اختطف محاضران في الجامعة الأمريكية في أفغانستان، أحدهما أمريكي والآخر أسترالي، على أيدي مسلحين يرتدون بزات عسكرية مساء الأحد في وسط العاصمة كابول، في أحدث عملية تستهدف أجانب.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي، إن "رجالا مسلحين يرتدون زي قوات الأمن اعترضوا سيارة الأستاذين بعدما خرجا للتو من الجامعة، للعودة إلى منزلهما واقتادوهما تحت التهديد".
وأضاف أن المهاجمين "حطموا زجاج السيارة وأخرجاهما بالقوة منها"، معتبرا أن عملية الخطف طابعها إجرامي أكثر من كونه سياسيا.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الخطف.
وقال مصدر في الأجهزة الأمنية الأفغانية، إن "رجالا مسلحين خطفوا الأستاذين الأجنبيين مساء الأحد على طريق دار الأمان" اسم القصر الملكي السابق.
وأوضح مصدر غربي أن المهاجمين وعددهم أربعة كانوا يتنقلون بسيارة رباعية الدفع ويرتدون "بزات الشرطة الأفغانية".
أما سائق السيارة الأفغاني الذي لم يتعرض له الخاطفون، فاستدعته الشرطة مع حارس شخصي كان موجودا في السيارة لاستجوابهما.
وكان الأستاذ الأمريكي يعيش في كابول منذ نحو سنتين فيما وصلها الأسترالي قبل أسبوعين تقريبا، وفق ما أوضح صديقي.
وفي الولايات المتحدة وأستراليا، بدأ المسؤولون الذين تم الاتصال بهم حذرين.
فقد اكتفى مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية بالقول: "نحن على علم بالأنباء التي تحدثت عن خطف مواطن أمريكي في كابول، لكن لأسباب تتعلق بالسرية، نفضل الامتناع عن الإدلاء بأي تعليق".
جامعة خاصة ومختلطة
وفي
أستراليا، أكد ناطق باسم الخارجية أن "سفارة أستراليا في أفغانستان تسعى إلى التحقق من المعلومات عن خطف مواطن أسترالي في كابول".
وقالت الحكومة الأسترالية في بيان: "ننصح الأستراليين بعدم السفر إلى أفغانستان بسبب الوضع الأمني الخطير للغاية، بما في ذلك التهديد الجدي بالخطف".
وهذه ثاني عملية خطف تستهدف أحد مواطني أستراليا، بعد خطف كاثرين جين ويلسون العاملة في القطاع الإنساني في جلال أباد (شرقا) نهاية نيسان/ إبريل، والتي لا يزال مصيرها مجهولا.
وعملية خطف الأستاذين هي على ما يبدو الأولى التي تستهدف الموظفين الأجانب في الجامعة الأمريكية في أفغانستان التي يحرسها نحو 70 عنصر أمن، بحسب وزارة الداخلية.
وتستقبل الجامعة التي افتتحت في العام 2006 أكثر من 1700 طالب حاليا، وتقدم نفسها على أنها "الجامعة الخاصة المختلطة وغير الحزبية الوحيدة ذات الهدف غير الربحي في أفغانستان" البلد الذي يفصل الطالبات الإناث عن الذكور.
ويظهر الموقع الإلكتروني للجامعة أيضا صورة لشبان وشابات يدرسون معا في القاعة نفسها.
وتقيم الجامعة عددا من الشراكات وبرامج التبادل مع جامعات مرموقة في الولايات المتحدة، مثل جورج تاون ستانفورد وكاليفورنيا.
وفي الآونة الأخيرة تدهورت الأوضاع الأمنية في كابول، حيث تستهدف جماعات مسلحة الأجانب. وتلقى موظفو الجامعة تحذيرات من خطر عمليات الخطف، بحسب الوزارة.
ورفعت الولايات المتحدة مستوى تحذيرها في أيار/ مايو، معتبرة أن خطر الاختطاف "مرتفع جدا" بعدما نجا أحد رعاياها بصعوبة من عملية خطف في وسط كابول.
وفي حين أن الحماية المؤمنة للدبلوماسيين والعسكريين عموما معززة إلى درجة كبيرة، فإن عمليات الخطف تستهدف في غالبية الأحيان أشخاصا يعملون في المجال الإنساني.
ففي 23 تموز/ يوليو، أعلنت مصادر رسمية هندية وأفغانية تحرير موظفة هندية في صندوق آغا خان للمساعدة الإنسانية، خطفت في كابول في حزيران/ يونيو الماضي.
وأصيب ستة سياح أوروبيين وأمريكيين بجروح الخميس 4 آب/ أغسطس، جراء تعرض موكبهم لإطلاق صاروخ من قبل حركة
طالبان في غرب أفغانستان بين مدينتي باميان وهرات التاريخيتين.
وفي نيسان/ أبريل العام الماضي عثر على جثث خمسة عمال أفغان يعملون مع منظمة "أنقذوا الأطفال" بعدما خطفهم مسلحون في إقليم أوروزغان الجنوبي.