نشرت صحيفة "الفاتو كوتيديانو" تقريرا؛ تحدثت فيه عن الشبكة التي تقوم بالتهريب والمتاجرة بالأعضاء البشرية التي يتم استئصالها من المهاجرين غير الشرعيين بعد قتلهم، حيث داهمتها السلطات الإيطالية في مدينة باليرمو واعتقلت 38 مشتبها بهم.
ونقلت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، عن عطا وهابربي قوله إن "هذه الشبكة تستعين بمصريين لقتل المهاجرين الذين لا يملكون المال، حيث يتم بيع أعضائهم في مصر مقابل مبلغ مالي يصل إلى 15 ألف دولار". وقد اعترف عطاء، وهو مهرب سابق كان يعمل في هذه الشبكة، للسلطات الإيطالية بطبيعة عمل هذه الشبكة إثر اعتقاله، حيث تنقل الأعضاء المستأصلة إلى مصر خلسة في أكياس بلاستيكية عازلة.
وذكرت الصحيفة أن هذه الشبكة تنقل الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين إلى سواحل جزيرة صقلية الإيطالية، لأنها تطل مباشرة على أوروبا، وتزعم إرسالهم إلى الدول الأوروبية الشمالية كالدنمارك والمملكة المتحدة وألمانيا. وأكد عطاء، الذي أصبح يتعاون مع السلطات الإيطالية، أن هذه الشبكة تنقل المهاجرين الذين يكون بحوزتهم المال الكافي للعبور إلى هذه الدول وترسل الآخرين إلى مصير آخر محتوم، حيث تستلم مجموعة، تتكون أساساً من مصريين، المهاجرين الذين "لا يملكون المال" للعبور إلى الدول الأوروبية لتنفرد بمهمة قتلهم واستئصال أعضائهم.
وأضافت الصحيفة أن هذه الشبكة تعمل تحت إشراف المهرب الإثيوبي أرمياس غرامي، الذي كان مسؤولاً عن غرق 366 مهاجرا غير شرعي على سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية سنة 2013. كما يهتم فرع هذه الشبكة الموجود في باليرمو "بالاستقبال الأولي" للمهاجرين القادمين من المراكز الرئيسية. أما المجموعة الرومانية فتهتم بجمع الأموال التي تقدر بملايين الدولارات، والتي يدفع جزء كبير منها المهاجرون وعائلاتهم الذين يطمحون للحصول على عمل داخل الدول الأوروبية، إلى جانب عمليات
التهريب الأخرى والعائدات المالية التي تأتي من
تجارة الأعضاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن المداهمة الأمنية التي نفذتها السلطات الإيطالية في باليرمو أسفرت عن اعتقال 38 عنصراً من هذه الشبكة، أغلبهم إريتريون وبينهم إيطالي. وقد تبين أن هذه الشبكة متورطة في أعمال تهريب كبيرة فاقت كل التصورات، وتتعامل مع أطراف من شمال إفريقيا مثل ليبيا ومصر وتونس.
وأفاد الشاهد عطا أن الشبكات الموجودة في كل من تونس ومصر وليبيا تعد أصغر من حيث عدد الرحلات وعدد العاملين والعائدات المالية مقارنة بهذه الشبكة. وأضاف أن الفروع الأربعة تعمل بالتعاون فيما بينها عبر فريق عمل موثوق، يتراوح عدد أفراده بين 6 و10 أشخاص مزودين بأسلحة متطورة.
ونقلت الصحيفة ما جاء على لسان عطا الذي أفاد بأن هذه الشبكة تعمل أيضاً في تهريب وإدارة المبالغ المالية الضخمة. كما تسلمت هذه الشبكة خلال الأسبوع الماضي مبالغ مالية كبيرة من تجار التهريب في أثيوبيا، حيث يتولى شخص اسمه أرمياس وعنصر آخر يدعى عبد الرزاق؛ مهمة جمعها قبل بدء الرحلات غير الشرعية. وأضاف عطا أن عبد الرزاق قد جمع وحده ما لا يقل عن 20 مليون دولار من خلال عمله في التهريب.
وأفاد عطا في شهادته أن هذه المنظمة الإجرامية تتضمن مراكز سرية تعمل على توجيه
اللاجئين، ومركزا ماليا في روما توضع وتصرف فيه مئات الآلاف من الدولارات المهربة. وذكر عطا في التحقيق أسماء بعض العناصر التي تعمل ضمن الشبكة والتي تحوّل إلى المركز المالي كل أسبوع مبالغ مالية لا تقل عن 300 ألف يورو؛ يتلقونها من عائلات المهاجرين عبر الوسطاء من التجار.
وبيّنت الصحيفة أن هذه المنظمة تطلب عادةً من المهاجرين مبالغ مالية كبيرة تصل إلى 10 آلاف يورو. وقد سهل غياب التواصل بين الإدارات الحكومية من مهمة مثل هذه المنظمات.