كيف يواجه السيسي غضب المصريين من الغلاء ورفع الدعم؟
القاهرة - عربي21 - تامر علي06-Nov-1612:53 AM
1
شارك
أسعار الوقود ارتفعت بشكل كبير - أرشيفية
تسود المجتمع المصري حالة من السخط؛ بسبب القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة مؤخرا، وتضمنت تعويمالجنيه، ورفع أسعار الوقود، وما ترتب عليها من زيادة في أسعار جميع السلع والخدمات في البلاد.
ولمواجهة الغضب الشعبي المتزايد تجاه سياسيات الحكومة، اتخذ النظام عدة إجراءات إعلامية وأمنية واقتصادية؛ لتخفيف الاحتقان، قبل أيام من التظاهرات المتوقعة يوم الجمعة المقبلة 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، والتي يطلق عليها "ثورة الغلابة"، ويخشى النظام تجاوب شرائح جديدة من المجتمع معها؛ بسبب الضغوط الاقتصادية التي فاقت قدرتهم على الاحتمال.
وزادت وسائل الإعلام المؤيدة للنظام من الحديث عن الانتماء والوطنية، وضرورة التحمل من أجل وطن، حيث قال مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، إن مصر تمر بأزمة اقتصادية حادة، وبلغت ديونها الخارجية حدا لا يطاق".
وناشد بكري، في برنامجه "حقائق وأسرار"، على قناة "صدى البلد"، الجمعة، الشعب بالوقوف بجانب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، قائلا إن السيسي طلب من الشعب المصري التحمل، والشعب وعده بالتحمل، ثم خلف معه هذا الوعد، مضيفا: "هو إحنا خلاص هنسيب الرئيس لوحده ونضحك عليه بعد ما وعدناه إننا هنتحمل؟".
وأضاف أن هناك إعلاميين وسياسيين بلا ضمير يحرضون الناس ضد الدولة، مطالبا السيسي بالانتقام منهم، حيث قال: "أنت سيادتك حنين ياريس، ومش راضي تاخد معاهم إجراء بس لغاية إمتى؟.
كما نشرت وسائل الإعلام مقارنات بين أسعار الوقود وتذاكر المترو في مصر ودول العالم المختلفة، لإثبات أن الأسعار في مصر ما زالت منخفضة، لكن مراقبين أكدوا أن هذه المقارنات أغفلت مستويات الدخل في هذه البلاد، التي تفوق مصر بأضعاف عديدة.
إياكم والتظاهر
وعلى المستوى الأمني، أعلنت الداخلية ضبط سيارة محملة بالمتفجرات في ميدان النهضة بالجيزة مساء الجمعة، وأضافت في بيان لها، تلقت "عربي21" نسخة منه، أن الأجهزة الأمنية نجحت في تفكيك العبوة الناسفة، وعثرت بداخلها على كتب سلفية وجهادية وشيعية ولافتات تحرض على التظاهر ضد الحكومة، كما انفجرت سيارة مفخخة أخرى بالقاهرة أثناء مرور أحد القضاة صباح الجمعة، الأمر الذي قابله كثير من النشطاء بالتشكيك، قائلين إن النظام يلجا لإلهاء الشعب عن الأزمة المالية عبر هذه التفجيرات.
ولتخويف الناس من التظاهر، أعلنت وزارة الداخلية كشف مخطط لجماعة الإخوان تسعى من خلاله إلى إثارة المواطنين، استغلالا للقرارات الحكومية الأخيرة ورفع الأسعار، وأكدت أن شريف إسماعيل رئيس الوزراء أصدر توجيهات للأجهزة الأمنية بالتعامل بكل حسم مع أي محاولات لتحريض المواطنين على التظاهر.
وللسيطرة على أي تجمعات غاضبة في بدايتها، أعلنت الداخلية تكثيف التواجد الأمني بمواقف سيارات الأجرة ومحطات الوقود؛ لمراقبة الأسعار، ومنع وقوع اشتباكات بين السائقين والركاب بسبب رفع الأجرة.
النبي أكل ورق الشجر
وفي سياق حض المواطنين على التحمل، دعا سعد الدين الهلالي، الأستاذ بجامعة الأزهر، الشعب المصري إلى التحمل، حتى لو وصل به الحال لأكل أوراق الشجر كما فعل النبي لمدة 3 سنوات في مكة، مضيفا خلال برنامجه "وإن أفتوك" على قناة "أون تي في" مساء الجمعة، أن مصر تمر بأزمة اقتصادية؛ بسبب الحصار الاقتصادي والمؤامرة العالمية عليها.
كما خصصت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة المقبلة الموحدة في جميع مساجد الجمهورية، للحديث عن مكانة مصر في القرآن، وضرورة المحافظة عليها من التخريب والتدمير.
وبدورها، قالت دار الإفتاء إن المشاركة في ترويج الشائعات التي تثير القلاقل والخوف بين الناس قبل الرجوع إلى أولي الأمر هو حرام شرعا، ووصفه الله تعالى بالإرجاف.
3 جنيهات للفرد!
وعلى الصعيد الاقتصادي، أعلنت الحكومة تخفيف الأعباء عن محدودي الدخل؛ عبر زيادة نصيب الفرد في بطاقات التموين بقيمة 3 جنيهات شهريا، ليصبح 21 جنيه بدلا من 18، لمواكبة الرفع الأخير للأسعار.
كما أعلنت البدء في تنقية بطاقات التموين؛ لحذف غير المستحقين للدعم بدءا من الشهر المقبل.
وقال طارق الملا، وزير البترول، إن رفع أسعار الوقود سيوفر 22 مليار جنيه لموازنة الدولة، سيتم توجيهها للخدمات المخصصة لمدودي الدخل، حسب قوله.
#هنستحمل_عشانك_يا_مصر؟
وبعد ساعات من هذه القرارات، عقد رئيس الوزراء وعدد من وزرائه مؤتمرا صحفيا يوم الجمعة، أعلن فيه أن قرارات تعويم الجنيه ورفع أسعار المحروقات هي خطوات مهمة للإصلاح الاقتصادي، مشددا على أن مصر ليس لديها رفاهية الاختيار".
كما أدلى نواب برلمانيون مؤيدون للحكومة بتصريحات صحفية، من بينهم النائبة هالة أبو السعد، أكدوا فيها أن زيادة أسعار الوقود هي في صالح الفقراء، وأن الحكومة لديها اتجاه لتحميل الفاتورة على الأغنياء ورفع الدعم عنهم لصالح الفقراء.
ودشن مستخدمون مجهولون هاشتاج بعنوان #هنستحمل_عشانك_يا_مصر؛ لتشجيع المصريين على تحمل قرارات رفع الدعم، فيما قال معارضون إن كتائب إلكترونية تابعة للأجهزة الأمنية هي التي تروج لهذا الهاشتاج.