ركزت الصحافة
الإسرائيلية في عددها الثلاثاء، على حادثة
تفجير الباص في القدس المحتلة، التي أصيب على إثرها 21 إسرائيليا، ما أثار الرعب لدى المستوطنين اليهود الذين باتوا يتخوفون من الصعود لوسائط النقل العام.
وأظهرت مقالات الكتاب الإسرائيليين بحسب ما تابعته "
عربي21" صدمتهم من العملية، ما دفع بعضهم إلى التساؤل: "هل توجد لحماس القدرة على العودة إلى نموذج الانتفاضة الثانية التي شملت منفذي العمليات في الحافلات وفي المقاهي والمجمعات التجارية والفنادق، والعمليات في تجمعات المستوطنين وفي محطات السفر، إضافة إلى عمليات إطلاق النار والطعن والدهس والرشق بالحجارة؟".
وعبّر المستشرق اليهودي والخبير الأمني الإسرائيلي، رؤوبين باركو، في صحيفة "إسرائيل اليوم"، عن تفاجئه بالعملية: وقال: "نظرا لأن العملية في الباص تحتاج إلى بنية هندسية ومجندين ومتعاونين. فكيف نجحوا في التنفيذ دون الانكشاف من قبل الشباك أو الأمن الوقائي الفلسطيني؟".
ورأى أن ذلك كله يأتي في إطار جهود "حماس" في الحرب النفسية، لإنشاء الانطباع بأنها قادرة على المبادرة بالعمليات في التوقيت الذي تريده، وبالتالي معاقبة إسرائيل.
وشبه الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، العملية بأحداث الانتفاضة الثانية. وقال في صحيفة "هآرتس" إنه "رغم الأحداث الدراماتيكية، سواء الكشف عن النفق أم انفجار الباص، إلا أن التقديرات تقول إنه ليس هناك تغيير كبير في الاتجاه بخصوص الصراع مع الفلسطينيين".
وأضاف أن الاعتقالات المنهجية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية في أوساط الخلايا العسكرية لحركة حماس تحول دون التصعيد أكثر، مشيدا بدور السلطة إلى جانب نشاط الجيش الإسرائيلي و"الشاباك"، "ما يصعب في الوقت الحالي اعتبار عملية تفجير الباص إشارة إلى تغيير جوهري"، وفق قوله.
في المقابل، قال إن الحادثة "ستعيق تقدم المبادرة التي تم نقاشها مؤخرا بين الطرفين لوقف نشاط الجيش الإسرائيلي في المناطق أ، في رام الله وأريحا، وإعادة المسؤولية الأمنية الكاملة عنها إلى السلطة".
وحاول هرئيل أن يقلل من أهمية العملية قائلا: "ما حدث لا يعكس بالضرورة تصعيدا ملحوظا أو تغييرا في اتجاه العمليات ضد إسرائيل"، مضيفا أنه "صحيح أن العمليات الفلسطينية التي تدخل بين الفينة والأخرى إلى داخل الخط الأخضر تراجعت في الأشهر الأخيرة، لكن لم يكن هناك أي مكان للافتراض أنه تم كبحها تماما"، وما يدل على ذلك العملية الأخيرة.
وهو ما وافقته فيه المحللة الإسرائيلية في "يديعوت"، سيما كدمون، التي قالت الثلاثاء: "كل هبوط في عدد العمليات هو صدفة على ما يبدو، مثلما أثبتت أمس عملية الباص في القدس".
وقال هرئيل إن هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها الفلسطينيون في تفجير عبوة داخل حافلة بعد أكثر من ستة أشهر من بدء الانتفاضة. وحتى الآن لم تلاحظ في الانتفاضة الحالية عبوات ذات نوعية أو وزن تشبه تلك التي قتل بسببها مئات الإسرائيليين في العقد الماضي.
من جهته، قال الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت، في مقال له في صحيفة "معاريف"، الثلاثاء، "نرجو أن يكون هذا حدثا وحيدا، ومبادرة محلية، أو خلية محدودة سرعان ما يلقى القبض عليها".
"حماس" وإسرائيل لا تريدان المواجهة
وروّج المحللون الإسرائيليون في مقالاتهم الثلاثاء، في الصحف العبرية، إلى أن "حماس" وإسرائيل لا تريدان المواجهة، إذ قال الخبير الأمني هرئيل إن التحليلات الإسرائيلية، ترى أن القيادة السياسية لحركة حماس، لا سيما خالد مشعل الموجود في قطر، لا تريد مواجهة جديدة مع إسرائيل.
وقال إن الخطر يكمن هنا في قادة الذراع العسكرية للحركة في القطاع وهم "يحيى صنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى" الذين قال عنهم إن لهم "علاقة متوترة مع القيادة السياسية لحماس وهم يرفضون سلطتها".
وعنون المحلل العسكري الإسرائيلي يوسي ملمان، مقاله في "معاريف" بعنوان "إسرائيل وحماس لا تريدان المواجهة"، وقال إنه "رغم كل الدراما، والتعتيم والسرية، فليس هناك ما يغير التقدير الشامل لدى الجيش الإسرائيلي بأن حماس في هذه المرحلة ليست معنية بجولة حرب جديدة، مثلما هي إسرائيل غير معنية بذلك".