كتاب عربي 21

شرارة استعادة ثورة يناير

سيف الدين عبد الفتاح
1300x600
1300x600
هكذا تُحيى الثورة وتُستعاد ثورة يناير من جديد في اصطفاف شعبي طال انتظاره ، اصطفاف يسبق الجميع. يجمع بين خطاب الأرض ويؤكد مصر ليست للبيع، وخطاب الكرامة والعيش الكريم ، وخطاب المظلوميات والمطالبة بالقصاص والحرية للمعتقلين في الخامس عشر من إبريل موصولا بالخامس والعشرين من إبريل في ذكرى تحرير سيناء موصولة بثورة الخامس والعشرين من يناير رغم الحصار والتطويق وقطع الطرق وسد المنافذ، إنها ثورة تستشرف صياغة رصينة لمستقبل وطن، وطن يليق بنا ونليق به يحقق أهداف التأسيس الكامنة في شعار ثورة بناء "عيش كريم ،كرامة إنسانية ،حرية أساسية ،عدالة تأسيسية واجتماعية".

إمكانات استعادة ثورة يناير باعتباره هدفاً ثورياً واستراتيجياً. الاصطفاف قيمة وحركة وعملية وهو قاعدة لتمكين الثورة، كسر الانقلاب أحد أهم الأهداف الاستراتيجية في إطار حزمة متكاملة من العمل المتواصل والممتد، إدارة المرحلة الانتقالية ضمن سياقات تعي ضرورة (المصالحة المجتمعية)، مواجهة حالة الفوضى المصطنعة "فوضى أجهزة الدولة العميقة"، عمليات البناء والتطهير الحال لمؤسسات لا يمكن استمرارها بذات طريقتها (الأمن- القضاء- الإعلام)، إعادة بناء الثقة والحالة الثورية المستجدة والمستأنفة، تصورات حول استراتيجية مستقبل وطن: نحو مرحلة انتقالية سوية تقوم على قواعد وأسس جديدة (خطوات التهيئة والاستعداد، خطوات الحركة والاستمداد، خطوات التوافق وصناعته، أسس مرحلة انتقالية تتداخل فيها مهام الهدم والبناء ضمن سياقات ثورية، عمليات الانتقال من الثورة للدولة.

إن هذا العمل والخروج مما يمكن تسميته "الرومانسيات" التي ارتبطت بالتعامل مع ثورة يناير يعد من الأولوية المهمة والأكيدة للتعامل مع الحالة الثورية بما تستأهله من استراتيجيات وسياسيات وقدرات بما يمكن لهذه الثورة سواء بما يتعلق بضرورة مواجهة الثورة المضادة بكل أشكال وجودها فضلا عن التعامل مع كل أدواتها ضمن خطه استراتيجية متكاملة، الشعوب تعبر عن وجودها وتأثيرها وصارت رقما لا يستهان به في معادلة التغيير يجب أن تفرض قوي التغيير وتستثمر بما يحقق أهداف الثورة: حماية ومكتسبات وأهداف.

الثورة ليست مجرد "جولة" كما أنها ليست "فورة" كما حاول هؤلاء في الثورة المضادة من خلال اذرعها المختلفة في تشويه ثورة يناير وقامت بعمليات إعلامية وفضائية ممنهجة للإجهاز علي هذه الثورة ورموزها ضمن عملية فك ارتباط كبري بين الشعب وثورته ، و ضمن حاله تحريض كبري علي ثورة يناير لوصفها بكل الأوصاف السلبية و محاولة تجريم رموزها ,حتى وصفها من وصفها بكل نقيصة فهي "ثورة خساير" وهي مؤامرة اصطنعت حالة فوضى وأنها تسببت في تفكيك الدولة وخراب الوطن  في محاولة لإعفاء الثورة المضادة من أي مسئولية ، ومن المؤسف ان ينطلي ذلك علي البعض وهو امر يحتاج منا كشف النقاب عن هذه الخطة الانقلابية الممنهجة التي تحاول من جعل الجولة التي انتصرت فيها قوي الانقلاب نهاية للتاريخ و ان ثورة يناير قد انتهت ووصمتها بكونها (عورة ) من الواجب التبرؤ منها أو إعلان من أهلها أنها فشلت وانهزمت.

يتكامل مع ذلك طاقة لابد ان تمارس بكل ما أوتينا من قوة ضمن عملية مواجهة ذاتية تمارس بالقدر المطلوب والواجب، وتحرك كل مداخل ومسالك النقد الذاتي، للاعتبار الواجب لكل ما مر بنا من أحداث والوقوف عند الأيام الملتبسة لفك اختلاطها والتدليس بها لصناعة الفرقة بين رفقاء القوي الثورية، إن هذه الحالة الجمعية الواعية بضرورات النقد الذاتي هي القادرة مع حسن النوايا وإخلاص الأفعال لمصلحة الثورة أن تتجاوز كل هذه الأمراض النفسية الجماعية التي أصابت هذه القوي والخروج من أثارها السلبية الأكيدة في صناعة الاستقطاب والفرقة والانقسام التي كانت البيئة الحقيقة التي تحركت فيها قوي الثورة المضادة واستغلها في ضرب هذه الثورة المباركة ومحاصرتها.

يفرض هذا علي قوي الثورة ضرورة البحث عن نقطة انطلاق حقيقية لإعادة الثقة وبنائها من جديد للانطلاق إلى حالة ثورية جديدة ومستجدة، مستأنفه ومستمرة، تشكل هذه الثقة الرصيد الأساسي الذي تستند إليه هذه القوي في فعلها الثوري الرصين مستقبلا، أكدت مظاهرات الخامس والعشرين من إبريل ذلك.

غاية الأمر في هذا المقام وفي ضوء هذه المقدمات المهمة هو الإعداد "لمعركة النفس الطويل" والنصر الأكيد"، قوى الثورة المضادة تود ان تميل قوى الثورة عن قدراتها وأسلحتها الحقيقية التي تتسلح بها في معركة النفس الطويل في إحياء ثوري حقيقي يقع في تدشين مشروع ثوري بديل لحالة انقلابية قطعت الطريق بخارطتها على مسار ديموقراطي انه المسار الثوري بكل ما يتطلبه هذا المقام.

إن التحسب للثورة المضادة والقيام بالاصطفاف الواجب لا يصلح وحده ليكون أساسا وتأسيسا لانطلاقة ثورية جديدة، بل ان صناعة وتصنيع حاضنة شعبية حقيقية وظهير شعب يشكل شلالا شعبيا لدعم الثورة وأهلها وقواها عملا مكملا لا يجوز بحال التغافل عنه ذلك ان القوة وامتلاك مصادرها التي تتباهى بها أجهزة أمنية وجنرالات المؤسسة العسكرية الذين قادوا انقلابا فاجرا واضحا لا يمكن موازنة هذه القوة إلا بشعب  حاضن لهذه الثورة ينتفض معها ويدعمها ونظن أن الفرصة مواتية في اطار تشكل منظومة الثورة المضادة انشغالا بمصالحها وتوزيع المغانم المادية والسياسية صارت تمارس سياسات محورية ليست في مصلحة معاش الناس وسياسة تسد كل أبواب الأمل لعموم الناس في اطار "ما فيش معنديش مش قادر أديك" .

وكذلك سياسات تمييزية في الإفراط في العطاء لمربع الثورة المضادة الجهنمي المتمثل في قوى جنرالات العسكر، والأجهزة الأمنية والمؤسسة القضائية وكذا مؤسسات الإفك الإعلامي الرسمية وغير الرسمية وهو أمر يجعل هذه السياسات التمييزية وعمليات الفشل للمنظومة الانقلابية في إدارة البلاد وتدبير معاش العباد أهم مصانع ومعامل الغضب بما يمكن من ضرورة استثمار الأرضية الشعبية والنوعية في الإعداد والتهيئة لموجه ثورية في خطاب المعاش يحمل جملة من الشعارات تشكل ركنا في مسار العدالة الاجتماعية والعيش الكريم.

"سفينة الثورة" تتطلب منا ان نتعرف على أصول ان تكون جزءا من سفينة الوطن والحفاظ عليه وجماعة الوطنية تماسكا وقدرة، أمنا وأمانا وتأمينا، حديث السفينة يشكل تلك الطاقات المجتمعية القادرة على الثورة والإصلاح في مواجهة كل من يحاول خرق هذه السفينة ومحاولات النيل منها.

لا شك ان الحالة الانقلابية تشكل أكبر عملية لخرق سفينة الوطن، وخروقات الانقلاب كثيرة ومن هنا فإن التأكيد على هذه الخروقات التي ترتكبها المنظومة الانقلابية لها جديرة ليست فقط بإحداث حالة من الوعي بها، ولكن من الضروري توجيه هذا الوعي الجماعي والجمعي الى ضرورة محاسبة كل من أسهم في هذه الخروقات من دون أدني شعور بالمسؤولية المجتمعية ومصالح الوطن، وهو ما يعني الكشف عن هؤلاء الذين زوروا كل ما يتعلق بتحكمهم في سفينة الوطن تحت دعوى حمايتها وهم يمارسون؛ الاستبداد بها والفساد فيها والإضرار بأمنها القومي والمجتمعي والإنساني.

سفينة الثورة تحرك كل الأصول بتصور “سفينة الوطن" وبناء مصر المستقبل والاهتمام ببناء دولة يناير والإشارة الى مواصفاتها، إنما يحرك مثلث الأهداف المهم في هذا المقام ، استعادة ثورة يناير وحمايتها وتحقيق أهدافها الحفاظ على مكتسباتها، استعادة المسار الديموقراطي بشرطه الأساسي الذي يتمثل في ضرورة عودة العسكر الى ثكناتهم وعودة الجيش الى وظائفه الأساسية، بناء دولة يناير بكل مواصفاتها وقدراتها ضمن تصور لعملية البناء وتكاملها والقدرة على القيام بالإصلاح الجذري الواجب الذي يؤصل معاني التمكين للثورة وأهدافها وانتقالها وترجمتها الى دولة، إنه مشهد مختلف يمثل الشرارة لاستعادة ثورة يناير.
التعليقات (1)
واحد من الناس ..الشرارة ....قرار جمهوري رقم 1 لسنة 2016 من رئيس الجمهورية الشرعي د:محمد مرسي:
الخميس، 28-04-2016 01:57 م
...............قررنا نحن الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية ما يلي: 1-الغاء التجنيد الاجباري من تاريخه ..... و على كافة المجندين ترك الخدمة العسكرية و العودة لديارهم..... 2- تأميم كافة مؤسسات الجيش و الشرطة الاقتصادية و الخدمية و اعلانها شركة مساهمة مصرية لكل مصري حق في سهم فيها..... 3-اقالة كافة الضباط المتقاعدين من مناصبهم المدنية على ان يحل محلهم المدنيين بحسب الأقدمية.... 4- الاستعداد لانتخابات المحليات بمجرد ان ينكسر الانقلاب على الا يرشح لهذه الانتخابات الا الشباب فقط لاعداد كوادر من الشباب تستطيع حكم البلاد في المستقبل ... ينشر هذا القرار في الجريدة الرسمية على ان يتم العمل به من تاريخه و الله الموفق