قال نشطاء سوريون إن مشاركة "
جيش الفتح" وفصائل أخرى في المعارك الجارية بريف حماة الشمالي الشرقي، مهمة جدا، معللين ذلك بأنها "تخفف الضغط عن
حلب"، بينما وصفها آخرون بأنها "ذريعة للتضييق على فصيل
جند الأقصى؛ لمنعه من الاتصال بتنظيم الدولة".
وعن تفاصيل وأسباب مشاركة "جيش الفتح" في هذه المعارك؛ قال الناشط الإعلامي في
ريف حماة، عبيدة أبو خزيمة، إن "جيش الفتح تمكن من السيطرة على عدد من المواقع في المحور الشمالي الشرقي من ريف حماة، بالإضافة إلى العديد من القرى، كالقاهرة، وتل الأسود، والشعثة، والطليسية، والجنينة، وكبّد النظام خسائر كبيرة، كما أنه اغتنم عددا من الآليات الثقيلة".
وأشار أبو خزيمة في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "فصيل جند الأقصى لا ينوي التوسع شرقا؛ لأنه أعلن عن هدفه المباشر، وهو تحرير مدينة حماة، ولكن تدخل جيش الفتح جاء لقطع طريق خناصر حلب، ودفع المعارك شرقا".
واستدرك بالقول إن "المعارك الأخيرة تميزت بوجود تنسيق مباشر بين جيش الفتح، وجند الأقصى".
تخفيف الضغط عن حلب
وحول أهمية مشاركة "جيش الفتح" في
معارك حماة؛ قال الناطق العسكري باسم "حركة
أحرار الشام" أبو يوسف المهاجر، إن "معارك حماة امتدت لمسافات بعيدة يمكن أن تصل لطريق حماة-حلب، وهذا سيفيدنا في معارك حلب".
وأضاف المهاجر لـ"عربي21" أنه "قد يكون هناك فتح لمدينة حماة، فلا بد من التواجد هناك، وخاصة أن المساحة كبيرة، وتحتاج لأعداد أكبر"، متابعا: "لقد كنا أمام خيارين؛ إما أن نخسر ما كسبناه، وهذا سيعطي النظام دفعة قوية في حلب، أو نشارك بأعداد كبيرة لتخفيف الضغط عن حلب".
من جهته؛ قال أبو خالد الحموي، الناطق باسم "أجناد الشام" أحد الفصائل المنضوية تحت لواء "جيش الفتح" إن "أي معركة ضد قوات النظام في أي مكان من أرض سوريا؛ لها أثر إيجابي على الساحة، يتمثل في تخفيف الضغط على باقي الجبهات".
ونفى الحموي لـ"عربي21" أن تستهدف مشاركة جيش الفتح أيا من الفصائل الأخرى، مبينا أن "العمل في المحاور الشمالية الشرقية من ريف حماة؛ يتم بالتنسيق بين كافة الفصائل؛ لفتح خط للمواجهة مع النظام".
التضييق على "جند الأقصى"
أما القيادي المقرب من الجهاديين، محمد الحلبي، فذهب إلى القول بأن مشاركة الفصائل في ريف حماة "أمر في غاية الغرابة، فالمتابع منذ البداية يرى أن هذه الفصائل كانت تشن حملة قوية ضد جند الأقصى؛ من قبيل التقليل من أهمية معاركهم في الريف، على اعتبار أن المعركة الرئيسة هي معركة حلب، فما الذي تغير؟".
وأضاف الحلبي لـ"عربي21" أن "هدف جند الأقصى من هذه المعارك أيضا؛ هو تحرير حماة، وهذا لا علاقة له بتنظيم الدولة"، متهما "بعض الفصائل أو بعض قادتها؛ بالمشاركة بهدف تعطيل المعارك في الريف الحموي؛ بحجج واهية لا تمت للواقع بصلة، وإنما تستخدم كذريعة للتضييق على فصيل جند الأقصى".
ولكن "أبو يوسف المهاجر" نفى أن يكون هدف هذه المشاركة قطع الطريق على "جند الأقصى" لمنعه من الاتصال بتنظيم الدولة، قائلا إن "مشاركتنا في هذه المعارك أكبر من ذلك، فنحن نسعى لتوسيع منطقة الاشتباك مع النظام".