ولا تنازل عن حقوق الشهداء والجرحى والمعتقلين".