يستمر النظام السوري في فرض
الحصار المطبق على مدنية
المعضمية التي تمكن من فصلها عن مدينة داريا المجاورة، في محاولة منه للضغط على الثوار لتسليم أسلحتهم ومغادرة المدينة نحو الشمال.
وكان سكان في المدينة قد نفذوا، الأربعاء، اعتصاما أمام المعبر الوحيد للمدينة الواقعة في ريف دمشق الغربي. ويخضع المعبر لسيطرة قوات بشار الأسد، فيما تجاوزت فترة الحصار الكامل على المدينة الأربعة أشهر، مع رفض قوات النظام السماح بدخول أي من المواد الغذائية إلى المحاصرين، أو السماح بعودتهم للمدينة في حال خرجوا منها.
ويقول ناشطون إن الفرقة الرابعة التي تتولى الحملة على المدينة، تتبع شن ما يمكن تسميته بحرب "البطون الخاوية"، ليواجه ما يزيد عن أربعين ألف مدني
الجوع.
وقال مصدر عسكري من فصائل الثوار داخل مدينة معضمية الشام، إن النظام يستخدم عشرات آلاف المدنيين المحاصرين وحالة الجوع والحاجة التي تعصف بهم، كورقة ضغط ضد تشكيلات المعارضة في المدينة؛ للحصول على تنازلات عسكرية من تسليم للسلاح أو إخراج المقاتلين منها إلى مدينة إدلب.
وقال المصدر الذي فضل حجب اسمه، لـ"عربي21": "يتعمد نظام الأسد إغلاق المعبر الوحيد للمدينة لفترات طويلة بوجه ما يزيد عن أربعين ألف مدني يحاصرهم فيها، ليظهر للمدنيين حالة من العجز لدى ثوارها في تأمين متطلباتهم وحاجياتهم، وبالتالي إيجاد حالة من الفتنة الداخلية في المدينة بين الفصائل المقاتلة والمدنيين".
واستطرد القيادي في المعارضة بالقول: "مع كل حالة سياسية دولية ضاغطة على الأسد ونظامه لفتح المناطق المحاصرة، يسبقها تشديد مضاعف لإغلاق المعبر الوحيد للمدينة، ومن ثم تفاهم مع وفد المفاوضات التابع للمدينة وفتح المعبر أمام الحركة الطلابية فقط، حتى لا يُظهر النظام بأن فتح الطريق ناتج عن ضغوط دولية، وإنما هي مبادرة منه فحسب".
بدروه، أفاد المتحدث باسم تنسيقية المدينة، أحمد المعضماني، بأن الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام على المدينة دخل يومه الثاني والثلاثين بعد المئة، حيث تفتقد المدينة لأبسط مقومات الحياة، بسبب منع حواجز النظام المتمركزة على مدخل المدينة دخول أي من المواد الإغاثية أو الإنسانية، وصولا لمنع أي مدني، بما فيهم الموظفون العاملون في دوائر الحكومة السورية، من العودة إلى المدينة حال خروجهم منها، لتقتصر حركة الدخول والخروج على الطلاب فقط دون السماح لهم بإدخال أي نوع من أنواع المواد الغذائية أو السلع.
ونوه المتحدث الإعلامي، في حديث لـ"عربي21"، إلى تعمد الفرقة الرابعة وبقية القوى العسكرية التابعة للنظام السوري إحكام إغلاق المعبر الوحيد للمدينة منذ أشهر والضغط على المدنيين الذين يحاصرهم بداخلها، بغية إخضاع القوى العسكرية للمعارضة في المدينة لمطالب الأسد وشركائه الإيرانيين بتسليم السلاح، أو مغادرة المدينة وتسليمها لقوات النظام.
وقال المعضماني: "النظام السوري وحلفاؤه لم يلتزموا بالاتفاق المبرم مع وفد التفاوض، المنبثق أواخر عام 2013، والقاضي بفتح المعبر والسماح بدخول وخروج المدنيين، وكذلك السماح بدخول المواد الغذائية إلى المدينة مقابل إيقاف المعارك".
وأوضح أن النظام لم يعد يعط اتفاق التهدئة أي قيمة، عقب نجاحه بالفصل بين مدينتي داريا والمعضمية، حيث بات يحاصر المدينتين كلا منهما على حدة.
وكانت مدينة المعضمية، التي تعدّ بوابة دمشق من الجهة الغربية، قد تعرضت للقصف بالأسلحة الكيماوية على يد النظام السوري في عام 2013، ما أدى إلى مقتل العشرات من أبناء المدينة، لتشهد المدينة اتفاق هدنة مع النظام السوري في أواخر العام ذاته. لكن رغم ذلك لم يرفع الحصار عن المدينة، كما لم يتوقف القصف أيضا، عدا فترات محدودة.