كشف رئيس الانقلاب، عبدالفتاح
السيسي، عن إعادة بحث مسألة
الظهير السياسي له، في الأيام المقبلة. وقال إن الأمر يحتاج إلى مزيد من التنسيق مع
السعودية. وزعم أن تصويت إدارته لصالح القرار الروسي استهدف وقف نزيف الدم السوري، وهاجم الإخوان المسلمين، واصفا إياهم بأنهم فصيل، واتهمهم بمحاولة تدمير البلاد.
جاء ذلك في الجزء الثاني من حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية (الحكومية) المصرية الثلاث (الأهرام والأخبار والجمهورية) الذي نشرته، الأحد.
اقرأ أيضا: السيسي في حوار "عنق الزجاجة": الجيش يتراجع و11/11 ستفشل
وفي الحوار قال السيسي إن هناك حاجة إلى مزيد من التنسيق بين مصر والسعودية، "حتى تكون الأمور واضحة".
ودافع عن التصويت المصري بمجلس الأمن على القرارين الفرنسي والروسي، بخصوص سوريا، متسائلا: "لماذا أقف ضد قرار يدعو إلى وقف نزيف الدم السوري، وإدخال المساعدات للشعب؟"، بحسب تساؤله.
أبحث عن ظهير سياسي
وعلى الصعيد الداخلي، توقع السيسي أن يسفر مؤتمر الشباب، في مدينة شرم الشيخ، الأسبوع المقبل، عن إتاحة فرصة جيدة للنقاش والاستماع إلى وجهات النظر في مسألة وجود ظهير سياسي واضح الملامح، على الساحة السياسية المصرية.
وقال: "هناك جدل كثير يدور حول هذا الموضوع. ومؤتمر الشباب فرصة للنقاش والاستماع إلى وجهات النظر في هذا الموضوع، وغيره".
وأضاف أن مشاركة الأحزاب والقوى السياسية في المؤتمر الكبير سوف تثري المناقشات كثيرا.
وتابع: "دعونا ننتظر ما ستسفر عنه نتائج وتوصيات المؤتمر".
ويذكر أن أحدث الإحصاءات المحلية والخارجية تشير إلى التدهور الحاد في شعبية السيسي، وتصاعد الغضب الشعبي ضد نظام حكمه، وكثيرا ما طرح القريبون منه فكرة أن يكون له ظهير سياسي (حزب أو تكتل كبير) كي يساند حكمه في الشارع المصري، بدعوى أنه يفتقر إلى هذا الظهير، وذلك على الرغم من ترتيب أجهزة المخابرات للساحة السياسية في الداخل بحيث أصبحت غالبية الأحزاب الموجودة، ظهيرا له بالفعل، سواء في الشارع، أم البرلمان، أم المؤسسات الرسمية.
السعودية: نحتاج إلى التنسيق
وفي ما يتعلق بالسعودية، تساءلت الصحف في حوارها مع السيسي عن الأزمة معها بعد التصويت المصري، فقال السيسي: "الموضوع يحتاج إلى المزيد من التنسيق بيننا وبين أشقائنا في السعودية حتى تكون الأمور واضحة".
سوريا: وقفنا مع الروس لوقف نزيف الدم السوري
وحول الموقف المصري من سوريا، فقد دافع السيسي عن التصويت المصري مع القرارين (الفرنسي والروسي)، ووصفه بأنه ليس موقفا متناقضا، مشيرا إلى أن العنصر المشترك للقرارين أنهما يدعوان إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
وأضاف: "هذا هو ما يهمنا كدولة، وكمواطنين مصريين. لذا دعمنا القرارين، وصوتنا في مصلحة كل منهما، وهذا هو الأساس بغض النظر عن من قدم القرار. فلماذا أقف ضد قرار يدعو إلى وقف نزيف الدم السوري، وإدخال المساعدات للشعب؟"، وفق تساؤله.
نعطي الوقت لبريطانيا
في الوقت نفسه، كشف السيسي عن توتر علاقة نظامه مع بريطانيا، إذ قال - في شأن إعادة ترتيب الأوراق مع دول أوروبية كبرى - إن التعامل مع أي دولة يكون وفقا لما يخدم المصالح والأهداف، وهو ما يحدث في حالة بريطانيا، حيث نعطي الوقت والفرصة لرئيسة الحكومة الجديدة تيريزا ماي؛ حتى تتعرف على سياستنا، ومواقفنا بدقة، وفق تعبيره.
الإخوان: فصيل يستهدف تدمير الدولة
ولم يذكر السيسي في حواره "الإخوان" بالاسم، على عادته في حواراته وخطبه، لكنه اعتبرهم "فصيلا"، ثم هاجمهم بالقول: "هناك فصيل لا يدور في رأسه سوى هدف تدمير الدولة"، وفق زعمه.
وقال: "هناك فصيل لا يدور في رأسه سوى هدف تدمير الدولة المصرية، وهناك أبواق روجت أننا نتآمر على إثيوبيا مثلا.. فنحن لا نتدخل في شؤون الآخرين، ولا نتآمر على أحد، فلا يمكن أن أضع يدي في يد أحد، وأتآمر عليه.. لقد قلت أمام البرلمان الإثيوبي: كان هناك خياران، إما التعاون أو المواجهة، واخترنا التعاون".
وشدد على أن "السياسة المصرية لها وجه واحد"، حسبما قال.
يدعو الإعلام لعدم الحديث عن الفساد
وبالنسبة للوضع الداخلي، قال السيسي: نحن نشن حربا لا هوادة فيها على الفساد لمنعه واجتثاثه، مشيرا إلى تحسن مركز مصر في مؤشر الفساد لدول العالم، وتقدمها ثمانية مراكز، من المركز 96 إلى المركز 88.
واستدرك: "غير أن علينا أن ننتبه لأن جزءا من تقييم الدول يأتي عبر رصد ما ينشر ويذاع في وسائل الإعلام عن حجم الفساد، وأحيانا يكون ما يتم تداوله غير مدقق".
أحكام الرأي العام غير دقيقة
وبجانب انتقاده لإعلام بلاده، فقد هاجم السيسي الرأي العام فيها. وقال: "أقدر الرأي العام لكن بعض أحكامه ليست دقيقة لأنه لا يرى الصورة كاملة".
وقال إنه في بعض الأحيان لا تكون أحكام الرأي العام دقيقة لأن الجمهور لا يرى الصورة الكاملة، على حد قوله.
يتابع الحكومة بدقة.. ويشيد بالمؤسسة العسكرية
ووفق الحوار المنشور: "أجاب السيسي عن سؤال بشأن الأداء الباهت أو الخذلان من جانب بعض المسؤولين بما يشير إلى متابعته الدقيقة لما يجري في الحكومة".
وحول شعوره بخذلان من مسؤول، أجاب: "أحيانا.. هناك أناس ماهرون في الترويج لأنفسهم، ويتسمون - بالتعبير الدارج - بـالفهلوة، ويتعاملون مع الإعلام، بما يعطي انطباعا غير حقيقي عن أدائهم"، على حد وصفه.
وأشاد بالمؤسسة العسكرية معربا عن توقعه بأن تتحسن آلية القرار في القطاع المدني في الدولة بمرور الوقت، "أسوة بمستوى الأداء المنضبط في المؤسسة العسكرية".
وعي المصريين
وفي ختام الحوار، قال السيسي، في معرض إجابته عن سؤال يتناول "التحدي الأكبر والخطر الأكبر"، قال: "إن التحدي الأكبر هو وعي المصريين، وتكاتفهم على قلب رجل واحد"، مدعيا أنه يؤمن بأن الشعب المصري أكثر وعيا مما يتصور كل من يحاول أن يشكك أو يسيء، وفق الصحف الثلاث.
ماذا قال في الجزء الأول من حواره؟
وكان السيسي، في الجزء الأول من حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث، السبت، قال: "نحن في عنق زجاجة، وفي سبيلنا للخروج منه، وإذا أردنا الخروج فلا بد من اتخاذ إجراءات صعبة، علينا أن نتحملها، وأن نصبر عليها".
ودافع عن المشروعات التي يتبناها، مطالبا المصريين بأن يثقوا به في ما يتم إنجازه، مهاجما الدعوات المنتشرة للتظاهر ضده، يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، قائلا إنها ستفشل.
وأكد تراجع دور الجيش في التـنمية في السـنوات المـقــبلة بعد الانتهاء من خطة البنية الأساسية، وفق قوله.
وحذر من أن وسائل التواصل الاجتماعي "يمكن استخدامها من جانب أجهزة خارجية كمنصات لتنفيذ مخططات تستهدف هدم دول من داخلها"، حسبما قال.