عبّر موالون للنظام السوري عن سخطهم الشديد إزاء مقتل أربعة أطفال وإصابة آخرين خلال أسبوع، في الأحياء الغربية لحلب، جراء إطلاق نار عشوائي من قبل عناصر اللجان الشعبية (
الشبيحة)، أثناء تشييعهم لقتلى المعارك مع الفصائل في محيط الكليات العسكرية في الراموسة، جنوب
حلب.
ونشرت صفحات إخبارية موالية للنظام صورا لأطفال قالت إنهم ضحايا للرصاص العشوائي، وذكرت أسماء بعضهم، مشيرة في الوقت ذاته إلى إصابة عدد آخر بجروح متفاوتة في درجة الخطورة.
وأطلق موالون للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحمل هاشتاغ "أوقفوا الرصاص الطائش"، عبروا خلالها عن امتعاضهم الشديد تجاه حوادث إطلاق النار العشوائية خلال تشييع قتلى النظام.
ودعا مشاركون في الحملة إلى محاكمة قادة الشبيحة، واتهموهم بالخروج عن سلطة الدولة والقانون، فيما اتهم مراسل قناة "الميادين" في حلب، رضا باشا، قيادة محافظة حلب بـ"التقصير".
وتحت الهاشتاغ ذاته، حث المراسل أهالي حلب، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، على تشكيل مجموعة تشمل طيفا واسعا من أهالي المدينة، لرفع دعوى قضائية على المسؤولين في المحافظة، كما قال.
وقالت شبكة "أخبار السريان حلب" الموالية للنظام إن
إطلاق الرصاص أثناء مراسم التشييع لن يعيد القتلى إلى الحياة، وخاطبت الشبيحة في تدوينة لها على فيسبوك بالقول: "أطلق رصاصك إن كنت حزينا على من قتل رفيقك، وليس بين المدنيين، ليكون الضحية أطفال وأبناء حلب"، بحسب تعبير الصفحة.
بدوره، شبّه عضو نقابة المحامين في حلب، أكرم عزوز، الموالي للنظام، العنصر الذي يطلق النار العشوائي أثناء التشييع بـ"الكلب المؤذي"، وقال إن هؤلاء بأفعالهم يرهبون الأهالي، ويجبرونهم على شتم الميت، عوضا عن الترحّم عليه، وفق تقديره.
وسخر مجد مصطفى بلهجة محلية من هذه الحالة، قائلا: "خلص الشبيحة سمعوا منكم، وما عاد يطلقوا رصاص، فعلا شعب متل الببغاء".
وتماشيا مع سخرية مجد مصطفى، اقترح محمد رضوان، من مدينة حلب، على النظام أن يزود شبيحته برصاص مطاطي مخصص لمراسم التشييع، وقال: "لن يستخدموه؛ لأن صوت الرصاص الحي أقوى".
واعتبرت "غاردينيا" أن إطلاق الشبيحة للرصاص العشوائي "تظاهر بالوطنية المفرطة"، وتابعت: "هم منها براء، وهم من أوصلوا
سوريا إلى هذا الحال".
وفي السياق ذاته، تحدثت شبكة "المحتلة نيوز"، وهي الشبكة الوحيدة المعارضة التي تنشط في مناطق النظام، عن إصابة شخصين بمعدل يومي جراء حوادث إطلاق النار العشوائي التي تشهدها غالبية أحياء حلب الغربية الخاضعة لسيطرة قوات بشار الأسد.
يشار إلى أنه، وبحسب إحصائيات مستندة إلى ما ينشر في الصفحات الإخبارية الموالية" للنظام أوردها ناشطون، بلغت الحصيلة الإجمالية لقتلى قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معه في معارك حلب الأخيرة خلال شهر آب/ أغسطس، التي دارت في منطقة الراموسة وريف حلب الجنوبي، حوالي 400 قتيل.