بعد عامين من العمل المتواصل المشترك بين القوى المناهضة للانقلاب في
مصر، يجري التحضير لإطلاق تجمع معارض وصفه المشاركون فيه بأنه "الأكبر والأضخم والأشمل" من نوعه.
وكانت الهيئة التحضيرية لـ"الجمعية الوطنية"، قد دعت في أول بيان رسمي لها، نشرته "
عربي21" الجمعة، من وصفتهم بـ"شرفاء الوطن" للقيام "بواجبهم في رفع أصواتهم بضرورة رحيل السلطة الحالية".
اقرا أيضا: "الجمعية المصرية" تدعو الشعب للمطالبة برحيل السلطة الحالية
وفي هذا الإطار، قال رئيس حزب البناء والتنمية، طارق الزمر، لـ"
عربي21"، إن الهيئة التحضيرية هي "هيئة تسعى للتواصل مع كافة القوى والرموز الوطنية
المعارضة للانقلاب، وإنشاء موقف سياسي جديد يكون قادرا على زحزحته، والتأثير في الأوضاع السياسية المصرية التي تكاد تتجمد على هذا الوضع الاستبدادي"، وفق تعبيره.
الانفتاح على الجميع
وبشأن الجديد الذي سوف يقدمه التشكيل الجديد، تحدث الزمر، وهو أحد الموقعين على بيان الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية؛ عن "الانفتاح على كافة القوى السياسية، ومحاولة بناء دائرة أوسع، لشمول القوى السياسية والثورية والجماهيرية المصرية".
واستبعد أن تكون هناك "عقبات كبيرة" أمام الهيئة الجديدة، مضيفا: "منذ البداية نسلم بأننا مختلفون، وندعو المختلفين إلى الجلوس على مائدة واحدة لنتفق على ما يمكن الاتفاق عليه".
ووصف الساحة المصرية بأنها "ساحة متنوعة ومتعددة، وهناك خلافات سياسية ومستقبلية، ولكنها لا ينبغي أن تحول دون هذا الاجتماع لتحقيق طموحات الشعب المصري بنظام يليق بمصر"، كما قال.
واعتبر الزمر أن حجم الخلافات بين قوى المعارضة ضئيلة، "ولكننا فشلنا في إداراتها طوال الوقت الماضي"، وقال إن "تجاوزها سهل، ويمكن الوصول إلى موقف جامع يشمل طيفا واسعا من القوى السياسية". وتوقع أنه بمجرد تشكل الجسم الجديد "سوف يزعزع استقرار هذا النظام الفاشي"، على حد وصفه.
ووصف الوضع في مصر بأنه "على شفا كارثة في كافة المجالات، فما تكهنّا به منذ ثلاث سنوات بأن مصر مقبلة على تخريب أصبح الآن حقيقة، ولهذا فالجميع سوف يتقبلون أي تغيير ينقذ مصر والمنطقة من فاشية هذا النظام"، وفق تقديره.
وثيقة جامعة للهيئة
بدوره، وصف رئيس حزب الأصالة، إيهاب شيحة، الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية بأنها "مجموعة ممن يتواصلون منذ أكثر من عامين للوصول لرؤية مشتركة حول مستقبل مصر".
وأضاف لـ"
عربي21": "هذه الرؤية تدخل فيها مراحل إسقاط النظام الانقلابي، ثم المرحلة الانتقالية، وصولا لمرحلة البناء وترسيخ قيم العدالة والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان"، كما قال.
وكشف أن لدى القائمين على الجسم الجديد "وثيقة جامعة سندعو لها كل المصريين لتأسيس الجمعية الوطنية؛ على أسس تضمن لها الوقوف ضد الاستبداد، والتعاون معا لصياغة مشروع وطني يحقق أهداف الثورة، بما تضمنه للمواطن من حياة كريمة آمنة ويحرر الوطن من التبعية ويضمن سيادته".
وأكد أن "هذه المجموعة المتنوعة في توجهاتها السياسية والأيدولوچية تقدم نموذجا لإدارة الاختلاف وإعلاء القيم المشتركة وما أكثرها"، مشيرا إلى أن "هذه المجموعة ليست كيانا أو بديلا لأحد، وإنما تسعى للتواصل مع كل القوى السياسية والثورية لتكوين جمعية وطنية تكون بمثابة مظلة كبرى يتجمع فيها المصريون لأجل إنقاذ وطنهم وتحرير شعبهم"، على حد وصفه.
الجوامع المشتركة
من جهته، قال النائب البرلماني السابق في مصر، ثروت نافع، لـ"
عربي21"، إنه على الرغم من أن المجموعة الجديدة ليست قائمة على أساس "أيديولوجي مشترك، وأفكارنا مختلفة، إلا أننا نعمل في تقوية المشتركات الوطنية"، مضيفا: "تحيزاتنا للثورة والشباب، وللفقراء والمهمشين، ولاستقلال القرار الوطني"، وفق تعبيره.
واعتبر أيضا أن المجموعة الجديدة ليست "بديلا عن أي كيان معارض على الساحة، وإننا مجموعة موجودة في الداخل والخارج، وإذا كان المتفقون معنا في الداخل في وضع لا يستطيعون فيه الكشف عن أنفسهم، فإنهم معنا قلبا وقالبا، فقيادة الحراك الثوري لا يمكن أن تكون إلا من داخل البلاد".
وعن رد فعل المعارضة عن التدشين للهيئة الجديدة، قال نافع: "نعتقد أننا نملك قبولا جيداً عند غالبية مكونات الحياة السياسية في مصر (في الداخل والخارج)، خاصة وأننا نسعى لاستثمار كل الطاقات والإمكانيات التي تمكننا من تجميع أطياف واسعة من المصريين"، وفق تقديره.
وعن آلية عمل الجمعية الوطنية المقترحة، قال نافع: "نملك خطة تستطيع أن توحد طيفا واسعا من مقاومي الانقلاب، وسنعمل مع الآخرين لتحقيقها، ونملك تصورات لمبادئ مشروع وطني، وغيرنا يملك ذلك أيضا، وهناك جزء كبير متفق عليه بين مختلف قوى الثورة، وما نريده هو أن يتفق الجميع على خطوط عامة، أو على مشروع وطني جامع، بقيادة موحدة، مع إدارة الخلاف بحكمة".
وأضاف لـ"
عربي21": "نحن نعترف باختلافاتنا، وبخلافاتنا، ولكننا نعلم أن المشترك الوطني بيننا أكبر من كل تلك الخلافات"، مشيرا إلى أن "اللحظة التاريخية الحرجة التي تمر بها مصر تدعونا إلى تأجيل سائر نقاط الخلافات بسبب التهديد الوجودي الذي تمر به بلدنا".
ووصف نافع نظام عبد الفتاح
السيسي بـ"النظام الهش، والضعيف، والفاشل في كل شيء، وحتى إن كان مدعوما دوليا وإقليميا، فهو بلا دعم من شعبه، بل هو عدو الشعب، وبائع الأرض"، كما قال.