ذكر موقع "ميدل إيست آي" أن
تنظيم الدولة أحبط تمردا في مدينة
الموصل التي تقترب منها القوات العراقية. وقال الموقع إن التنظيم أعدم 58 شخصا بتهمة الانشقاق والتعاون مع الجيش العراقي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن سكان بالمدينة ومسؤولو أمن قولهم إن التنظيم سحق مخطط
تمرد في مدينة الموصل قاده أحد قادة التنظيم الذي كان يعتزم تغيير ولائه والمساعدة في تسليم "عاصمة دولة الخلافة" إلى قوات الحكومة.
وقالوا إن الأشخاص قتلوا من خلال إغراقهم ودفنوا في مقبرة جماعية بمنطقة خالية تقع في نواحي المدينة.
ومن بين الذين قتلوا كان مساعدا محليا لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وذلك بحسب خمس روايات متشابهة أكدها الباحث العراقي في شؤون تنظيم الدولة هشام الهاشمي والعقيد أحمد الطائي، من قيادة الاستخبارات العسكرية في محافظة نينوى.
ولم تنشر وكالة أنباء "رويترز" اسم القيادي الذي حاول الانشقاق حتى لا تتعرض عائلته للخطر ولا هوية من تحدثت معهم من المدينة وكشفوا عن المؤامرة.
وكان هدف المتآمرين هو تقويض دفاعات التنظيم في الموصل أثناء المعارك التي ستدور ويتوقع أن تكون الأكبر في العراق منذ اجتياحه عام 2003.
وبحسب الهاشمي فقد ألقي القبض على المنشقين عندما اكتشفت رسالة على هاتف أحدهم تتحدث عن عملية نقل الأسلحة، واعترف أثناء التحقيق أن الأسلحة قد تم تخزينها في ثلاثة مواقع حتى تكون جاهزة لدعم الجيش العراقي عندما يقترب من المدينة.
وفي 4 تشرين الأول/ أكتوبر داهم مقاتلو التنظيم ثلاثة بيوت استخدمت لتخزين الأسلحة، وقال المتحدث باسم عمليات مكافحة الإرهاب، صباح النعماني: "كان هؤلاء عناصر من داعش انقلبوا على الجماعة في الموصل".
وتابع: "هذه إشارة واضحة إلى أن المنظمة الإرهابية بدأت تخسر الدعم ليس بين السكان ولكن بين عناصرها"، ولم يكن المتحدث باسم قوات التحالف الدولي التي تقود العمليات الجوية ضد التنظيم قادرا على نفي أو تأكيد المعلومات حول التمرد الذي أحبط.
ويقول الموقع إن إشارات عن تصدع في وسط التنظيم بدأت تظهر في العام الحالي حيث خسر نصف مناطقه التي سيطر عليها قبل عامين في غرب وشمال العراق.
وعبر عدد من السكان عن معارضتهم للتنظيم من خلال رش الجدران بالطلاء وكتابة عبارة "م" والتي تعني مقاومة أو "مطلوب" على البيوت التي يقيم فيها مقاتلو التنظيم، ونشاطات كهذه قد تؤدي إلى عقوبة الموت.
وقال النعماني إن المخابرات العسكرية نجحت في الشهرين الماضيين في فتح قنوات اتصال مع "ناشطين" ساعدوا في توجيه الغارات الجوية.
وتم تقديم قائمة بأسماء المتمردين على التنظيم للمستشفى كي تخبر عائلاتهم لكنها لم تتسلم الجثث، وقال قريب أحد من أعدمهم التنظيم، إن "بعض أقارب من تم إعدامهم أرسلوا سيدات كبيرات في السن للسؤال عن الجثث، ووبخهن داعش وأخبرهن بعدم وجود جثث ولا قبور، فهؤلاء الخونة هم مرتدون ويحرم دفنهم في مقابر المسلمين".
وبعد هذا التمرد الفاشل سحب التنظيم الهويات التي أصدرها لقادته المحليين لمنعهم وعائلاتهم من الهرب من الموصل.
وقال أحد سكان الموصل إن تنظيم الدولة عين مسؤولا جديدا وهو محسن عبد الكريم أوغلو، مسؤول وحدة القناصة لمساعدة المحافظ أحمد خلف الجبوري للسيطرة على المدينة، كما زرع ألغاما وحفر أنفاقا وجند الأطفال واستخدمهم كجواسيس تحسبا لهجوم.
وتعتبر الموصل، التي بلغ عدد سكانها مليوني نسمة قبل الحرب، أكبر مدينة عراقية مازالت تخضع لتنظيم الدولة.
ويقول المسؤولون العراقيون إن الحملة لاستعادتها قد تبدأ في نهاية هذا الشهر، وفي حالة استعادتها فإن التنظيم سيخسر نصف أراضيه التي سيطر عليها عام 2014. فيما تحذر الأمم المتحدة من خطر حدوث كارثة إنسانية تؤدي إلى مقتل الآلاف.