أعلن ائتلاف "دعم
مصر" تأييده لمبادرة المصالحة مع جماعة
الإخوان المسلمين، التي دعا إليها وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، مجدي العجاتي، واعتبر مراقبون أنها جاءت بضوء أخضر من نظام رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي.
وعلق رئيس الائتلاف اللواء سعد الجمال، على المبادرة بالموافقة عليها، مطالبا بأمور مخففة لتنفيذها، تعدّ تنازلا عن شروط سابقة أشد تبناها أنصار السيسي للمصالحة، إذ اكتفى الجمال بتأكيد ضرورة إعلان الإخوان نيتهم الصادقة، وعدم التورط في العنف، وإدانة الإرهاب، وإجراء مراجعات، والاعتراف بالأخطاء.
وأكد رئيس ائتلاف "دعم مصر" وهو صاحب الأغلبية النيابية في برلمان السيسي، في تصريحات نقلتها صحيفة "الشروق" الأحد، عدم ممانعة "دعم مصر" في المصالحة مع جماعة الإخوان وفق شروط محددة، أبرزها "عدم تلوث أيديهم بالدماء" و"إدانة العنف"، بحسب قوله.
وأشار إلى أن "هناك محاذير تقابل قانون العدالة الانتقالية بشأن المصالحة، وإمكان تنفيذها"، مشددا على أنه "لا يمانع في المصالحة مع أعضاء الإخوان، ممن لم تتلوث أياديهم بالدماء، وكانت لديهم نيات صادقة، وليس مناورة، وأن يعترفوا بأخطائهم، ويدينوا العمليات الإرهابية التي حدثت في الفترة الأخيرة"، بحسب قوله.
ودعا الجمال إلى قيام الإخوان بمراجعات فقهية وفكرية كما فعلت الجماعات الإسلامية في التسعينيات، عندما أقدمت على إجراء المراجعات، واعترفت بأنها ضلت الطريق، وفق تعبيره.
وتابع: "عندما نجد مراجعات من الجانب الآخر، ورغبة في الاعتراف بالخطأ، يكون لنا حديث عن المصالحة، لكن حتى الآن لا نرى مثل هذا الأمر، وبالتالي لا يمكن الحديث عنها".
وأضاف: "إننا لا نشاهد سوى حوادث إرهابية غاشمة ضد أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة والأبرياء من المواطنين، ولا تجد إدانات من أعضاء الإخوان، بل نرى شماتة من جانبهم في الموت، وهذا أمر يثير حفيظة المصريين"، على حد زعمه.
وتأتي تلك التصريحات، بعد أيام قليلة من تصريحات لوزير الشؤون القانونية ومجلس النواب مجدي العجاتي، حول قانون العدالة الانتقالية الذي سترسله الحكومة قريبا إلى مجلس النواب، قال فيها: "إن الدستور يريد إنهاء تلك المسألة الخلافية (التصالح مع الإخوان)، وأن نعود نسيجا واحدا، ليس هناك إخوان وغير إخوان، ومرسي وغير مرسي، وممكن نتصالح مع الإخواني إذا لم تُلوث يده بالدم، لأنه مواطن في النهاية"، وفق وصفه.
واعتبر ناشطون مصريون في مواقع التواصل، تصريحات العجاتي هذه أنها "إشارة إلى حصوله على ضوء أخضر من جانب السلطة، كي يقول هذا الكلام، وفق القيادي بحزب الكرامة أمين إسكندر، في وقت هاجم فيه إعلاميون موالون للسيسي هذا الطرح للصلح، ووصفه رئيس تحرير صحيفة الوطن محمود الكردوسي، بأنه شرك بالله".
وجاءت تصريحات الوزير، على خلفية حديثه عن قانون "العدالة الانتقالية"، الذي تنوي الحكومة إرساله إلى مجلس النواب، في حوار مع صحيفة "اليوم السابع"، السبت، ما اعتبره مراقبون أول دعوة رسمية من الحكومة للتصالح مع الإخوان، ويعكس تغييرا في توجهات الحكومة، ورغبة في المصالحة مع الإخوان، مرجعين ذلك إلى حاجتها إلى تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.