قال الخبير الأمني الإسرائيلي تسفي برئيل، إن القنبلة التي فجرها نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريفكوف، بالحديث عن دولة
فيدرالية في
سوريا، ربما تحظى بتأييد أمريكي وكردي.
وقال برئيل في مقاله في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "فجأة، يتحدث الجميع عن الفكرة الروسية الجديدة. تقسيم سوريا إلى كانتونات على نمط سويسرا وإقامة حكم فيدرالي مع مقاطعات فيها حكم ذاتي كحل محتمل للأزمة السورية".
ولفت إلى أن المغزى الفعلي للاقتراح الروسي إذا تحقق هو أنه "ليس الأكراد في سوريا فقط يمكنهم السيطرة على مقاطعة فيها حكم ذاتي وقد أعلنوا عنها، بل أن تكون أيضا للعلويين مقاطعة خاصة بهم في اللاذقية التي تحتوي على المعسكرات البحرية وأغلبية المعسكرات الجوية لروسيا، ويبدو أن مقاطعة درعا في الجنوب ستحظى هي الأخرى بحكم ذاتي".
وأوضح أن ميزة هذه الخطة بحسب مؤيديها في سوريا، هي أن صلاحيات الأسد ستتقلص وتقتصر على السياسة الخارجية والدفاع عن الدولة في مواجهة الأعداء الخارجيين.
لكن على الطرف الآخر، يلاحظ خوف المعارضة. ووفقا لما صرح به المعارض جورج صبرا، فإن "أهداف
روسيا تلتقي مع أهداف أعداء سوريا من إسرائيل وحتى طهران".
وقال برئيل إن روسيا في هذه الحالة يمكنها البقاء في سوريا بشكل دائم وبشكل رسمي تقريبا، أما إيران فستستمر في فرض الإجراءات السياسية داخل الدولة عن طريق رئيس النظام بشار الأسد.
ورأى برئيل أن التطورات الأخيرة في الشمال السوري، والتي تمثلت بقيام وحدات الدفاع الشعبي الكردية بالسيطرة على طريق بين حلب وإدلب وإكمال حصار قوات المعارضة في حلب بالإضافة إلى السيطرة على مناطق كبيرة محاذية لحدود
تركيا، تمثل تهديدا خطيرا للأخيرة، وهدف الأتراك الآن هو منع الأكراد من إنشاء تواصل جغرافي لإقامة منطقة حكم ذاتي.
وأشار إلى أن تركيا الآن تواجه صراعا ثلاثيا، أبرزه الأكراد، وتعزز علاقاتهم بأمريكا، بالإضافة إلى الصراع الموجه مع روسيا التي تضررت علاقاتها معها في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية.
وشدد برئيل على أن أنقرة تعتبر أن الفكرة الروسية لإقامة فيدرالية في سوريا، تهدف إلى إلحاق الضرر بمصالحها الاستراتيجية، والتأثير على الحرب ضد المنظمات الإرهابية الكردية، وتقليص تأثيرها في الخطوات السياسية لحل الأزمة السورية.