وصفت صحف
مصرية ما حدث من أزمة بين النائبتين بمجلس نواب ما بعد الانقلاب عن دائرة إمبابة، شادية ثابت، ونشوى الديب المعروفة بـ"نحمده"، بأنها "وصلة ردح بلدي" بين النائبتين بسبب "بيزنس القمامة".
وخرجت الأزمة المكتومة بين النائبتين، من الغرف المغلقة والأحاديث الجانبية إلى العلن، ووصلت إلى ساحات القضاء أخيرا.
واتهمت شادية، قبل نحو شهر، نائبة برلمانية، دون أن تذكرها بالاسم، بشبهة الفساد واستغلال النفوذ، وذلك عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وانتشرت الاتهامات بسرعة بين أعضاء المجلس، ثم ظهرت إلى العلن بعد نشوب خلاف بين النائبتين تحت قبته، خلال حضورهما اجتماعا أخيرا مع وزير البيئة.
وروت صحيفة "الفجر" الصادرة هذا الأسبوع أن مشكلة القمامة بدائرة إمبابة، دفعت نوابها الأربعة إلى الاجتماع مع وزير البيئة خالد فهمي، للبحث عن حل للأزمة، واصطحبوه إلى المنطقة حيث قام بجولة لتفقد منظومة النظافة بالدائرة، والوقوف على حقيقة انهيارها، بعد فشل الشركة المتعاقدة في رفع القمامة، وأسباب الأزمة، خاصة بعد تلقيه العديد من الشكاوى بانتشار القمامة بالدائرة.
وفي أعقاب الجولة، نشرت النائبة شادية التعليق الذي ألمحت فيه إلى زميلتها في
البرلمان والدائرة معا، متسائلة عن كيفية حصول "الشركة الوطنية للنظافة"، التي أسستها نشوى، برأس مال مائة ألف جنيه، على صفقة الإشراف على منظومة النظافة بإمبابة، بقيمة تصل إلى 16 مليون جنيه، وهو ما يخالف قانون تعارض المصالح خاصة أن نشوى الديب تركت الشركة في آذار/ مارس الماضي، أي أنها كانت تعمل بها، وهي عضو بمجلس النواب؟
وانتقلت الأزمة بين النائبتين سريعا من الهجوم والاتهامات غير المباشرة إلى وصلة من "الردح" داخل مكتب وزير البيئة، وفي حضور محافظ الجيزة، كمال الدالي، وعدد من قيادات المحافظة والوزارة ومسؤولي هيئة النظافة والنائبين عن الدائرة إيهاب الخولي وطارق سعيد حسانين.
فقد اتهمت شادية، نشوى الديب، بالفساد واستغلال النفوذ، وقالت لها أمام الحاضرين: "جرى إيه يا "نحمده".. إنتي داخلة المجلس عشان تستغلي نفوذك وتعملي مصالح شخصية، واللي انتي بتعمليه ده فساد وسرقة".
فما كان من "نشوى الديب" إلا أن اتهمت "شادية ثابت"، التي تعمل طبيبة أمراض نساء وتوليد، بالفشل في عملها كطبيبة.
وتدخل الحاضرون الذين فوجئوا بمستوى المشادة، لفض الاشتباك اللفظي الحاد بين النائبين، ولم تنته الأزمة، ولكنها تكررت مرة أخرى في أحد اجتماعات لجنة الطاقة والبيئة التي يرأسها النائب طارق السويدي، لكن هذه المرة في غياب نشوى الديب، إذ بدأت شادية في إعادة سرد التهامات لزميلتها إلا أن رئيس اللجنة نهرها وطلب منها عدم الحديث عن النائبة بهذه الطريقة في غيابها.
لكن "ثابت" زادت من هجومها على الديب لتصل إلى رسائل "تلميح" عبر رسائل على "واتس آب" داخل مجموعات تضم نوابا وإعلاميين تتهم فيها "الديب" بالجهل بقواعد العمل البرلماني.
ومن بين هذه الرسائل رسالة تقول: "يعني لا عارفة قواعد تقديم الشكوى والإحالة داخل المجلس إزاي وقلنا ماشي، ولا عارفة كيفية التقدم بطلب برفع حصانة مقدم إلى لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية وقلنا ماشي، وبالصوت والصورة ثبت تدخلها لإسناد المنظومة لتابعين لها مباشرة، وقلنا ماشي، وعندها بدل البلاغ 3 أمام النائب العام، ولأسباب مختلفة، ولسه، وقلنا ماشي".
وأضافت شادية ثابت: "لكن توصل إلى أنها تحاول التشهير، ومن حلاوة الروح والفرفرة تحاول إلصاق ما بها لغيرها عملا بالمثل الدارج... ".. تجيب فيه" (مثل مشهور عن العاهرة)، وفي محاولة للغلوشة على المصائب التي قامت بها، يبقى لا سبيل إلا القانون، وبالقانون، والأيام القادمة ستكتب نهاية نائبة السبوبة".
وكان من الطريف أن المجموعات التي نشرت فيها شادية التعليقات تضم ضمن أعضائها زميلتها نشوى الديب، ما يعني أن الأخيرة قرأت هذه الرسالة، إلا أنها لم تلتفت إلى الأمر، ونشرت بيانا على المجموعات نفسها تعبر فيه عن رأيها في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ولكن أمام هذا السيل من الهجوم، لجأت نسوى الديب إلى النائب العام، إذ أعلنت أنها ستقدم بلاغات ضد زميلتها بتهمة التشهير.
كما تقدمت بطلب إلى رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، طالبت فيه بتحويل "شادية ثابت" للجنة القيم والتحقيق معها فيما بدر منها من أكاذيب ومعلومات غير سليمة حول منظومة النظافة.
وأكدت "نشوى الديب" في طلبها أن هناك حملة ممنهجة لتشويهها والتشهير بها بجميع الوسائل، وأن ما يثار حول امتلاكها للشركة الوطنية للنظافة، معلومات مغلوطة، خاصة أن أي حديث حول التعاقدات وحول أموال المنظومة، يخص محافظ الجيزة ورئيس مجلس الوزراء، الذي أمر بأن تكون التعاقدات بالأمر المباشر، بحسب صحيفة "الفجر"، الصادرة هذا الأسبوع.