كتب الصحافي ديفيد بلير مقالا، نشرته صحيفة "ديلي تلغراف"، حول دور الغرب في السماح لروسيا بالسيطرة على الساحة السورية.
ويقول الكاتب في مقالته: "تحالفت
روسيا مع بريطانيا في ذروة الحرب العالمية الثانية لغزو
إيران، والإطاحة بالشاه المؤيد للألمان، وتعود القوات الروسية لأول مرة منذ عام 1941 إلى إيران، وهذه المرة تحت ذريعة ضرب أهداف في
سوريا".
وتشير الصحيفة إلى تصريحات صدرت عن وزارة الدفاع الروسية، تفيد بأن طائرات من نوع "تو-22"، و"سو-34"، أقلعت محملة بالقذائف من قاعدة همدان العسكرية، التي تبعد 200 ميل عن طهران، لافتة إلى أنه في الوقت الذي يتم فيه التعامل مع تصريحات وزارة الدفاع الروسية بنوع من الشك، فإن الجيش الروسي دعم تلك التصريحات بصور فيديو.
ويعلق بلير قائلا إن إيران لم تسمح منذ الثورة الإسلامية عام 1979 لقوة أجنبية بالقيام بعمليات عسكرية من داخل أراضيها، مشيرا إلى أن وجود المقاتلات الروسية في إيران هو دليل على الفراغ الذي تركه القرار الأمريكي الابتعاد عن سوريا، باستثناء توجيه ضربات ضد تنظيم الدولة، حيث استغل الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين هذه الفرصة، وملأ هذا الفراغ.
ويلفت المقال، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه في الوقت الذي تراجع فيه الغرب عن سوريا، فإن روسيا تقدمت إلى الأمام، بما في ذلك إيران، البلد الذي لم يكن مستعدا أو راغبا في السماح لقوة أجنبية بالعمل من داخل أراضيه.
وترى الصحيفة أن إقلاع المقاتلات الروسية من قاعدة همدان يرمز إلى التحالف الروسي الإيراني القوي، حيث يعمل البلدان على حماية نظام بشار
الأسد واستمراره، مستدركة بأنه رغم ذلك فإن نشر المقاتلات الروسية في إيران ليس دليل نجاح، حيث عاد نظام الأسد إلى موقع الدفاع، بعدما نجح تحالف من المعارضة في كسر الحصار الذي حاول خنق مدينة حلب.
ويجد الكاتب أن إيران وروسيا بحاجة إلى غارات جوية أخرى، بهدف وقف تراجع النظام السوري، لافتا إلى أن بعض المقاتلات الروسية موجودة في سوريا، وبعضها الآخر يقوم برحلة طويلة من روسيا إلى سوريا.
وينوه المقال إلى أنه كلما قصرت المسافة زادت وتيرة الغارات الجوية التي تقوم بها المقاتلة، مشيرا إلى أن نشر المقاتلات قريبا من سوريا أمر صائب من الناحية العسكرية.
وتذكر الصحيفة بما أعلن عنه الرئيس بوتين قبل خمسة أشهر بأن المهمة قد اكتملت في سوريا، ولهذا أمر بعودة المقاتلات الروسية إلى قواعدها في روسيا، مشيرة إلى أنه الآن وقد حصل على قاعدة عسكرية متقدمة في إيران، فإن زعمه بسحب قواته، الذي كان مجرد كلام، فُضح للعيان.
وتخلص "ديلي تلغراف" إلى القول إنه "بالنسبة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، فإن نشر المقاتلات الروسية في إيران هو دليل آخر على عدم تخلي الروس عنه، ويكمن الخطر في أن يتعامل الأسد مع الدعم الروسي بصفته أمرا واقعا وطبيعيا".