بماذا برر إعلامي ناصر السيسي هجرته لألمانيا؟ (فيديو)
القاهرة- عربي21- إحسان عبدالعظيم30-Jul-1603:44 PM
1
شارك
الإعلامي المصري ياسر فودة المعروف بمناصرته نظام السيسي- أرشيفية
برَّر الإعلامي المصري، الموالي سابقا لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، يسري فودة، السبت، انتقاله إلى العاصمة الألمانية، برلين، من أجل تقديم برنامج تليفزيوني جديد، عبر هيئة الإذاعة الألمانية "DW عربية"، بأن "القبضة الحديدية الهيستيرية على الحريات العامة تزيد سوءا وهسترة يوما بعد يوم بمصر"، على حد قوله.
جاء ذلك في مقال نشره "فودة" بموقع "DW عربية، السبت، بعنوان "الرعب الآتي من التوقعات.. 7 أسئلة"، تناول فيه أسباب عودته إلى العمل التليفزيوني، بدءا من الأربعاء المقبل 3 آب/ أغسطس المقبل، من برلين، عبر برنامجه الجديد "السلطة الخامسة"، بعد ابتعاده عن الشاشة قرابة عامين، منذ توقفه عن العمل بقناة "أون تي في"، المملوكة سابقا لرجل الأعمال نجيب ساويرس.
ومجيبا عن السؤال: لماذا لم تبق في بلدك، وتستأنف العمل مع أي قناة محلية؟ قال فودة في مقاله: "ببساطة، لأنه لم تعد هناك أي فرصة أمام أي عمل مهني يحترم الناس بعد مصادرة المجال العام كله - وفي مقدمته الإعلام - لصالح صوت واحد".
وأضاف: "كان يمكنني أن أبقى، وأحصل على ثروة وحظوة، لكنني لم أكن لأبقى "يسري فودة" الذي عهده الناس"، على حد قوله.
وأشار فودة إلى أن البدائل أمامه كانت كثيرة، كي يستأنف العمل التليفزيوني من خلالها، مستدركا بأنه خرج من حساباته ما يوجد منها في مصر، للسبب الذي ذكره، وأنه لا يصح لصحفي يحترم الناس، بغض النظر عن قناعاته الشخصية، أن يكون جزءا في عمله اليومي من صراع على السلطة، وفق وصفه.
وطارحا السؤال: لماذا الآن؟ أشار إلى أنه جلس في منزله نحو عامين بعد توقف برنامجه "آخر كلام"، (على قناة "أو تي في")، مؤكدا أن الأمل كان لا يزال يحدوه في أثناء تلك الفترة في أن القبضة الحديدية الهيستيرية على الحريات العامة ستتراخى عند نقطة ما عندما يرى أصحابها إلى أي مصير تقود البلاد؟.
واستدرك: "لكن هذه القبضة كانت تزيد سوءا وهسترة، يوما بعد يوم. ومن ثم كان عليّ أن أتخذ قرارا إما بالاعتزال، أو بالبحث عن بديل خارج مصر"، حسبما قال.
أبحث عن رئة للتعبير
وعن برنامجه الجديد أشار فودة إلى تحديات كثيرة، "من أبرزها أننا لا نوجد جغرافيا في قلب الأحداث"، واصفا "مشهد الإعلام التقليدي في العالم العربي بشكل عام" بأنه "مشهد بائس، بل مضر أبلغ الضرر بمستقبلنا جميعا"، بحسب تعبيرها.
وفي المقابل اعتبر أن الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي - التي لا تخضع تلقائيا لسيطرة الأنظمة الحاكمة - قد أتاحت رئة وجدت من خلالها أصوات حرة سبيلا إلى استمرار الحياة، على حد تعبيره.
والأمر هكذا، يستعرض برنامج "السلطة الخامسة"، ومدته 42 دقيقة و30 ثانية، كل أسبوع، أهم ما جذب انتباه الناس في الإعلام الرقمي، ويتناول قضية أسبوعية تشغلهم من خلال تقارير ميدانية، وتحقيقات استقصائية، ويعرض مشاركاتهم سواء بالكلمة أو بالصورة، وفق فودة، الذي قال في تقديمه للبرنامج: "يمكن أن يكون طريق الحق طويلا.. بس كلنا دلوقتي عارفين العنوان".
ويذكر أن يسري فودة، قد دعم الانقلاب العسكري فى بداياته بمصر، لكنه تحفظ بشدة إزاء "مذبحة رابعة"، التى وسمها بكذلك في حينها.
ولسنوات طويلة ظل يقدم برنامجه "سري للغاية"، عبر فضائية "الجزيرة"، قبل أن ينتقل إلى مصر، ويقدم برنامجه "آخر كلام" عند إطلاقه قبل نحو ست سنوات، لكنه توقف عن تقديمه قبل عامين، ملمحا إلى ضغوط شديد مورست عليه.
وكشف فودة في مقاله، الأسبوع الماضي، على موقع ""DW عربية" نفسه، أنه تلقى اتصالا هاتفيا، في أثناء تقديمه حلقة ببرنامجه "آخر كلام"، يوم 23 كانون الأول/ ديسمبر 2013، بعد انتهاء الفقرة الأولى من حلقة خصصها لرصد ما يحدث على أرض سيناء على مدى الشهور الستة، (من 30 حزيران/ يونيو 2011، إلى يوم إذاعة الحلقة)، واردة من جهاز الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية.
وأبدى دهشته من أن قيامه مع فريق عمل البرنامج باستخلاص أرقام ومعلومات من واقع بيانات المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة حول عمليات الجيش في سيناء قد أثار غضب ضابطً كبير في الجهاز قال لهم إنه لم يكن ينبغي عليهم أن يقوموا بجمع أرقام الضحايا حتى لو كانت واردة في بيانات رسمية متفرقة، وإن الوزارة كلها "مقلوبة" (كان السيسي وقتها ما زال وزيرا للدفاع).
وأردف فودة: "كتمت في نفسي بصعوبة لفظا مصريا شعبيا يتكون من ثلاثة أحرف".
وتساءل: "ما هي إذا عقوبة ضابط يوبخ صحفيا التزم حرفيا بنصوص "البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية"؟ وماذا عن نشر أخبار أو بيانات حقيقية تخالف البيانات الصادرة عن الجهات المعنية؟".
وفي مقال ثان بعنوان: "7 أسئلة للسيسي"، نشره بالموقع نفسه، يوم 2 تموز/ يوليو الجاري، اعتبر فودة أن السيسي فقد شرعيته لدى كثير من المصريين لسببين الأول أنه حول الدستور كله إلى حبر على ورق، وصادر المجال العام، والثاني أنه لم يعد رئيسا لكل المصريين عندما تواطأ مع مذابح لجانب من شعبه، قبل أن يتحول إلى قمع جانب آخر، والتنكيل به حتى اليوم، بحسب قوله.