ملك المغرب يخلص مواطنة تعرضت للتعذيب والاغتصاب بالسعودية

بعد تدخل ملك المغرب محمد السادس لدى السلطات السعودية، عادت شابة مغربية ضحية سجن وتعذيب واغتصاب بعلم زوجها في السعودية إلى بلادها، واستقبلتها أسرتها صباح الجمعة بمطار محمد الخامس الدار البيضاء.

وكانت الشابة المغربية لمياء معتمد (22 عاما) نشرت مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، قالت فيه إنها سجلته من سجن بالسعودية، وجهت فيه نداء استغاثة إلى ملك المغرب محمد السادس من أجل إنقاذها بعد تعرضها للتعذيب والاغتصاب من قبل كفيلها السعودي، حيث حكم عليها بالسجن في السعودية بعد تقديم شكاية ضد كفيلها.

وناشدت الشابة محمد السادس بحرقة في الفيديو ذاته، قائلة: "الله يرحم ليك الواليدين أ سيدنا (محمد السادس) عتقني.. راني عييت"، مضيفة أن عائلتها "تخشى التحرك خوفا من الفضيحة والعار".

وقال أب لمياء في تصريح صحفي، إن ابنته ذهبت للعمل بعقد مربية، إلّا أن الكفيل الذي كان يهدف إلى الاقتران بها، قام بتزوير عقد الزواج، ممّا تسبب في محاكمته في بادئ الأمر، قبل أن يتحوّل هذا العقد إلى عقد رسمي.

وأكد أن ابنته استفادت من العفو الملكي بعد أن تدخل محمد السادس شخصيا لإنهاء هذه القضية التي أصبحت حديث وسائل الإعلام.

وأشار إلى أن ابنته تعرضت للعنف والتعذيب من قبل مشغلها السعودي بعد أن سافرت إليه من أجل الاشتغال كخادمة، فقام بتهديدها بعدم رؤية ابنتها وعائلتها في المغرب إن لم تتزوج به، إلا أنه طالبها بممارسة الجنس مع أصدقائه بعد أن عقد قرانه عليها، وهو الأمر الذي رفضته الضحية بشدة.


السفارة المغربية 

وأكدت لمياء أنها لجأت إلى السفارة المغربية في الرياض، طلبا للحماية والعودة إلى بلادها، إلا أنها انتصرت لزوجها ولم تنصفها أو تأبه لمعاناتها، حسب ادعائها.

وعبرت عن استغرابها من "عدم توفير سفارة المغرب محاميا وتذكرة سفر لأعود إلى بلادي"، لتكشف أنها قضت في مستشفى الأمراض العقلية 15 يوما، قبل أن يحكم عليها بالسجن عامين.

ورد القنصل المغربي في جدة إبراهيم جولي، في تصريح صحفي قائلا: "إن قضية لمياء منظورة شرعا في محكمة جدة، وفيها أطراف، ومتشعبة، ولا نستطيع كشفها حتى يقول القضاء كلمته".


حملة كلنا لمياء

مباشرة بعد تسريب فيديو استغاثة لمياء، أطلق مغاربة وعرب ينشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامنية على هاشتاغ كلنا لمياء، بهدف التعريف بقضية المغربية "لمياء مساعد" وإيصال رسالتها للسلطات العليا بالمغرب لتخليصها من أزمتها.

وتعاطف النشطاء مع قول لمياء إنها تفضل الرجوع إلى المغرب جثة هامدة، على أن تصمت أو تصبر للعذاب الذي تتعرض له، اعتبروا أن ما وقع لها إهانة للمرأة المغربية يستدعي تدخل السلطات في هذا الملف، بدل السكوت والتهرب من طرف المسؤولين في مثل هذه القضايا.

وتفاعلوا مع استغاثتها وبكائها بمطالبة الملك محمد السادس والمسؤولين المغاربة بالتدخل العاجل لتخليص مواطنة مغربية من معاناتها والاضطهاد الذي تعيشه في المملكة العربية السعودية.