يرى الباحث في قضايا الشرق الأوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نيكولاس ماكغيهن أن الرئيس الأمريكي باراك
أوباما تخلى عن قضايا الخليج، خصوصا قضيتا
اليمن والمعارضين بدول الخليج.
ورجح الباحث، في مقال نشره موقع هيون "رايتس ووتش"، أن يستقبل أوباما بفتور خلال توجهه إلى الرياض غدا الخميس لحضور اجتماع قمة مجلس التعاون الخليجي، بسبب تشبيهه "بعض
دول الخليج" بـ"المسافرين الذين لم يدفعوا ثمن تذاكرهم".
وتابع ماكغيهن أن انتقاد أوباما لحكام الخليج ليس جديدا قبل لقائه بهم، إذ سبق أن دعاهم، قبل قمة أيار/مايو 2015، إلى أن يكونوا "أكثر استجابة لشعوبهم" وأن يميزوا بين "الأعمال التي تهدد الأمن القومي وبين التعبير عن عدم الرضا".
وأشار إلى أن أوباما عبر عن التزامهم بأمن دول الخليج القومي، "لكنه أضاف تحذيرا بالغ الأهمية" تمحور حول "إمكانية التعاون في مكافحة الإرهاب... دون إضفاء الشرعية أو القبول بالتكتيكات القمعية المستخدمة.... إنه موضوع شائك، لكن علينا التحدث عنه".
ويرى الباحث أن دول الخليج "فرضت خطوطا حمراء قاسية ضد المعارضين (ببلدانهم)، وقوانين صارمة سجنت المغردين بتهم الإرهاب".
وأضاف: "استمر القمع بلا هوادة في معظم دول الخليج رغم الانتقادات التي وجهها أوباما قبل عام"، مشيرا إلى "حبس الناشط السياسي البحريني إبراهيم شريف في حزيران/يونيو 2015 لانتقاده الحكومة، بعد أسابيع فقط من رفع الولايات المتحدة قيودا على الأسلحة منذ 2011 على خلفية تعامل الحكومة بعنف مع الاحتجاجات السلمية".
كما أشار إلى "اعتقال الباحث الإماراتي ناصر بن غيث بمعزل عن العالم الخارجي بعد انتقاده لمصر على وسائل التواصل الاجتماعي"، و"تنفيذ
السعودية لحكم الإعدام ضد رجل الدين الشيعي نمر النمر بسبب انتقاد الحكومة في كانون الثاني/يناير 2016".
وأوضح الباحث في "هيومن رايتس ووتش" أن أوباما التزم منذ قمة الخليج في 2015، بقوله "سنكون مع أصدقائنا (الخليجيين)". متابعا أنه "وافق على مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات وسهل الضربات الجوية السعودية والإماراتية على اليمن عبر تزويد الطائرات بالوقود جوا وتقديم "مساعدات استهداف" غير محددة".
وقال إن "هيومن رايتس ووتش" وثقت 36 غارة جوية "غير قانونية" هناك، قد ترقى إلى جرائم حرب، "أسفرت عن مقتل 550 مدنيا على الأقل، فضلا عن 15 هجوما بذخائر عنقودية محظورة دوليا".
وأوضح ماكغيهن أن الاتفاق النووي الإيراني تسبب في قلق دول الخليج من تغيير إدارة أوباما تركيزها – وشركائها – في المنطقة، ما أدى إلى بروز تهم مثل "تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها التقليديين".
وختم مقاله قائلا: "إذا كان الرئيس أوباما قد تخلى عن أي شخص، فقد تخلى عن هؤلاء (المعارضين بدول الخليج والشعب اليمني)".