يعد الجبن المصنوع من حليب
الأتان (إناث
الحمير)، أكثر أنواع الجبن غلاء في العالم، وله فوائد طبية عدة، وفق ما يعتقده الكثيرون، وتقوم محمية طبيعية في
صربيا بإنتاج هذا الجبن، الغني بالفيتامينات والمعادن.
ويُعرف القليل عن هذا الجبن القادم من صربيا، ويُعتقد أنه يبطئ من عملية الشيخوخة ويعزز القدرات الجنسية، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ولسمعته الجيدة لدى من يعرفه، فقد دارت شائعات مفادها أن بطل التنس الصربي نوفاك ديغوكوفيتش، كان سيشتري كامل مخزون ذلك الجبن لمطاعمه.
ومع أن الشائعات كانت في غير محلها، فإنها أثارت اهتماما عالميا بمحمية زازافيتسا، وصربيا بشكل عام، التي تنتج هذا الجبن، بحسب "بي بي سي".
ويدير سيميتش، وهو عضو برلماني سابق تحول إلى أحد دعاة المحافظة على الطبيعة، المحمية زازافيتسا الطبيعية، التي تنتج هذا الجبن، ويقول عن تلك البقعة من الأرض: "وقعت في غرامها على الفور".
وتقع زازافيتسا، وهو اسم أطلق عليها تيمنا بنهر يمر بها، على مسافة 90 كيلومترا فقط من بلغراد، لكن مساحتها البالغة 18250 دونما كانت غير مكتشفة بالفعل.
ويتجول في تلك المحمية الخضراء 180 حمارا بلقانيا، وهي حمير أصغر حجما من أكثر أنواع الحمير الأخرى.
ثم أضيفت إليها حيوانات محلية أخرى، بما فيها خنازير مانغاليكا، وأبقار بودوليان التي يعود أصلها إلى الأبقار الأوروبية البرية. وأعيدت حيوانات القندس إلى تلك المنطقة.
ويُزعم أن حليب الأتان كانت الملكة كليوباترا تستحم به. ويُزعم أيضا أنه يقوي القدرة الجنسية.
ولكن بالرغم من عدم وجود أنظمة وقواعد ثابتة تتعلق بسلامة حليب الحمير (أو أجبانها) في صربيا، فقد ظهرت مخاوف من استعمال حليب غير معقم، وأجبرت محمية زازافيتسا الخاصة على إيقاف إنتاج الجبن المصنع فيها.
وطريقة عمل جبنة حليب الحمير هي أساسا الطريقة نفسها لعمل جبن حليب الماعز، مع أن طريقة صنعها الدقيقة تعد سرا، وفق "بي بي سي".
وأوضحت أنه يضاف قليل من مادة المنفحة إلى الحليب ليساعد في تخثره، وتُعصر الروائب وتعبأ يدويا في القوالب. وتبقى الأجبان في قوالبها لمدة 24 ساعة، ثم تُنقل لتبرد في مقطورة كبيرة مبردة تقع في فناء يملكه بوديميروفيتش.
وتبيع مزرعة زازافيتسا مستحضرات تجميل مصنوعة من حليب الحمير أيضا، مثل صابون حليب الحمير، ومراهم ضد الشيخوخة للوجه، وهي تحتوي على أحماض دهنية أساسية، ومستويات عالية من فيتامين إي؛ إضافة إلى مشروب "ليكير" حليب الحمير، الذي يشبه مذاقه مشروب ليمونتشيللو.
وتسعى المحمية الطبيعية، المدعومة بمنح دولية، في أن تصبح مكتفية ذاتيا. ويشمل جزء من هذه الخطة بيع المنتجات الحيوانية، إضافة إلى إقامة المخيمات فيها. وقد صُنفت زازافيتسا من بين أفضل 100 موقع لقضاء العطلات والتخييم في أوروبا في عامي 2013 و2014.