تتسارع الأحداث في
اليمن، بوتيرة عالية، على وقع الاتفاق الذي أعلنه المتمردون الحوثيون مع حليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، الخميس، حول تشكيل مجلس أعلى لإدارة البلاد، حيث تشهد جبهات عدة تحركات عسكرية مكثفة من قبل القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي وأخرى للحوثيين وقوات الجيش المتحالف معهم.
ففي بلدة نهم (شرق صنعاء) تمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية المؤيدة لهادي من إحراز تقدم على الأرض، حيث سيطروا على مرتفعات جبلية قيل إنها "مهمة" كانت تخضع لسيطرة
الحوثيين وقوات صالح.
وأفاد الناطق الرسمي باسم
المقاومة الشعبية في صنعاء، عبد الله الشندقي، بأن القوات الحكومية سيطرت على جبلي "ظافر والقذاف" والتباب المحيطة بها، بعد معارك عنيفة دارت مع المتمردين وقوات الجيش الموالي لهم، في بلدة نهم.
وأضاف الشندقي في بيان له، الخميس، أن المواجهات، أسفرت عن تراجع المسلحين الحوثيين وحلفائهم نحو منطقة "ضبوعة" التي باتت تحت القصف المدفعي لقوات الشرعية.
وذكر أن نحو تسعة مسلحين حوثيين قتلوا وأصيب العشرات، فيما خسر الجيش اليمني أحد أفراده وجرح ثلاثة آخرين.
ورغم قرب القوات الحكومية من العاصمة، حيث باتت على بعد (30) كم، إلا أن الكيلومترات المتبقية التي تفصل بين نهم وصنعاء هي في غالبيتها منطقة جبلية وعرة.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، أعلن الحوثيون وحزب صالح، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، عن تشكيل مجلس أعلى لإدارة المدن الخاضعة لسيطرة مسلحيهم والقوات الموالية لها.
إنذار المواطنين بإخلاء منازلهم
من جهته، قال مصدر في مقاومة تعز مساء الخميس، إن الحوثيين وقوات صالح أنذرت مواطنين يسكنون في قرية "غراب" (غربا) بإخلاء منازلهم خلال 24 ساعة، حيث يقع ضمن هذه المنطقة أحد أهم المنافذ البرية الخاضعة لسيطرتهم منذ أكثر من عام.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم كشف اسمه، لـ"
عربي21"، أن قوات الحوثي وصالح، أنذرت سكان "غراب" بإخلائها، والتي تقع شمال شرق معسكر اللواء (35) مدرع الموالي للرئيس هادي خلال 24 ساعة.
إلى ذلك، ذكرت لجنة التهدئة الحكومية لوقف إطلاق النار أن مسلحي الحوثي وصالح فجروا، الخميس، ثلاثة منازل لمواطنين في حي بازرعة بمنطقة الجحملية وسط تعز.
وطالب بلاغ وجهه رئيس اللجنة، عبد الكريم شيبان، إلى المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، وصل "
عربي21" نسخة منه، لإدانة هذه الجريمة، ووضع حد للاعتداءات المستمرة للحوثيين وحلفائهم بتفجير المنازل التي لا يتوقفون عن هذا السلوك.
وحمل البلاغ المجتمع الدولي مسؤولية الصمت إزاء مثل هذه الحوادث التي تشجع تلك الميليشيات على الاستمرار في ارتكاب جرائمها.
ومنذ عام ونصف، واليمن ترزح تحت وطأة الحرب المستعرة بين القوات الموالية للرئيس هادي، ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، وقوات الحرس الجمهوري سابقا الموالية لصالح، خلفت آلاف القتلى والجرحى، وسط غياب أي بوادر لحل سياسي يلوح بالأفق إلى جانب الأزمة الإنسانية المتفاقمة على السكان.