حالة من القلق تسيطر على الوسط الصحفي والإعلامي بعد اتجاه رجل الأعمال
المصري أحمد أبو هشيمة، إلى غزو الإعلام والسيطرة عليه وإدارته بالطريقة التي يرغب فيها النظام المصري.
واستحوذ "أبو هشيمة" على عدة مشروعات إعلامية وصحف خاصة خلال الفترات الماضية، ولم يكتف بشراء حصة كبيرة في صحيفة "اليوم السابع" التي يعد موقعها الإلكتروني أكبر موقع إخباري في مصر، رغم أنه حتى الآن لم يعلن عن الصفقة.
قصة "أبو هشيمة" بدأت حينما كان الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر، وبدأت الحكومة المصرية وقتها نحو الانفتاح مع قطر، وبدأت أموال أبو هشيمة في الظهور من خلال مصنعه الذي يحمل اسم "حديد المصريين" ووقتها احتسبه البعض أنه إحدى الأذرع المالية لجماعة الإخوان المسلمين.
لكن وبمرور الوقت وتوتر العلاقات المصرية-القطرية، فقد ابتعد "أبو هشيمة" عن الدفاع عن المصالح القطرية في مصر، واتجه نحو السياسة ليصبح "أحمد عز" الجديد، خاصة بعد سيطرة الحزب الذي يدعمه "مستقبل مصر" على حصة كبيرة في مجلس النواب المصري.
وأسس "أبو هشيمة" شركة "إعلام المصريين" التي يستخدمها في غزو الإعلام والسيطرة على عدة مشروعات كبرى، بل إنه اقتحم مجال الدراما وإنتاج المسلسلات والأفلام السينمائية أيضا.
ووعدت شركة أبو هشيمة بمزيد من الاستثمارات في مجال الإعلام ووضع القناة على خريطة التأثير المحلي والإقليمي والعالمي.
وأعلنت أنها تستهدف أيضا إحياء شاملا للقوة الإعلامية المصرية من خلال التأكيد على الخط الوطني الثابت لهذه القناة، ما أعطى انطباعا باتجاه الشركة لفرض صوت وحيد وتغييب باقي الأصوات عنوة، وهو ما رآه خبراء بداية لتغير السياسية الإعلامية للقناة، ومقدمة للإطاحة ببعض الإعلاميين المحسوبين على تيار معارض للحكم الحالي، وترددت أنباء عن شراء الشركة لجريدة معارضة أخرى هي "صوت الأمة".
في الأيام القليلة الماضية اتجه أبو هشيمة للتوسع في السيطرة على كيانات ومشروعات إعلامية كبيرة قائمة في مصر، وبدأ يديرها بطريقته الخاصة التي لا تغضب النظام والحكومة المصرية، حيث أعلن شراء مجموعة "أون تي في" من رجل الأعمال القبطي نجيب
ساويرس، لكنه لم يعلن عن حجم الصفقة ولا حيثياتها.
غير أن "ساويرس" نفسه برر بيع المجموعة بأنها كانت سببا في متاعب كثيرة لم يذكرها، لكنه في الوقت نفسه نفى وقوعه تحت أي ضغط من أي نوع تسبب في بيعه للمجموعة.
وقبل أيام، أعلنت شركة "إعلام المصريين" المملوكة لـ"أبو هشيمة" الاستحواذ على 50% من أسهم شركة مصر للسينما، التي يمتلكها رجل الأعمال كامل أبو علي.
وقالت الشركة، وفق بيان، إن عملية الاستحواذ تأتي تمهيدا لتنفيذ خطة طموحة لدفع السينما والدراما المصرية إلى الأمام وإعادة دور مصر في هذا المجال، بالإضافة لإنتاج برامج تلفزيونية متميزة.
وأعلن أبو هشيمة رئيس مجلس إدارة شركة "إعلام المصريين" في وقت سابق، عن خوض الشركة لمجال إنتاج الدراما التليفزيونية والأعمال السينمائية لاكتمال المنظومة التي تسعى الشركة لتحقيق أهدافها في مجال الإعلام والإنتاج التلفزيوني والسينمائي.
وأعلن مؤخرا أن شركتي "إعلام المصريين" و"بريزنتيشن سبورت"، وقعتا اتفاقا يقضي باستحواذ شركة "أبو هشيمة" على 51% من أسهم "سبورت"، وبرر رجال أبو هشيمة هذه العملية بأنها تأتي في إطار إحداث طفرة نوعية في مجالي التسويق والإعلام الرياضي.
وظهرت بداية لمسات أبو هشيمة في المشروعات الإعلامية التي امتلكها بعدة تغييرات شملت استبعاد وجوه إعلامية كانت تبدو معارضة للنظام، وعلى رأسهم الإعلامي جابر القرموطي، الذي كان يقدم برنامج "مانشيت" على شاشة "أون تفي في"، ولحقت به بعد ذلك ليليان داود التي أنهت القناة تعاقدها معها ثم رحلتها الجهات الأمنية دون ذكر أي تفاصيل أو أسباب الترحيل.
ولم يكتف "أبو هشيمة" بذلك، بل حولته أذرعه الإعلامية إلى رجل خير، حيث أعلنت جامعة القاهرة عن إقامة حفل سحور
رمضاني حشدت فيه الجامعة عددا كبيرا من الطلاب، لكن اتحاد طلاب الجامعة أصدر بيانا استنكر فيه ما قامت به إدارة الجامعة.
وقال الاتحاد في بيانه إن الاحتفالية تعد محاولة بشكل مباشر أو غير مباشر للدعاية لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، وإن الاتحاد يرفض أي محاولة لاستقطاب الطلاب.
وفي ساحة أخرى رجل الخير "أحمد أبو هشيمة"، فقد أنهت مصلحة السجون بوزارة الداخلية المصرية، إجراءات إخلاء سبيل 68 سجينا من الغارمين، تمهيدا لخروجهم بعد سداد رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة ديونهم.
واستقبل أبو هشيمة السجناء المفرج عنهم، وأعطى كل سجين ثلاثة آلاف جنيه عيدية، وهو ما برره أبو هشيمة بأنه مبادرة فردية لسداد ديون الغارمين من أمواله الشخصية، حتى يقضوا ما تبقى من أيام رمضان مع أسرهم ويفرحوا بالعيد مع ذويهم.