نشرت صحيفة "ذي كونفيرسيشن" الأسترالية تقريراً؛ يتحدث عن أهمية الشبكة العنكبوتية التي تُستعمل من قِبل"
الإرهابيين" كسلاح وكوسيلة استقطاب، فضلا عن استعمالها كأداة نشر للدعاية. ويشير التقرير إلى إمكانية استعمال السلاح نفسه لعكس الهجوم ومحاربة الإرهاب لتعقب والكشف عن المتطرفين.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن شبكة الإنترنت ووسائل
التواصل الاجتماعي ساهمت، بدرجة كبيرة، في توسُع رقعة الإرهاب العابر للقارات. ومع تصاعد هذا الخطر لا يكفي التعقب فقط، بل التنبؤ بهجوم إرهابي قبل حدوثه.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يمكن القيام به هو استعمال
التكنولوجيا للبحث عن حركية لغوية لـ"الإرهابيين" والمتعاطفين معهم على شبكة الإنترنت. فإذا أمكننا رصد نمط معين مرتبط مع هجوم إرهابي، يصبح من الممكن لنا الكشف آليا عن توقيت العمليات الإرهابية في المستقبل.
وذكرت الصحيفة أن دراسة، في جامعة هرفيرد، تبين إمكانية استعمال الحاسوب، وخاصة ما يسمى بالحقيقة الافتراضية، للكشف عن كيفية توسع رقعة المتعاطفين مع تنظيم الدولة، في شبكات التواصل الاجتماعي، وعلاقة ذلك بتوقيت الهجمة الإرهابية. بالإضافة إلى أنه يمكن تصنيف رسائل "تويتر" للتنبؤ بما إذا كان أحدهم سيدعم التنظيم أم سيعارضه. وفي دراسة أخرى يمكن استعمال تقنية تلغيم البيانات على شبكات التواصل الاجتماعية لمحاولة فهم متى من المحتمل لمتعاطفين ''تبني سلوك التنظيم''.
وتضيف الصحيفة أن هناك من استعمل برامج لتحليل النص للكشف عن تغير النمط اللغوي المستعمل من بعض "الجماعات الإرهابية"، شهورا قبل تنفيذ هجمات. على سبيل المثال، يمكن للغة أن تصبح أقل تعقيدا باستعمال جمل مبسطة.
وتقول الصحيفة إن بول تايلر وبول رايان من جامعة لانكاسر، استعملا في دراستهما، برامج حاسوبية لغوية للكشف عن أنماط لغوية تُستعمل من قبل مجموعات عديدة لحصر كلماتِ مفاتيحٍ محتملة في الرسالة. فهم يستعملون نظرية التجميع التي تقيس درجة ارتباط الكلمات ببعضها.
كما أنها تشير إلى أهداف محتملة، خلال تسليط الضوء على الأشخاص أو الأماكن، المرتبطة أكثر بالعنف والغضب. فعلى سبيل المثال، نجد أن مصطلح "الهدف"، "استهداف"، "الهجوم" أو "قتل" مرتبطة بقوة مع اسم أو مكان أو شخص أو منظمة معينة.
ويمكن بعد ذلك النظر في السياق الذي استخدمت فيه هذه الكلمات لحصر ومعرفة الأماكن أو المؤسسات أو الأشخاص المهددين بالخطر.
وتشير الصحيفة إلى أنه بالرغم من كل ما سلف ذكره، من الممكن ألا يتم الكشف عن هجمات ما دامت لا تستعمل هذا النمط اللغوي على الإنترنت. وهذا ما يظهر نقائص هذه الاستراتيجية.
لذلك تقدم الصحيفة بديلا تكنولوجيا متقدما معتمدا على قياس درجة التخوف والقلق أو أنماط مشابهة. على سبيل المثال، يمكننا استخدام أجهزة الاستشعار، والماسحات الضوئية بالأشعة تحت الحمراء، وتقنيات تصوير الدماغ مثل الرنين المغناطيسي الوظيفي لرصد التغيرات في الجسم، أو تتبع الوجه والجسم أو حركات العين. ويرى البعض أنه إذا قمنا بتركيز هذا النوع من التكنولوجيا في المطارات، قد تنبهنا إلى أولئك الذين يعتزمون تنفيذ هجوم.
ففي عام 2002، أظهر الباحثون في مختبرات شركة "هانيويل" في الولايات المتحدة، كيف يمكن لتكنولوجيا التصوير الحراري تحديد نمط الحرارة الذي يحدث حول العينين للناس عند محاولتهم خداع شخص ما. وقالوا إن هذه التقنية يمكن استخدامها لتراقب المسافرين خلال مقابلات ما قبل الطيران "دون الحاجة إلى الموظفين المهرة".
لكن الصحيفة تقول إن مثل هذا النظام لن يكون فعالا؛ لأن هناك العديد من الأسباب التي تجعل المسافر متخوفا في المطار. وهذا لا علاقة له بالإرهاب، فيمكن أن يكون متخوفا من الطيران. فهذه التقنيات ليست دقيقة بنسبة 100 في المئة. ويرى البعض أن التكنولوجيا لا تملك الصفات الثلاث الحيوية التي يمتلكها البشر وهي: التجربة والتقييم ثم الحكم. وهذا يعني أن الإنسان فقط قادر على الكشف عنها، في حين أن التكنولوجيا توفر إمكانيات مثيرة لتتبع اتصالات "الإرهابيين" وتوقع الهجمات، وأنها ليست بديلا عن حكم الإنسان، لذلك يجب استخدامها بحذر.