عسكري مصري لا يستبعد لقاء نتنياهو حكومته بسيناء (فيديو)
القاهرة- عربي21- حسن شراقي24-Apr-1601:30 PM
0
شارك
العلاقات بين مصر وإسرائيل تطورت منذ الانقلاب العسكري- أرشيفية
قال الخبير العسكري المصري، الموالي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، اللواء طلعت مسلم، إنه لا يستبعد اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأعضاء حكومته في سيناء، على غرار ما فعله في الجولان، في حال سحبت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها من القوة متعددة الجنسيات الموجودة حاليا في هناك، ما سيؤدي إلى تقويض معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وفق قوله.
جاء ذلك في حوار لمسلم مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، في برنامج "حوار القاهرة"، عبر فضائية "سكاي نيوز عربية"، مساء السبت، تعليقا على قرار واشنطن بنقل 700 جندي من قواتها ضمن "حفظ السلام"، من شمال سيناء، إلى منطقة الجنوب.
وفي البداية، وصف مسلم هذا القرار بأنه سليم؛ حفاظا على أرواح جنودهم من "الإرهابيين"، مشيرا إلى أن منطقة الدوريات وكاميرات المراقبة ستظل موجودة في منطقة شمال سيناء كما هي.
وقال إن مصر ستحترم معاهدة السلام على وضعها الحالي، لأنها ليست محدودة بزمن.
لكنه انتقد ما اعتبره "خلطا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بين السياسة ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل".
وقال: "أعتقد أن الحديث عن قدرة الدولتين (مصر وإسرائيل) على إدارة علاقتهما فيه مبالغة، لذا يجب البعد عنه تماما".
وأردف: "لا أستطيع أن أستبعد، وإن كان هذا احتمالا ضعيفا، لكنه يبقى موجودا.. أن نجد في وقت من الأوقات مجلس الوزراء الإسرائيلي، وهو يجتمع في منطقة "الشيخ زويد"، أو في العريش (بسيناء) مثلما حدث في الجولان منذ أيام قليلة".
وأضاف أن ذلك "ممكن أن يحصل في سيناء طالما أنه ليس هناك التزام بالقوة متعددة الجنسيات، وبالتالي ممكن يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي على أرض مصرية ثم نبحث حينئذ عن كيفية حل المشكلة؛ لذلك يجب أن تستمر القوة متعددة الجنسيات والولايات المتحدة في أداء دورها المكلفة به في معاهدة السلام"، حسبما قال.
وتابع بأنه في حال سحبت الولايات المتحدة قواتها من القوة متعددة الجنسيات، فهذا يقوض معاهدة السلام، ولكن إذا كان هناك تخفيض في القوة أو تغيير في مكانها أو استخدام لوسائل مختلفة في عملها، فكل هذا مقبول، لكن الانسحاب من أداء المهمة مرفوض، وحتى في المنطقة الخطرة التي تحدثنا عنها في الحدود مع غزة، وفق قوله.
وقال الخبير العسكري إن معاهدة السلام والقوة متعددة الجنسيات أمر يتعلق بحوادث ومناطق محددة، وأنه يجب الالتزام بها، محذرا من أن عدم الالتزام بها يمكن أن يؤدي إلى اشتعال صراع مسلح لا يرغبه أي من الأطراف، بحسب تعبيره.
وردا على مقولة إن "العلاقات جيدة بين الجانبين المصري والإسرائيلي، وبالتالي ليس هناك حاجة لطرف ثالث"، قال: "مصر تستنكر ما فعلته إسرائيل في الجولان، وتستنكر أعمالها ضد الشعب الفلسطيني، وبالتالي ليست كل العلاقات على مستوى واحد، وبالتالي يجب أن تحتفظ الولايات المتحدة بقواتها ضمن القوة متعددة الجنسية".
من هو طلعت مسلم؟
واللواء أركان حرب "طلعت مسلم"، هو قائد اللواء 18 مشاة ميكانيكي، خلال حرب أكتوبر عام 1973. وله تصريحات مثيرة للجدل في مهاجمة الرئيس محمد مرسي، ودعم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ومنها قوله إن الجيش سينحاز للشعب في 30 يونيو، وزعمه أن عزل مرسي عطل المصالح الإسرائيلية، وإن ترشح السيسي للرئاسة احتمال وارد، وإنه سيفوز باكتساح، وإن السيسي كسر الحصار العسكري الأمريكي على مصر.
أبعاد الأزمة
وتنشر الولايات المتحدة قرابة 700 عنصر في إطار هذه القوة الدولية "MFO"، التي يبلغ عددها 1700 عسكري.
وبدأت أمريكا ودول غربية في طرح مسألة إعادة النظر في إلغاء وجود قوة السلام الدولية العاملة في سيناء منذ التوقيع على اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979، بعد مخاوف من تعرضها لهجمات من تنظيم داعش (ولاية سيناء) في ظل ضعف تسليحها.
وطالبت صحف أمريكية أبرزها "نيويورك تايمز"، بسحب هذه القوات، وهو ما اعترضت عليه إسرائيل والقاهرة، وأجريت محادثات مع أمريكا بشأن حماية وتطوير هذه القوة، وزيادة الأمن الذي توفره مصر لهذه القوة.
وارجعت الصحيفة الأمريكية السبب حينئذ لأن "مهمة قوات حفظ السلام عفا عليها الزمن، والعلاقات المصرية الاسرائيلية وصلت حاليا إلى درجة من العمق والحميمية لم تعد تحتاج معها إلى الوسيط الأمريكي"، وكذا "الخوف على عناصرها من الحالة الأمنية في شمال سيناء وهجمات داعش".
قصة القوة متعددة الجنسية
وكان الجيش الأمريكي قال إنه أبلغ مصر وإسرائيل رسميا بأنه "يراجع عمليات حفظ السلام في شبه جزيرة سيناء، بما في ذلك سبل استخدام التكنولوجيا لتنفيذ مهام نحو 700 جندي أمريكي هناك".
وتعلق الطلب الأمريكي الأخير بما يمكن أن يطلق عليه "إعادة نشر قوات حفظ السلام"، ونقلها إلى مناطق أقرب إلى الجنوب قرب الحدود السعودية (أقرب إلى تيران وصنافير)، إذ إن قاعدة القوات متعددة الجنسيات العسكرية، تبعد نحو 10 أميال إلى الغرب من الحدود المصرية الشرقية مع إسرائيل، وهذه المنطقة تعرضت لهجمات عدة بقنابل بدائية الصنع، استهدفت القوات المصرية مؤخرا.
ورجح مراقبون أن تكون "هناك صفقة مريبة يتم طبخها منذ شهور لا نعرف تفاصيلها بعد، ولكنها تدور حول دور أكبر للأمريكيين في سيناء وأكنافها"، بحسب تعبير المحلل السياسي "محمد سيف الدولة".
وزعم موقع "ديبكا" الإسرائيلي بأن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بعث برسالة عاجلة لنظيره الأمريكي باراك أوباما بطلب لإرسال قوات خاصة أمريكية إلى سيناء، للمساعدة في قتال تنظيم "ولاية سيناء"، التابع لتنظيم الدولة.
وقال الموقع الاستخباري إن الرسالة السرية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، اقترح فيها السيسي أن "يفتح الجيش الأمريكي جنبا إلى جنب مع الجيش المصري جبهة مشتركة ضد تنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء"، بحسب "مصادر عسكرية وخاصة في مكافحة الإرهاب حصرية لديبكا".
يذكر أنه في أعقاب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية "كامب ديفيد"، اتفق الطرفان على إنشاء قوات متعددة الجنسية تكون مهامها حفظ ومراقبة السلام في سيناء، لكن اختلاف أعضاء مجلس الأمن الدولي على ضرورة إرسال هذه القوات، الذي نتج عنه قرار بعدم إرسال قوات إلى سيناء، جعلت أمريكا تتبنى إرسال قوات حفظ سلام هناك، وأنشأت قوة متعددة الجنسيات خاصة لهذا الغرض.
وقد تم توقيع بروتوكول بشأنها بين مصر واسرائيل والولايات المتحدة في 3 آب/ أغسطس 1981، وتتشكل من 11 دولة، وتضطلع الولايات المتحدة بمسؤولية القيادة المدنية الدائمة للقوات، ولها النصيب الأكبر الذي يبلغ 40 في المئة من جملتها.
وتقوم القوة بمراقبة مصر، أما إسرائيل فتتم مراقبتها بعناصر مدنية فقط، لرفضها وجود قوات أجنبية على ما تدعيه "أراضيها"، ومن هنا جاء اسمها (القوات متعددة الجنسية والمراقبون MFO).