أوضح مدير معهد الطب العدلي، استشاري الطب الشرعي في كلية الطب بجامعة النجاح الوطنية في الضفة الغربية المحتلة، الطبيب ريان العلي، أن
تشريح جثامين الشهداء الفلسطينيين يأتي ضمن العمل على "توثيق الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين".
السبب المباشر للوفاة
وأكد العلي الذي قام بإجراء العديد من عمليات التشريح لجثامين الشهداء، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أنه وخلال تشريح جثمان الشهيد عبد الفتاح الشريف (21 عاما)، "تم إعادة تمثيل ما حدث أثناء إطلاق النار عليه، والبدء في عملية التشريح للتأكد من ماهية الأضرار التي نجمت عن هذه الإصابات، وتحديد السبب المباشر للوفاة".
ولفت إلى أن الشهيد الشريف "أصيب بالعديد من الطلقات النارية في الأطراف السفلية، وتحديدا أعلى الفخذ الأيمن والأيسر، واخترقت الأعيرة النارية عضلات الفخذ (بمدخل ومخرج)، وتسببت بجروح ليست قاتلة"، نافيا وجود أي "إصابة في الشرايين الرئيسة السفلية".
وأضاف العلي أنه "توجد إصابة نافذة في العضد الأيمن؛ مع كسور متعددة، وهي غير قاتلة، إضافة إلى إصابة في التجويف الصدري، مع إصابة في الرئة اليمنى (الفص العلوي والسفلي)"، مبينا أن "التمزق في الرئتين ليس بالإصابة القاتلة".
وتابع: "كان هناك نزيف داخل التجويف الصدري لا يتعدى مقداره الـ450 ملم مكعب، وهذه ليست الكمية الكافية للتسبب في الوفاة".
وأكد الطبيب المختص في التشريح، أن "الرصاصة القاتلة التي تعرض لها الشريف؛ هي الرصاصة التي اخترقت الرأس وتجويف الجمجمة، وأدت إلى تهتك كامل في مادة الدماغ، وتفتت عظام الجمجمة بالكامل، وخروج جزء كبير من مادة الدماغ من الجرح المخرج، وهي الرصاصة التي تسببت بقتل الشهيد الشريف"، والتي أطلقت عليه من مسافة قريبة من قبل الجندي الإسرائيلي، ووثقتها كاميرا أحد نشطاء حقوق الإنسان.
تهتك كامل لمادة الدماغ
وحول نوعية الرصاص الذي أطلق على الشهيد الشريف؛ قال العلي إن "السلاح المستخدم ذو سرعة عالية جدا"، موضحا أن "جميع الإصابات التي أصابت جسد الشهيد الشريف؛ تتماشى مع سبعة أعيرة نارية، وكلها تفتتت إلى شظايا، وانتشر جزء كبير منها داخل الجسم، وهو ما لا يمكن العثور عليه".
وأضاف: "وجدت بعض الشظايا ما بين الجسم وملابس الشهيد، وعثرنا على رأس لمقذوف ناري (رصاصة) بين الملابس؛ كان قد اخترق الجسم وخرج منه".
وأعدمت قوات الاحتلال عبد الفتاح الشريف (21 عاما)، في البلدة القديمة بالخليل، في 24 آذار/ مارس الماضي، وقام أحد الجنود بإطلاق النار على رأسه حيث كان مصابا وممددا على الأرض.
وكان المحلل السياسي الإسرائيلي جولان برهوم، قد أشاد في مقابلة مع قناة "i24" الإسرائيلية الناطقة بالعربية، بإطلاق جندي إسرائيلي النار على الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، بقوله إنه عمل "عسكري مميز".
واعتقل الاحتلال الإسرائيلي "الجندي القاتل"، الذي ظهر في تسجيل الفيديو وهو يطلق النار على رأس الشريف، بينما كان ملقى على الأرض، ولم تقم سيارات الإسعاف الإسرائيلية التي وصلت المكان وقتها بتقديم أي مساعدة طبية للشهيدين؛ رمزي عزيز القصراوي (21 عاما) وعبد الفتاح يسري الشريف (21 عاما)، وتركتهما ينزفان على الأرض حتى الموت.