قال عدد من الكتاب الموالين لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح
السيسي، في مقالاتهم بالصحف
المصرية، السبت، إن المظاهرات التي خرجت تنادي بأن
ترامب "ليس رئيسي" في ولايات أمريكية عدة، بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يحركها
الإخوان، وإن المرشحة الخاسرة، هيلاري كلينتون، حلفت اليمين للإخوان أمام المرشد، بينما حمد أحدهم الله، على فوز ترامب.
مظاهرات الإخوان.. الأمريكية
تحت هذا العنوان كتب رئيس التحرير الأسبق لصحيفة "الوفد"، عباس الطرابيلي، مقاله بصحيفة "المصري اليوم"، موضحا أنه يقصد بهذا العنوان: "المظاهرات التي اندلعت هناك ضد الرئيس المنتخب: دونالد ترامب نفسه، وداخل الولايات المتحدة".
وأردف أن الإخوان "كشفوا بذلك ورقة التوت التي تستروا وراءها، والتي كانت عبارة عن دعم وتخطيط وتمويل من النظام الأمريكي، الذي يقف وراءهم"، بحسب قوله.
وأضاف: "جاء الشارع الأمريكي ليقلب هذا المخطط، ويدمر أحلام الإخوان، الذين التقت أحلامهم في السلطة مع مخططات أمريكا - أوباما - هيلاري.. فلما سقطت هيلاري هاج الإخوان، وثاروا.. وعلى طريقتهم خرجت المظاهرات التي يحركها الإخوان، بقدرتهم على التنظيم التظاهري، وابتداع المليونيات والأسماء، ورفعوا شعاراتهم.. ترامب ليس رئيسنا".
وتابع: "المهم أن الإخوان، في الوقت الذي كانوا يتوقعون فيه فوز هيلاري بالمكتب البيضاوي، أي رئيسا لأمريكا.. حتى يستكملوا تنفيذ مخططهم للعودة إلى حكم مصر، وأيضا حكم معظم دول المنطقة.. إذا بالشارع الأمريكي يقلب هذه المخططات.. وهكذا أسرع الإخوان ليردوا الجميل إلى هيلاري، ويحركوا الشارع الأمريكي ضد منافسها الذي لم يكن أحد يتوقع أن يفوز".
واستطرد: "هذا بالضبط أسلوب الإخوان.. إحداث القلاقل، والمظاهرات، ولا نستبعد بعض التفجيرات هنا أو هناك - داخل أمريكا - ولسانهم هنا يقول: إذا كان مستحيلا تغيير سياسة الرئيس الجديد - تجاه الشرق الأوسط - فلا أقل من تقليل أثر تخليه عنهم في هذه المرحلة الحاسمة سواء في مصر.. أو ليبيا.. أو سوريا.. أو اليمن".
واختتم الطرابيلي مقاله بالقول: "هم (يقصد الإخوان) - إذا كانوا - يتظاهرون في مصر بحجة أن الصندوق الانتخابي هو الذي جاء بهم لحكم مصر.. ولا يقبلون بغير الصندوق ليرحلوا.. فلماذا يعترضون على إرادة الصناديق الانتخابية التي جاءت بدونالد ترامب رئيسا؟ ولكن منذ متى يثبت الإخوان على رأي واحد؟"، على حد تساؤله.
"الحمد لله.. شفت فيهم يوم"
وهذا ما اختارته السيناريست والكاتبة الصحفية وعضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب، بالتعيين، لميس جابر؛ عنوانا لمقالها بصحيفة "الوطن"، معربة عن سعادتها البالغة بفوز دونالد ترامب، وخسارة هيلاري كلينتون، في الانتخابات، مثنية على الأول، ومؤكدة أن الثانية "حلفت اليمين مع المرشد العام".
وفي البداية اتهمت "جابر" إدارة أوباما بأنها قررت أن أفضل من يقيم حكما ديمقراطيا في المنطقة هو جماعة الإخوان المسلمين الذين يؤمنون بالسمع والطاعة والجماعة، ولا يؤمنون بالأوطان، وهم نعم الاختيار، على حد زعمها.
وأضافت: "بدأت الفوضى الهدامة، وكانت وزيرة خارجية الأخ أوباما هي الأب الروحي للإخوان، وجاءت إلى القاهرة تحج إلى ميدان التحرير، وتستخرج كارنيه "الحرية والعدالة"، وتتمم الاتفاق عن طريق دكاكين حقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني، والشباب الثوري المدرب في الصرب، والفيسبوك".
وأردفت: "كان مقر الإخوان الدائم هو قبلة كل رجال الإدارة الديمقراطية حتى العجوز كارتر، وقررت هيلاري بمساعدة الإخوان إقامة الدولة الإسلامية (أخت داعش في الرضاعة) على أرض سيناء، التي استقر بها أكثر من 15 ألفا من الإرهابيين، حتى يتم تقسيمها بين إسرائيل وحماس، ودفعت من جيوب الأمريكان مليارات ضمانا للصفقة العالمية، وكان موعدها في 5/7/2013، وفجأة تفجرت ثورة المصريين، وخرجوا بالملايين لطرد الإخوان الديمقراطيين، وعزل الرئيس المنتخب".
واستطردت: "هنا ثارت الست هيلاري، واتعصب الأخ أوباما، وصرخوا، ولطموا الخدود: هذا انقلاب عسكري، وظهر على الملأ مخططهم الحقير، ومن يومها، وأنا أدعو كل يوم أرى فيه آثار الفوضى والإرهاب في مصر، وآثار الخراب والحرب الدائرة في سوريا، والتفكك في ليبيا، ومعاناة العراق مع الديمقراطية الأمريكاني منذ عام 1991، وحتى اليوم.. أدعو من قلبي: "أشوف فيهم يوم"".
وواصفة ترامب بأنه "رجل عاقل وذكي ومختلف وفاهم ماذا يعني الإخوان والإرهاب، وأن هيلاري وأوباما هما من أسس "داعش"، وموله بمساعدة تركيا وقطر"؛ وشددت على أن "ترامب على الأقل لم يستخرج كارنيه الحرية والعدالة، ولم يحلف اليمين مع المرشد العام، كما فعلت الست هيلاري، ولم تطأ قدماه المقر الدائم مثلها".
واختتمت الكاتبة (مسيحية الديانة، وزوجة الممثل يحيي الفخراني) مقالها بالقول: "الحمد لله.. ألف حمد وشكر يا رب.. وريتني فيهم يوم.. الولية هيلاري، والأخ أوباما.. داهية لا ترجعهم".
"الحمد لله.. المؤامرة تنتهي في يناير"
وحامدا الله أيضا، في الجريدة نفسها، "الوطن"، لفوز ترامب، وخسارة كلينتون؛ قال الكاتب ياسر مشالي، تحت العنوان السابق: "استجاب الله لدعائنا، وهدى غالبية الأمريكيين إلى التصويت للمرشح الجمهوري المثير لـ"الجدل والأمل"، دونالد ترامب، ليصبح الرئيس رقم 45 في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية".
وزعم مشالي أن "كثيرا من المصريين واليمنيين والجزائريين والتونسيين والسوريين وغيرهم، دعوا الله لأن يسقط هيلاري، المرشحة الديمقراطية التي يؤيدها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، فأسقطها، ويقولون إن دعاءهم كان لسبب جوهري، هو إنهاء سياسات الحزب الديمقراطي المساندة لجماعات الإسلام السياسي في البلدان العربية، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية".
وأردف: "هذه فرضية ثبتت صحتها عمليا فور إعلان فوز ترامب، حيث بادرت الجماعة إلى إلغاء دعوة أنصارها إلى التظاهر في المدن المصرية الجمعة 11/11، مبدية حزنها الشديد على خسارة حليفتهم الديمقراطية". (لم يلغ الإخوان دعوتهم وأعلنوا مشاركتهم).
وأردف الكاتب: "أكثر ما يهمنا في فوز ترامب، الذي سيجلس رسميا على كرسي البيت الأبيض في يناير المقبل، أن يتوقف الحديث عن المؤامرة التي تتعرض لها مصر، وتشارك فيها أجهزة مخابرات كبرى، في إشارة إلى أمريكا، فلم يعد في البيت الأبيض "لا أوباما ولا هيلاري"، وهذا تحد جديد في حد ذاته".
وتابع موضحا: "الرئيس الأمريكي الجديد صديق لنا، وعدو لجماعات الإسلام السياسي بكل أطيافها، وقد أعلن أنه سيقيم علاقة صداقة استراتيجية مع روسيا، وهي حليف لمصر، وهما أكبر قوتين في العالم، كما أن الصين واليابان وألمانيا وفرنسا أصدقاء لنا، وحتى بريطانيا أعلنت على لسان رئيسة وزرائها بعد لقاء الرئيس السيسي في نيويورك، أنها ستفتح صفحة جديدة في العلاقات مع مصر، أي أن الكرة أصبحت الآن في ملعبنا نحن"، حسبما قال.
واختتم الكاتب مقاله: "لنبدأ العمل الجاد بإعادة ترتيب البيت المصري، برؤية إصلاحية حقيقية، دون أن يشغلنا حديث البعض عن المؤامرة الكونية، فالحمد لله لم يعد لها أي وجود بعد نجاح الحليف الجديد، دونالد ترامب".