دعا مركز دراسات مقرب من وزارة الخارجية
الإيرانية، الثلاثاء، الشعب التركي إلى إسقاط الرئيس رجب طيب
أردوغان من منصب الرئاسة.
وكتب الخبير في مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية، صادق مكي، مقالا نشر على موقع المركز يدعو فيه شعب تركيا إلى التحرك بصورة عاجلة لإسقاط أردوغان.
واتهم صادق أردوغان بمحاولة عرقلة تحرير الموصل لرفضه مشاركة الحشد الشعبي في تحريرها و"رغبة تركيا في المشاركة في العمليات، والتأكيد على مركزية العرب السنة والتركمان في ملف تحرير المدينة".
وأشار أيضا إلى "إصراره على قمع الأكراد ومطالبتهم بالانسحاب والتراجع إلى شرق نهر الفرات، وتوسع تدخل الجيش التركي أبعد من نطاق جرابلس والموافقة على تمديد تدخل الجيش التركي في
العراق وسوريا في البرلمان التركي إلى عام آخر".
وأضاف موضحا: "كل هذه التطورات تشير إلى أن أردوغان يواصل تحركه في تعزيز انتشار رقعة الأزمة في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف الخبير الإيراني "اليوم من خلال تجربة الديمقراطية في الشرق الأوسط، ظهر ديكتاتور باسم أردوغان.. يبدو أن روح صدام حسين تجسدت داخل شخصيته".
واستطرد "صدام حسين رحل وأردوغان أيضا سيغادر، وإذا لم يغادر السلطة عن طريق مسار الديمقراطية يمكن أن يترك ورءاه سنوات من التدمير والخراب على نطاق واسع نتيجة بقائه في الحكم كما حدث مع صدام حسين".
وطالب الخبير الإيراني على موقع الدبلوماسية الإيرانية بإسقاط أردوغان من الحكم قائلا: "رافق ذهاب صدام حسين تدمير العراق. وإذا كان الشعب التركي سيتأخر بتحركه في إسقاط أردوغان الآن، فإنه سيواجه تدمير تركيا في المرحلة المقبلة".
واعتبر الخبير الإيراني إثارة معاهدة لوزان من قبل أردوغان "تمهيدا للاستيلاء" على الموصل من قبل تركيا قائلا: "استغل أردوغان أزمة الانقلاب وموضوع غولن في التدخل العسكري التركي بجرابلس وقمع الأكراد، والآن من خلال إثارة معاهدة لوزان وتجديد المواجهة مع اليونان".
وقال إن ما فعله الرئيس التركي "مخطط حتى يتدخل حلف الناتو لإنهاء أزمة تركيا مع اليونان مقابل إعطاء الموصل لتركيا".
عيون أردوغان على بغداد ودمشق
وأضاف أن أردوغان يعتبر نفسه "الرجل الذي يكمل طريق الب ارسلان ومحمد الفاتح"، مشيرا إلى أن أردوغان "حدد ساحة معاركه داخل الدول الإسلامية، ورغم أنه يدعي بأن توجهه عثماني فهو يعرف حدود حربه في الشرق الأوسط وعيونه ليست على أبواب فيينا بل على دمشق وبغداد ."
وكتب ملكي في مقاله أيضا: "إذا كانت دمشق وبغداد اليوم هدفين بعيدين لأردوغان، فإن الموصل وحلب هدفان قريبان له"، كما اتهمه بخدمة إسرائيل بسبب موقفه من حزب الله اللبناني.
وهاجم الخبير الإيراني أردوغان بشدة بسبب تصريحه الأخير، الذي اعتبر فيه أن الموصل محافظة سنية ولا يحق للحشد الشعبي أن يتدخل فيها.
وقال ملكي: "أردوغان لا يرى نفسه حاكما على أنقرة فقط، بل يرى نفسه حاكما على بغداد أيضا ويصرح بكل جرأة بعدم موافقته على دخول الحشد الشعبي للموصل، وهذا يعتبر تدخلا خارجيا في شؤون العراق الداخلية."
أردوغان يقود حربا ضد إيران
وأعتبر الخبير الإيراني بأن الرئيس التركي يقود حربا ضد إيران في
سوريا والعراق بسبب مواقفه الداعمة للثورة السورية وأهل السنة العرب في العراق قائلا: "الأدبيات التي يستخدمها أردوغان في تصريحاته توحي بأنه يعتزم الدخول في حرب شاملة بمنطقة الشرق الأوسط، وخاصة سوريا والعراق و هذه الحرب التي تخوضها تركيا في المرحلة المقبلة ستكون مباشرة من خلال تدخل الجيش التركي بسوريا والعراق".
وتوقع صادق أن تتوسع الحروب بالوكالة في سوريا والعراق وتصل إلى مرحلة المواجهة العسكرية بين إيران وتركيا، وقال: "أردوغان الذي لم يرحم أقرب أصدقائه كداوود أوغلو وغيره، بكل تأكيد لن يرحم جيرانه. وفي هذه الأثناء التي تقود تركيا حربا بالوكالة مع إيران في سوريا والعراق، فليس من المستبعد أن تتوسع هذه الحرب وتؤدي إلى مرحلة المواجهة العسكرية المباشرة بين تركيا وإيران في المرحلة المقبلة".
ويرى مراقبون للشأن الإيراني من الداخل تتواصل معهم "عربي21"، أن تصريحات أردوغان الصريحة حول الموصل ورفضه القاطع لدخول الحشد الشعبي الذي أسسته إيران في العراق أثار غضب دوائر صنع القرار في إيران، والدعوة إلى إسقاطه من قبل مركز نافذ ومقرب من الخارجية الإيرانية "يؤكد على أن هناك تناقضا إيرانيا- تركيا واضحا بخصوص ملفي سوريا والعراق تحديدا.