أسال فوز "
دونالد ترامب" بالرئاسة الأمريكية لعاب
اليمين المتطرف الأوروبي، بتحسن فرص فوزه في الانتخابات العامة في عدد من بلدان الإتحاد الأوروبي، فيما بدت الصدمة واضحة على قيادات الدول فيها.
وتباينت مواقف الأحزاب الأوروبية من فوز ترامب، فيما حذرت الحكومات من تداعيات فوزه على العلاقة مع الاتحاد في عدد كبير من الملفات.
وعلى الجهة المقابلة، رحبت أحزاب اليمين وأرسلت برقيات التهنئة واتصلت بالمرشح الفائز، ووصلت في أحيان أخرى لإرسال قياداتها مثل زعيم حزب الأحرار البريطاني اليميني "نيجل فاراج" الصديق الشخصي لترامب، والذي يطلق عليه بممثل ترامب في
أوروبا لتهنئته شخصيا.
وقال حسام شاكر الخبير في الشأن الأوروبي في حديث خاص مع "عربي21" إن فوز ترامب أحدث صدمة سياسية كبيرة في أوروبا وما زالت تحاول استيعاب ما جرى.
وأوضح شاكر أن هذا الفوز سيعزز وينعش آمال اليمين المتطرف من خلال تغذية الناخب الأوروبي بمثل هذه الأخبار "أنه بالإمكان الفوز".
وقال شاكر إن الوضع الآن في أوروبا يشير إلى أن هناك "ترامب" جاهز في كل دولة للفوز في الانتخابات.
وأضاف: "هناك تشنج من قبل الناخب الأوروبي بسبب عدد كبير من الملفات أهمها موضوع الهجرة، وهذا الناخب يشكل خزانا تصويتيا كبيرا، مما يسمح بإدخال أقصى اليمين المنبوذ لأروقة السياسة".
وحول نظرة اليمين المتطرف لما حصل في أمريكا أوضح شاكر: "اليمين المتطرف شاهد ما حصل في أمريكا، وهو يقول إذا ما انتخب الأمريكيون ترامب، إذن نستطيع نحن كذلك".
يذكر أن الشهر القادم ستجري انتخابات رئاسية في النمسا في أول اختبار حقيقي بعد تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي، وترجح التوقعات فوز المرشح اليميني فيها.
من جهته قال المحلل السياسي البريطاني عبد الله داود في حديث مع "عربي21" أن زعماء اليمين الأوروبيين زعموا أن فوز "ترامب" سيسهل عليهم تغيير الموازيين في أوروبا.
وأعاد داود أسباب ارتفاع شعبية الأحزاب اليمينية في أوروبا لوجود فجوة بين المؤسسات الرسمية والشعوب.
وقال :"لا بد من سد هذه الفجوة عن طريق التواصل المباشر بين الحكومات وشعوبهم، وإشاعة جو من الراحة والطمأنينة في ملفات أهمها الهجرة والاقتصاد".
ووصف عبد الله الناخب الأوروبي بالمتأثر بما يراه من لاجئين فارين من الحرب في سوريا والعراق قائلا:" على الحكومات أن تخبر شعوبها بأن اللاجئين سيتوقفون عن التدفق إليهم في حال إيقافهم للحروب التي تمولها حكوماتهم".
وحذر حسام شاكر من تنازلات قد تقدمها أوروبا في حال فاز اليمين المتطرف في أية انتخابات قادمة على حساب القيم الإنسانية المهمة.
وأشار إلى أن زعماء غالبية دول أوروبا يحاولون التماهي مع تخوفات المواطنين من خلال تصريحاتهم الصحفية مثلما يفعل زعماء فرنسا من الرئيس الحالي "فرانسوا أولاند" والسابق "نيكولا ساركوزي".
ووصف المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركيل" بالأكثر تعقلا من خلال تصريحاته المتكررة لمحاولة طمأنة الناس.
لكن داوود طالب الجاليات العربية والمسلمة "بتقديم خطاب طمأنة للناخب الأوروبي من خلال توعيته بأن ما حصل من هجمات إرهابية في بلجيكا وفرنسا هي من فعل قلة قليلة من المسلمين، وهم لا يمثلون الإسلام، وبأن المسلمين هم قلبا وقالبا مع دولهم الأوروبية التي ينتمون لها".
يذكر أن مدن بروكسل وباريس ونيس شهدت هجمات دامية أوقعت المئات بين قتيل وجريح في سلسلة عمليات على مدار شهور تبناها تنظيم الدولة.