ذكرت صحيفة "يو أس إيه توداي" أن الألعاب النارية احتفالا ببداية السنة الهجرة التي شهدها سكان
حلب الشرقية كانت القصف المستمر، الذي شنه النظام السوري والطيران الروسي على حلب.
وتقول الصحيفة إن السنة الهجرية، التي بدأت يوم أمس، عادة ما يتم الاحتفال ببدئها في
سوريا مع العائلات، والزيارات المتبادلة، والاحتفالات الخاصة، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس موجودا هذا العام لسكان حلب الشرقية المحاصرين، الذين يعانون قصفا يوميا لا يتوقف من الطيران الروسي وطائرات النظام، منذ انهيار الهدنة القصيرة الشهر الماضي.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن إسماعيل العبدالله (29 عاما)، الذي يعمل مع لجان الدفاع المدني المعروفة بالخوذ البيضاء، قوله: "لن نحتفل هذا العام وكل هذا الدم حولنا"، وأضاف: "الجميع سيبقى في بيته، ولن تكون هناك زيارات، كما هو الحال في العطل العادية".
وتشير الصحيفة إلى أن حلب تعرضت في نهاية الأسبوع إلى عشرات الغارات الجوية، حيث واصلت قوات النظام تقدمها من أجل استعادة الجزء الشرقي من المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة السورية، لافتة إلى أن المدنيين فيها محاصرون، دون طعام أو شراب ولا ماء أو دواء، وذلك بحسب منظمات إغاثة دولية.
ويقول العبدالله، الذي تحدث مع الصحيفة من داخل المدينة المحاصرة عبر الهاتف وبرنامج "سكايب": "شنوا هجوما بريا على المدينة بهدف السيطرة على الأحياء كلها"، ويضيف: "يهدفون من خلال القصف المكثف إلى محاصرة الناس ليجبروهم على الاستسلام".
ويتابع العبدالله قائلا إن نظام بشار
الأسد عرض ممرا آمنا للسكان، إلا أنهم رفضوا الخروج، ويقول: "ستكون هناك مقاومة كبيرة؛ لأن الناس يعرفون بالمذابح التي ارتكبتها قوات الأسد في مناطقهم، ولأنهم لا يستطيعون الخروج فسيقاتلون".
ويورد التقرير نقلا عن العبدالله قوله إن الغارات الجوية دمرت عددا من المستشفيات، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة اتهمت الروس والسوريين باستهداف المؤسسات الطبية عن قصد؛ من أجل كسر مقاومة الثوار، وأدت هذه الهجمات إلى زيادة المشكلات من ناحية الحصول على العلاج الصحي، خاصة أن هناك نقصا في الأطباء والمعدات الطبية والأدوية.
وتنقل الصحيفة عن وعد الخطيب (24 عاما)، التي تعيش في مستشفى القدس، حيث يعمل زوجها على مدار الساعة، قولها: "لا يوجد عدد كاف من الأطباء في المدينة"، وتضيف: "نصحو كل يوم على أصوات القنابل العنقودية، وبعد ذلك ينقل الجرحى للمستشفيات، ولا يوجد ما يكفي من المعدات الطبية"، مشيرة إلى أن المستشفى أغلق أبوابه، وتم إغلاق مركز الكدمات الرئيسي في المستشفى.
وينوه التقرير إلى أن المستشفيات في الجزء الشرقي من المدينة يبلغ عددها ثمانية، ويبلغ عدد من يعمل فيها من الأطباء 25 طبيبا، وتقول الخطيب: "لا يمكننا تحمل المزيد من خسارة المنشآت الطبية، ففي الماضي كانوا يقصفون مرتين في اليوم، أما الآن فإن القصف مستمر طوال الوقت، وقد أغلقت الشوارع في كل مكان؛ بسبب الأنقاض المتناثرة في كل مكان، وهناك الكثير من الناس تحت الأنقاض".
وتذكر الصحيفة أن هناك نقصا في الزيت، وأجبر الناس على حرق الخشب، بالإضافة إلى أن المؤن تنقص في كل يوم؛ نظرا لعدم تخزين المواد الكافية لتحمل
الحصار المفروض عليهم لأكثر من خمسة أشهر، وتقول الخطيب: "لا يوجد طعام في الأسواق، ولا خضراوات، ولا فواكه، أو طحين، أو سكر"، مشيرة إلى أن هناك بعض الأرز المتوفر، أو الخضراوات، في حين تعرض الخبز للنقص بعدما تم استهداف المخابز.
ويفيد التقرير بأن للخطيب ابنة صغيرة، وتقول إن عطلة السنة الهجرية تجعلها تنظر بأمل للمستقبل، فقد اكتشفت قبل يومين أنها حامل، وتضيف: "فوجئت في البداية، لكنني سعيدة؛ لأنني ساعطي حياة جديدة في وسط هذا الحزن".
وتنقل الصحيفة عن أم يوسف، التي تعيش في المناطق التي يسيطر عليها النظام من حلب، قولها إن الظروف في مناطقهم أفضل قليلا من تلك التي في حلب الشرقية، وتضيف: "للأسف، فإن الظروف المعيشية سيئة"، مشيرة إلى أن أسعار المواد الغذائية تزداد بشكل كبير كل شهر.
وبحسب التقرير، فإن السكان في حلب يعتمدون على الدعم الإغاثي، الذي تقدمه المؤسسات الإغاثية، لافتا إلى أن الناس لا يحصلون على الكهرباء إلا لفترات متقطعة، بالإضافة إلى أن المياه شحيحة، وتقول أم يوسف، التي تعمل متطوعة في الإغاثة: "نحصل على المياه مرة كل أسبوع أو كل عشرة أيام".
وتختم "يو أس إيه توداي" تقريرها بالإشارة إلى قول الخطيب إن القصف الجوي المستمر يعد من أخطر الحملات التي تعرض لها السكان خلال الأسبوعين الماضيين، وتضيف: "يشعر معظم سكان حلب أنهم سيموتون هذا الأسبوع".