تعددت أشكال الموت التي يواجهها السوريون، فلم تقتصر فقط على أسلحة الحرب بل تعدتها إلى الأمراض الناتجة عن شح الموارد المعيشية، وآخرها مرض "
القوباء" الذي سجل في منطقة
دير الزور شرقي
سوريا.
في هذا الصدد، قال أحد أطباء مدينة دير الزور، ويدعى "أبا محمد الديري" في حديثه مع "
عربي 21": "يعاني مدنيون يعيشون في مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري، في أحياء محافظة دير الزور شرق سوريا، من انتشار مرض القوباء بسبب انقطاع الماء والغذاء والدواء والفرق الطبية عن تلك الأحياء المحاصرة منذ نحو عامين".
وبين أن مرض القوباء بدأ يفتك بسكان الأحياء المحاصرة في مدينة دير الزور بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وأوضح أن من أعراضه "تشوهات وهالات صفراوية اللون تصيب الوجه مع انحراف في الفكين، وانتفاخ كبير للبطن بمختلف أشكاله وأعراضه، الذي غالبا ما يصيب الأطفال وكبار السن بسبب استعمال المياه الملوثة والمواد الكيميائية".
وأشار الديري إلى أن الوضع الصحي لمرضى القوباء بمختلف أنواعه في خطر، خصوصا بتزامنه مع نقص الأدوية التي وإن وجدت فإن الأسعار تكون باهظة، بينما ترفض اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري إخراج الأطفال المصابين لتلقي العلاج، مؤكدا أن كثيرا من الأطفال المرضى زادت حدة أمراضهم لقلة المناعة والعدوى.
وطالب الديري محافظ دير الزور والجهات المعنية، بالوقوف على الحالات المرضية ومعالجتها عن طريق نقل المصابين بالطائرات إلى مطار دمشق أو مطار القامشلي لتلقي العلاج في المشافي العامة ومنع انتشارها، مؤكدا ضرورة إنقاذ سكان تلك المناطق من الأمراض الخطرة التي تفتك بهم نتيجة زيادة عدد المصابين عن طريق العدوى ولانعدام العلاج والبيئة الصحية المناسبة.
من جهته، قال الناشط "محمد الأحمد"، من سكان دير الزور، لـ "
عربي 21" إنه "في أغلب مناطق سيطرة قوات النظام المحاصرة من قبل تنظيم الدولة ينتشر مرض القوباء، والأمراض الجلدية، وغيرها من الأمراض التي تنتقل بالعدوى بسبب انقطاع مياه الشرب وقلة الرعاية الصحية والتلوث".
وأضاف أن "ما يزيد الأمر تعقيدا شح الأدوية التي وإن وجدت، فإن المرضى لا يستطيعون أن يشترونها بسبب ارتفاع ثمنها، ما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية والأوبئة الفيروسية بين الأطفال وكبار السن، إضافة إلى
معاناة الهجرة، ونزوح 90 % من الأطباء والممرضين من مناطق سيطرة النظام نتيجة تهديدهم أو اعتقال بعضهم".
وأشار "الأحمد" إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من نقص الكوادر الطبية والكفاءات العلمية التي يحتاج إليها المرضى، كما أن استيلاء ضباط النظام على المساعدات الإغاثية والطبية لتلك المناطق بحجة محاربة تنظيم الدولة زاد معاناة المحاصرين الذين يعيشون تحت رحمة الطرفين.
يشار إلى أن نحو 200 ألف نسمة يعيشون في مدينة دير الزور معظمهم محاصر داخل أحياء "الجورة، والقصور، وهرابش"، وبينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، وأدى
الحصار المتواصل عليهم منذ عامين تقريبا إلى تدهور الوضع الإنساني والطبي بشكل خاص، ما يهدد حياة من تبقى من مدنيين هناك نتيجة انتشار الأمراض المختلفة.