قال محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"،
تسفي برئيل، في مقال له نشره، الاثنين، إن المفاوضات السياسية حول
سوريا "وصلت إلى طريق مسدود"، مضيفا أن "موضوع انهيار وقف إطلاق النار بات مسألة وقت"، متوقعا في حال وقوع ذلك عودة روسية إلى الأراضي السورية.
وأوضح برئيل في مقال تحت عنوان "تجدد إطلاق النار وانهيار الهدنة في سوريا"، وتعرضه "
عربي21"، أن الأيام الأخيرة لم تبشر بخير حول مستقبل وقف إطلاق النار في سوريا، كاشفا أن دمشق وواشنطن وموسكو بدأتا بعدّ الأيام، إن لم يكن الساعات، حتى انهيار وقف إطلاق النار الجزئي.
ولفت إلى أن الهدف الآن بالنسبة لهم هو الحفاظ على وقف إطلاق النار، على الأقل حتى الجولة المقبلة من المفاوضات السياسية في جنيف، التي يتوقع أن تتم في 9 نيسان/ أبريل المقبل.
ولكنه أشار إلى أن المناطق السورية شهدت استمرار الاشتباكات في أغلب الجبهات، إذ شهدت حلب تقدما لجبهة النصرة وتنظيمات أخرى، إلى جانب مقتل عدد من جيش النظام السوري، والمليشيات الداعمة له، واستمرار طائرات النظام بقصفها دمشق، ما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين، بالإضافة إلى استمرار المعارك بين المعارضة وجيش النظام في درعا.
ولكن برئيل يرى في الوقت ذاته، أن بعض المعارك مثل قصف قريتين والمناوشات مع جبهة النصرة في تل العيس تعدّ "شرعية"، معللا ذلك بالقول إن "داعش وجبهة النصرة لم يشملا في اتفاق وقف إطلاق النار. لكن المشكلة هي أن قوات جبهة النصرة متداخلة مع قوات مليشيات أخرى، مثل أحرار الشام وجيش الإسلام، اللذين انضما للاتفاق".
ولفت إلى أن المعارضة مصرة على أن جيش النظام السوري يستغل قصف جبهة النصرة وداعش من أجل الهجوم على جماعات أخرى مسلحة محسوبة على المعارضة. أما ممثلو النظام فيزعمون أن المعارضة هي التي تخل بالتهدئة.
وعن المفاوضات المحتملة، قال برئيل إنه "ليس مضمونا أن يرسل الأسد مبعوثيه. وقال في مقابلة مع وكالة روسية للأنباء إنه لا يرى أي مشكلة في إقامة سريعة لحكومة انتقالية، يشارك فيها جميع ممثلي المعارضة".
وأشار إلى أن الأسد يعتقد أيضا أنه يمكن صياغة دستور جديد خلال أسابيع، إلا أن المعارضة السياسية والعسكرية تتمسك بمواقفها بعدم إقامة حكومة انتقالية يكون للأسد فيها دور مركزي.
التفاؤل غير موجود
ونقل المحلل الإسرائيلي عن المتحدث باسم المجلس الأعلى للمفاوضات، الذي يمثل معظم الجماعات السورية الكبيرة المقاتلة ضد النظام في جنيف، قوله في نهاية الأسبوع، إنه غير متفائل لأنه "لا يرى أن الأطراف، ولا سيما الولايات المتحدة، تريد التوصل إلى حل سياسي".
وتشتكي المعارضة السورية من غياب الشفافية، وإخفاء المعلومات عنها، في كل ما يتعلق بالحوار بين
روسيا والولايات المتحدة.
وقال برئيل إن هذا الأمر قد يستمر لسنوات طويلة، وهذا التوقع المتشائم يوجد لدى الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، إذ تُعلق الآمال على حل من إنتاج روسي.
وأضاف: "إلى حين توصل روسيا والولايات المتحدة إلى تفاهم حول مستقبل الحكومة الانتقالية، فإن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي مستورا، يستمر في توزيع التفاؤل الحذر، وليس واضحا ما هو مصدره"..
فقد نشر
دي ميستورا، الأسبوع الماضي، ورقة مبادئ تشمل 12 بندا، يفترض أن تشكل جوهر الدستور السوري الجديد. وجاء في الوثيقة أن على الحكومة السورية أن تكون تعددية، وألا تعتمد على توزيع طائفي، وأن تضمن حقوق الإنسان، وحقوق الأقليات، وأن يشمل البرلمان على الأقل 30 في المئة من النساء، إضافة إلى المزيد من المبادئ المناسبة.
لكن برئيل ذهب إلى أن دي مستورا نفسه ليس على يقين من أنه يمكنه جمع الأطراف في التاسع من نيسان/ أبريل. وهو يعترف بأنه لا يملك الأدوات من أجل إلزامهم بالتفاوض، أو إرسال قافلات المساعدة الإنسانية للمواطنين، في المناطق المحاصرة.
وأضاف أن النظام السوري قد يتوصل دون خطة واضحة أو صيغة متفق عليها لاستمرار المفاوضات السياسية، إلى استنتاج أنه لا حاجة إلى استمرار وقف إطلاق النار الذي لا يؤدي إلى الحل السياسي.
وقال: "إذا كان هذا هو الاستنتاج، فإن المعارك قد تتجدد على جميع الجبهات. ومن هنا، فإن الطريق قصيرة للتدخل الروسي الجديد في سوريا، وتأجيل الصراع المشترك ضد داعش"، مضيفا أنه في المقابل، فإن استئناف المعارك لا يشكل ضمانة للحل السياسي.