نشرت صحيفة "الجورنالي" الإيطالية حوارا مع والدة مقاتل بلجيكي في
تنظيم الدولة، حيث روت قصّة ابنها وكيفية استقطابه للتنظيم ثم سفره إلى
سوريا، كما تحدّثت عن الجمعية التي أسستها بهدف مساعدة الشباب المغرر به من قبل تنظيم الدولة.
ونقلت الصحيفة عن البلجيكية فيرونيك لوت، إن ابنها "سامي" (24 سنة)، البلجيكي الأصل والمنتمي لعائلة مسيحية كاثوليكية قبل أن يتحول للإسلام، غادر بروكسل سنة 2012 متجها نحو سوريا بهدف الالتحاق بصفوف تنظيم الدولة.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ أن سامي الذي يتذكره الجميع على أنه "فتى هادئ ومحترم"، اعتنق الإسلام خلال فترة مراهقته، وتعرّف على عدد من الأشخاص داخل أحياء بروكسل؛ الذين بدورهم استقطبوه للمشاركة في "الجهاد". ولم تمض بضعة أشهر على مغادرة سامي إلى سوريا،حتى ظهر في أحد مقاطع الفيديو برفقة مقاتلين آخرين وهم يهتفون "الله أكبر".
وأوضحت فيرونيك لوت أن ابنها سافر إلى سوريا مرورا بتركيا سنة 2012، دون سابق إنذار، وذلك حينما كانت والدته خارج البلاد لبضعة أيام.
وكان سامي قد تعرّف خلال مراهقته على مسلمين يقطنون في الحي الذي يعيش فيه، ما جعله يعتنق الإسلام في سنّ الرابعة عشرة.
ونقلت الصحيفة على لسان لوت أن سامي كان متأثرا بخطب "الداعية المتشدد" بسام عياشي، الذي خطب في مساجد بروكسيل قبل أن يتوجّه إلى سوريا من أجل القتال، ومن المرجّح أن يكون سامي على صلة به.
وتحدّثت عن آخر المستجدّات المتعلقة بابنها، حيث كانت آخر مرة اطّلعت فيها على أخبار سامي في آب/ أغسطس الماضي الماضي، فقد كان يُمنع من استخدام الهاتف خلال الحرب حتى لا تتم ملاحقة المقاتلين. وقالت لوت: "آخر شيء اطلعت عليه عن ابني هو أن زعيم تنظيم الدولة عرض عليه امرأة للزواج، وكان من المقرّر أن يتزوّج بها في سوريا سنة 2013".
وأضافت فيرونيك لوت أنها لم تتلقّ أية صورة لسامي، إلا أنها شاهدته خلال مقطع فيديو دعائي لتنظيم الدولة على يوتيوب وهو يحمل بندقية من نوع كلاشينكوف. وأكدت أن ابنها ما زال على قيد الحياة، حيث لم يذكر اسمه ضمن القائمة المحدّثة للبلجيكيين الذين لقوا حتفهم على الأراضي السورية.
وذكرت لوت أنه من المستبعد أن يعود ابنها إلى
بلجيكا لأنه يعلم مسبقا أن مصيره سيكون السجن، فهي تأمل أن يحظى الشباب العائد من سوريا برعاية نفسية من شأنها أن تنقذهم وتدفعهم لتغيير نظرتهم للعالم، عوض أن يُزجّ بهم في السجون ليصبحوا أكثر عرضة للمزيد من
التطرف، كما تقول.
وأشارت لوت إلى أن ما حدث مع سامي دفعها لمساعدة هؤلاء الشباب المغرّر بهم، حيث أسست جمعية لهذا الغرض.
وتحظى الجمعية اليوم بمساعدة أخصائيين نفسيين ومحامين، وعدد من الخبراء المختصين لمعالجة التطرف لدى الشباب. وتسعى جمعيّتها، بالتعاون مع مراكز الشباب، إلى منع هؤلاء الشباب من الذهاب إلى سوريا والالتحاق بالقتال.
وقالت لوت إنه "من الصعب التوجّه إلى سوريا لاستعادة سامي وإقناعه بالعودة؛ نظرا للإجراءات الأمنية المشدّدة من السلطات البلجيكية التي تقوم بمنع الأشخاص من التوجه إلى سوريا عبر الحدود التركية، ونحن نعمل مع الجمعيات السورية التي تساعد أولئك الذين يريدون الهرب، إلا أنه ما يزال هناك الكثير ممّا يجب القيام به في هذا الصدد".
وعبّرت لوت عن أملها بألا يكون ابنها متورّطا في الهجمات الأخيرة التي استهدفت بروكسل، وأنها ستغفر لابنها إذا لم يعتد أو يقتل إنسانا آخر، على الرغم من أنه تخلّى عنها، وفق قولها.