تنوعت مطالب
المصريين من تظاهرات "
ثورة الغلابة" المزمع انطلاقها الجمعة المقبل، فبينما يراها البعض خلاصا من حكم العسكر، يعدها آخرون فرصة لاستعادة الشرعية التي نتيجة عن ثورة يناير. وبينما يحلم أنصار مبارك بإعادة المخلوع للحكم، يكتفي كثير من "الغلابة" بحلم خفض الأسعار، وتوفير زجاجة زيت وكيس سكر.
والتقت "عربي21" عددا من المصريين في الشوارع والأسواق ووسائل المواصلات، حيث تجلى في أحاديثهم التباين في أهدافهم من المشاركة "ثورة الغلابة"، إلا أنهم أجمعوا على هدف واحد؛ هو تغيير النظام، والخلاص من قائد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، وإنهاء حكم العسكر.
"حلم يناير"
وقال فريد فاروق (45 عاما) إن "حلم المصريين في استعادة الثورة ما زال قائما، وإن مظاهرات 11/11 قد تكون فرصة ذهبية للتخلص مما ارتكبه السيسي من حماقات وكوارث اقتصادية وسياسية، وما افتعله من أزمات مع دول عربية وإسلامية".
وأضاف فريد الذي يعمل تاجرا لـ"عربي 21": "شاركت في ثورة يناير للخلاص من مبارك، ولم أنس ما فعله أذنابه في موقعة الجمل، وحلمت مع أبناء جيلي أن نترك لأبنائنا مستقبلا رغدا، وبلدا يعيشون فيه بلا خوف أو ظلم، ولكن انقلاب السيسي أطاح بكل أحلامنا".
واستدرك: "لكني أعتقد أن مظاهرات 11/11 رغم ما يقال عنها بأنها خدعة مخابراتية، وأنه سيتبعها كوارث أخرى ستنزل على ظهور المصريين؛ إلا أنه قد يكون فيها الخلاص من العسكر واستغلالهم، واستعادة لحلم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وتخليص المظلومين في السجون والمعتقلات، وعودة الرئيس الشرعي محمد
مرسي".
فرصة لعودة مبارك
من جهته؛ قال الصيدلي رضا زينهم (40 عاما) إن "تظاهرات 11/11 فرصة حقيقية لاستعادة المخلوع مبارك للحكم". ورغم تأييده المطلق لانقلاب السيسي؛ إلا أنه يرى أن "مبارك أحق بالحكم من السيسي، وأحق هو وأبناؤه بالحكم من مرسي أيضا".
وأضاف زينهم لـ"عربي21": "لم أشارك في ثورة يناير لإيماني بأن سياسة مبارك كانت صحيحة، وشاركت في 30 يونيو للخلاص من حكم الإخوان المسلمين، وسوف أشارك في 11/11 لإيماني بأن دور السيسي انتهى، وأنه لا بد من عودة مبارك".
"كفاية عسكر"
أما الشاب محمود (34 عاما) فرأى أنه "لا بد من أن يرحل السيسي، وكفى ما كسبه العسكر من نفوذ وأموال.. نريد حاكما ينظر للغلابة؛ بدلا من الجيش والشرطة والقضاء فقط".
وقال محمود الذي يعمل في مسجد تابع لوزارة الأوقاف بالقاهرة: "راتبي 930 جنيها فقط، وأسافر من الشرقية للقاهرة ثلاثة أيام أسبوعيا، مما يعني أن راتبي لا يكفي لمواصلاتي".
وأضاف لـ"عربي21" أن "أقل فرد في الجيش راتبه خمسة آلاف جنيه، إلى جانب ما يوفر له من طعام، وشراب، وملابس، وهدايا، ومواصلات مجانية، وما يحصل عليه من مواد تموينية"، متابعا: "لهذا؛ سأنزل ضد السيسي، وضد التفرقة بين المدنيين والعسكر".
أيام سوداء
بدورها؛ قالت أم يوسف (33 عاما) إن أيام السيسي كلها "سوداء"، مضيفة بتنهد: "رضينا بالهم، والهم ما رضيش فينا".
وأضافت أن "السيسي بعد أن قتل الإخوان المسلمين وسجنهم؛ لم يترك للغلابة أي شيء حتى يعيشوا منه، ولا مكان حتى يهاجروا إليه"، متمنية أن تنجح ثورة الغلابة في انخفاض أسعار السلع والمواد التموينية لتتمكن من شرائها.
أما الحاج توفيق الذي يعمل على "أتوبيس"؛ فقال: "رغم أنني أكره الثورات؛ إلا أن عندي أملا في مظاهرات 11/11 بأن تغير الحالة الاقتصادية الصعبة التي نعاني منها في ظل سياسات السيسي".