نظمت نساء مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية، الأحد، وقفة هي الثالثة من نوعها منذ إبرام اتفاق وقف "الأعمال العدائية" في
سوريا، في شباط/ فبراير الماضي، للتعبير عن الاحتجاج على تأخر دخول
المساعدات الإنسانية الأممية إلى المدينة المحاصرة.
وأكد مدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لداريا، كرم الشامي، أنه بعد مضي أكثر من 44 يوما على قرار وقف الأعمال العدائية وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة؛ لم تدخل إلى مدينة داريا حتى اليوم أي شحنة مساعدات.
وقال الشامي لـ"
عربي21": "الوضع المعيشي في المدينة يزداد سوءا يوما بعد يوم، ما يوحي بوقوع كارثة إنسانية في مدينة داريا"، مضيفا: "بعد
حصار مستمر منذ أربعة أعوام، لم يعد المدنيون قادرين أكثر على الاستمرار بالحياة دون مساعدات سريعة تنقذ حياتهم، فالمدينة اليوم بلا طعام ولا دواء ولا ماء صالح للشرب، مع انقطاع كامل في الخدمات من كهرباء واتصالات منذ أربعة أعوام".
ولفت الشامي إلى أن المجلس المحلي لمدينة داريا على تواصل دائم مع مكتب الأمم المتحدة في دمشق ومع مكتب المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا، ومع الهيئة العليا للتفاوض، وجهات عديدة أخرى، حيث قدّم المجلس البيانات والمعلومات والملفات والتعهدات المطلوبة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، لكن ما يصل المجلس هو مجرد وعود، معتبرا أن "الملف الإنساني هو ملف مسيس بالكامل ولا يخضع للقواعد الإنسانية"، على حد وصفه.
وذكر الشامي بأن داريا سبق أن تعرضت للقصف بالبراميل المتفجرة بأكثر من 70 برميلا يوميا لمدة متواصلة تزيد عن الثلاثة أشهر، ما أدى لمقتل أكثر من 2400 شخص من المدينة، معتبرا أن هذا القتل لم يتوقف إلا بقرار روسي أمريكي.
وأشار إلى الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها المدينة، لا سيما لقربها من دمشق ومجاورتها المقرات الأمنية المعروفة، كالمخابرات الجوية والفرقة الرابعة والأمن العسكري.
بدوره، تحدث زياد أبو أسامة، أحد العاملين في المشفى الميداني الوحيد في المدينة، عن استقبال المشفى يوميا عددا من الحالات المرضية الناتجة عن سوء التغذية وشرب المياه غير الصالحة للشرب.
وقال أبو أسامة لـ"
عربي21": "أصبح من الملاحظ على عدد من الحالات جحوظ العينين، وشحوب اللون، ووهن عام في الجسم، خاصة مع وجود نقص كبير بالأدوية الأزمة"، موضحا أنه "غالبا ما نستخدم أدوية منتهية الصلاحية".
يذكر أن النظام السوري، أعلن مع انطلاق المفاوضات في جنيف، أنه لن يسمح بدخول المساعدات إلى مدينة داريا بسبب ما ادعاه وجودا لجبهة النصرة فيها، إلا أن نشطاء المدينة أكدوا مرارا أنه لا وجود للجبهة في المدينة.