في الوقت الذي أقرّت فيه محافل استراتيجية في تل أبيب، بحيوية التدخل الروسي لإسرائيل ومصالحها، فقد اعتبر مستشرق
إسرائيلي بارز أن "الانتكاسات" التي تعرض لها جيش النظام وحلفاؤه في
حلب تدلل على أن الغطاء الجوي الروسي لن يسهم في هزيمة المقاومة السورية.
ونوّه البروفيسور إيال زيسر، رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، والخبير المعروف بالشؤون السورية؛ إلى أن جيش النظام السوري "مستنزف ويفتقد الدافعية القتالية"، ما يجعله يعجز عن الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطر عليها عبر الاستفادة من القصف الروسي.
وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر الأربعاء، وترجمته "
عربي21"، رأى زيسر أن إسقاط المروحية العسكرية الروسية في محيط حلب مطلع الأسبوع، يعدّ ضربة قوية لروسيا ومسّا بهيبة الرئيس بوتين.
وشدد زيسر على أن إسقاط
المروحية الروسية في محيط حلب يمكن أن يؤسس لمرحلة جديدة "تتسم بتعاظم عدد القتلى في صفوف الجيش الروسي، ما قد يعيد إلى الأذهان الكلفة العالية للتورط السوفييتي في أفغانستان، "وهو التورط الذي أفضى في النهاية إلى تفكك الاتحاد السوفييتي".
وأعاد البروفيسور الإسرائيلي إلى الأذهان حقيقة أن الروس "نجحوا حتى قبل إسقاط المروحية في دفع ثمن متواضع حتى الآن، مقابل تدخلهم العسكري في سوريا"، مشيرا إلى أن بوتين تمكن من إنقاذ نظام الأسد من "سقوط مؤكد، مع أن التدخل العسكري الروسي أفضى إلى إزهاق أرواح آلاف السوريين وتشريد عشرات الآلاف، دون أن يجرؤ أحد في المجتمع الدولي على أن يوجه كلمة انتقاد واحدة لروسيا".
وأكد زيسر، أن طابع سلوك الإدارة الأمريكية أغرى بوتين بمواصلة عمليات القصف في سوريا، منوها إلى أن الروس يوظفون التواصل مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، للتغطية على ما يقومون به.