كتب كل من مارتن شولوف وإيان بلاك عن الموجة الجديدة من اللاجئين، الذين فروا من مناطقهم في شمال
سوريا باتجاه الحدود التركية، وقالا في تقرير لهما في صحيفة "الغارديان" إن الموجة جاءت بسبب دخول مقاتلي
تنظيم الدولة وفتحهم النار على عدد من المخيمات التي يعيشون فيها، حيث قتلوا ثلاثة أشخاص على الأقل وشردوا الآلاف.
ويقول الصحافيان إن عمليات القتل جاءت بعد قيام المجموعة الإرهابية برد هجوم من المعارضة السورية، التي اندفعت قريبا من بلدة
دابق، التي يعتقد قادة التنظيم أنها ساحة المعركة الأخيرة بين الخير والشر قبل القيامة ونهاية الزمن.
وتعلق الصحيفة بأن تقدم تنظيم الدولة فاجأ المعارضة السورية، بعد 12 يوما من المكاسب التي حققتها، وكانت تقترب من بلدة دابق، مشيرة إلى أن الوحدات المرتبطة بالجيش السوري الحر تقول إنها لم تكن تنوي السيطرة عليها، وكانت تخطط للتقدم شمالا نحو بلدة منبج، التي تقع وسط الطريق بين مناطق التنظيم في الباب، قرب حلب والرقة، التي تعد عاصمة ما يعرف بالدولة الإسلامية.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن قائد في المعارضة المسلحة قوله: "كنا نعرف أن القتال من أجل دابق سيكون جنونيا"، حيث كانت مجموعة القيادي قد سيطرت على بلدة الراعي لفترة قصيرة، قبل أن يستردها التنظيم منها، وأضاف عن دابق إنها لم تكن هدفا لهم، مستدركا بأن "شرق ما يعرف بالخلافة هو الهدف المهم لنا".
ويشير الكاتبان إلى أن حوالي عشرة معسكرات للمشردين في بلادهم تعرضت يوم الخميس لهجوم تنظيم الدولة، ونقلت "الغارديان" عن سكان المخيم قولهم إن التنظيم نادى أولا عليهم بمكبرات الصوت، وحثهم على الانتقال إلى المناطق التي يسيطر عليها، وحاول البعض الهرب نحو
تركيا، إلا أن حرس الحدود الأتراك أطلقوا النار عليهم.
وتذكر الصحيفة أنه بعد ذلك حصل رحيل جماعي من المخيمات، حيث توجه حوالي خمسة آلاف شخص نحو بلدة أعزاز، مشيرة إلى أن المعبر الحدودي مع تركيا ما يزال مغلقا منذ حوالي عام، حيث قاومت تركيا الضغوط المفروضة عليها كي تسمح بدخول أعداد جديدة من الهاربين من القصف الروسي على حلب وريفها في شمال البلاد .
ويورد التقرير نقلا عن عبد العزيز رزق، الذي فر من مخيم آكدة، قوله: "يجب أن تكون الحدود ملجأ، إلا أنها أصبحت حاجزا لإعادتنا إلى جهنم"، وأضاف: "كل ما نريده هو الخروج من هنا"، مشيرا إلى أن بلدة أعزاز استقبلت حوالي 30 ألف لاجئ منذ بداية العام الحالي، حيث يصر المسؤولون الأكراد على عدم السماح بدخول أعداد جديدة من اللاجئين.
ويلفت الكاتبان إلى أن المنظمة الدولية للصليب الأحمر قالت إنها ستقوم بتقديم المساعدة لموجات اللاجئين الجديدة، حيث قال مدير فرع اللجنة في تركيا فرانك ماكمانوس: "نشاهد وصول أعداد جديدة إلى الحدود، فيما فرت أكثر من ألف عائلة تحصل على مساعدات من الصليب الأحمر من حلب، ووصلت إلى أعزاز"، وأضاف ماكمانوس: "سيقوم الصليب الأحمر بالرد على الأزمة، وتوفير المياه الصحية لأكبر عدد ممكن من القادمين".
وتنوه الصحيفة إلى أن التقدم الذي حققه التنظيم في حلب جاء في ضوء المحادثات التي استؤنفت في جنيف، وأعلنت المعارضة عن استعدادها للمشاركة في السلطة مع أعضاء من نظام الأسد، لكن ليس معه.
ويفيد التقرير بأنه يبدو أن الغرض من التصريحات هو انتهاز المبادرة، وتأكيد استعداد المعارضة للتوصل إلى تسوية، بعد تصريحات الحكومة بأنها لن توافق على أي حكومة انتقالية، التي تدعو إليها خطة الأمم المتحدة.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا، يريد مشاهدة خطوات حقيقية في مجال التسوية التي يراها "أم القضايا".