أجمع خبراء أمنيون
إسرائيليون على أن بيان
حزب الله حول مقتل
مصطفى بدر الدين والحديث المتداول سابقا عن خلافات داخل الحزب بين بدر الدين من جهة وقيادات أخرى في حزب الله والطرف الإيراني من جهة تعزز الشكوك بوقوف محافل داخل الحزب وراء مقتله في
سوريا قبل أيام.
قال الخبير الأمني الإسرائيلي أليكس فيشمان إن أحد الاحتمالات في قضية مقتل القيادي بحزب الله اللبناني مصطفى بدر الدين تشير إلى وجود تصفية داخلية.
وأوضح فيشمان بمقاله في صحيفة "يديعوت احرونوت" أن التوقعات بوجود تصفية داخل حزب الله واردة خاصة أن حديثا يتردد منذ زمن بوجود خلافات شخصية حادة بين بدر الدين وقيادات بالحزب وهذه الخلافات خلقت توترا مع الإيرانيين.
ولفت إلى أن حزب الله كان لنجاح عمليات التصفية الداخلية كان يؤخر الإعلان لعدة أسابيع ثم يختار توقيتا مريحا وفي نهاية الامر يصدر بيانا عن "سقوط قائد في ميدان المعركة".
وأضاف: "أما هذه المرة فلم يكن بوسعه أن يخفي تصفية المسؤول، ولكنه اضطر لأن ينتظر ثلاثة أيام كي يبني حجة غبية".
وقال إن الحزب وبعد تردد لمدة 3 أيام قرر الأخذ بالخيار الأكثر راحة والاتجاه للكذب وبالتشاور مع الحرس الثوري تقرر إغلاق القضية وتصفية بدر الدين بصمت.
وعلى الصعيد الداخلي أشار إلى أن الصيغة الهزيلة لإنهاء بدر الدين تعطي جوابا معقولا لعناصر الحزب المقاتلين في الميدان لكنها في المقابل لا تلزم حزب الله بالرد وفتح جبهات جديدة تصرفها على جهدها الأساس في سوريا.
وشدد على أن حزب الله ليس له مصلحة الآن بخلق مواجهة على الحدود الشمالية مع إسرائيل وإلا كانوا ألقوا التهمة بظهر إسرائيل كما جرت العادة وهذا ما ظهر في بيانهم لنتائج التحقيق بمقتل بدر الدين.
ويشير فيشمان إلى أن بدر الدين الذي كان يشغل منصب القائد العسكري لحزب الله تمت تصفيته بطريقة مهنية وليست بطريق الصدفة بقذائف الثوار السوريين على خلاف ما أعلنه الحزب في بيانه.
ولفت إلى أن بدر الدين كان وحيدا في منشأة سرية لحزب الله قرب مطار دمشق وأن الانفجار الذي أودى بحياته وقع داخل غرفته حين كان وحده ولم يصب أحد غيره مشيرا إلى أن شخصا ما كان يلاحقه وعرف بالتحديد متى وصل المنشأة ومتى كان بالغرفة.
بدوره قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية تسفي برئيل إن نفي الولايات المتحدة وفصائل المعارضة السورية المقاتلة على حد سواء صلتهم بمقتل بدر الدين يجعل من رواية حزب الله حول مقتله بقذائف "الجماعات التكفيرية" كاذبة.
وأوضح برئيل بمقاله اليوم في صحية "هآرتس" أن الحديث يدور عن "خلاف داخل الحزب أحد أطرافه بدر الدين حول التكتيك الواجب اتخاذه بالحرب مع إسرائيل وطريقة تحريك القوات في سوريا مشيرا إلى تقرير لصحيفة السياسة الكويتية نشر قبل عامين تحدث عن خلافات حادة داخل الحزب وتوجيه لوم شديد لبدر الدين بسبب إهماله في إدارة الوحدات التنفيذية 910 برئاسة القيادي طلال حمية والوحدة 133 برئاسة محمد عطايا المسؤول عن العمليات في المناطق".
وأشارت الصحيفة إلى اتهام بدر الدين بالانشغال في العلاقات النسائية عن الاهتمام بموقعه ما تسبب بفشل عدد من عمليات الحزب إحداها في تايلاند عام 2014.
ولفت برئيل إلى أن الخلاف نشأ بين بدر الدين وعطايا بعد أن تجاوز الأخير بدر الدين وقدم تقاريره مباشرة للقيادة في بيروت مشيرا إلى أن التوقعات أن يخلف عطايا بدر الدين إلا إذا تبين أنه له دورا بقلته ويبدو أن الحزب يعرف المسؤول عن مقتله وهناك مخاوف لدى الحزب من حصول خرق أمني في صفوفه في ظل الحديث عن قائد يتمتع بسرية عالية ويغير مكانه دائما ولا يستخدم الهاتف أكثر من يومين متتاليين.
ويتفق الخبير الأمني الإسرائيلي عاموس هرئيل مع الخبيرين السابقين في وجود شكوك أن صراعات داخلية في حزب الله تقف وراء مقتل بدر الدين.
وتساءل هرئيل بمقاله في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بالقول: "عن أي تنظيم يمكن الحديث أنه يمتلك قدرة على القصف المدفعي بهذه الدقة لإصابة بدر الدين وقتله؟".
وأضاف هرئيل: "بدر الدين قتل وحده دون غيره من المرافقين.. فكيف لتنظيم أن ينفذ عملية كهذه ولا يتفاخر بها؟".
وأوضح أن مقتل بدر الدين جزء من تصفية حساب داخل حزب الله أو داخل المعسكر الشيعي مرجحا أن التقديرات تعتمد على الاصابة "النظيفة" لقائد حزب الله دون مصابين آخرين وعلى المعلومات الداخلية التي ساعدت في التنفيذ السهل للقتل.
وقال إن المحصلة في النهاية عقب اغتيال بدر الدين هي استمرار حزب الله في دعم الأسد وبالنسبة لإسرائيل مزيد من هدوء اللهيب على الجبهة الشمالية.
وشدد هرئيل على أن مقتل بدر الدين هو صهر عماد مغنية والذي أخذ بعض صلاحياته بعد تصفيته في دمشق 2008 يعتبر الخسارة الاصعب بالنسبة لحزب الله منذ تدخله في سوريا.
وأشار إلى أن العديد من القادة الميدانيين الكبار لحزب الله وحتى الحرس الثوري قتلوا في سوريا منذ تدخلهم رسميا هناك عام 2012 إلا أنهم لم يكونوا بمستوى الخسارة التي مني بها حزب الله بمقتل بدر الدين.