نشرت صحيفة "لكيب" الفرنسية تقريرا حول تراجع
المنتخب المصري الذي أحرز سابقا سبع كؤوس إفريقية، وفقدانه
السيطرة على الكرة الأفريقية مع مغادرة المدير الفني حسن شحاتة ونهاية الجيل الذهبي، بالإضافة إلى المشاغل السياسية التي جعلت المنتخب المصري عاجزا عن التأهل للعب كأس إفريقيا للأمم خلال الدورات الماضية.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن المنتخب المصري بات أمام فرصة حقيقية للعودة في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2017، التي ستنظم في الغابون، بعد مباراة الثلاثاء التي فاز فيها أمام نيجيريا، والتي أقيمت في ملعب برج العرب في الإسكندرية.
وذكرت الصحيفة أن حسن شحاتة بعد أن اعتزل اللعب كمهاجم من سنوات السبعينيات، تسلم مهمة تدريب المنتخب المصري للشباب بين سنتي 2001 و2003، قبل أن يصبح مدربا لمنتخب مصر الأول سنة 2004.
هذا المدرب الذي أحرز الفراعنة بفضله ثلاث كؤوس أممية إفريقية، يراه البعض مدربا لا مثيل له، فيما ينتقده البعض الآخر لأنه شديد الانفعال، خاصة خلال أزمته مع ميدو 2006، حيث وصفته الصحافة بأنه "أليكس فرغسون مصر".
وذكرت الصحيفة أن هيكتور كوبر، المدرب الحالي للمنتخب المصري، وجد موروثا ثقيلا من بعد المدرب حسن شحاتة والمدرب السابق بوب برادلي، الذي مر بظروف عمل صعبة، وشوقي غريب الذي لم يكن في مستوى التطلعات تكتيكيا، ولهذا وجد كوبر نفسه تحت الضغوط من أجل قيادة المنتخب المصري ليتأهل لكأس إفريقيا للأمم.
ونقلت الصحيفة عن مروان أحمد، وهو صحفي في موقع "كينغفوت دوت كوم"، قوله إن "حسن شحاتة كان قائدا قبل أن يكون مدربا، أما برادلي فقد أعاد بناء قاعدة يستفاد منها اليوم تتكون من أمثال صلاح والنني، أما غريب فلم يسمح له الوقت ليعد مجموعة قادرة على التنافس".
كما نقلت الصحيفة عن لطفي وادا، المدون المختص في كرة القدم الإفريقية، قوله: "لقد كان حسن شحاتة معلما لفريق كان يعرفه أشد المعرفة، لهذا السبب نجح في الفوز ببطولة إفريقيا للشباب وببطولة العالم للشباب، لقد كان أبا روحيا بالنسبة للاعبين فقد كان يناديهم بأبنائي".
أما فيما يتعلق ببوب برادلي فقال: "لقد عمل بوب جيدا رغم الظروف الصعبة ولم يسقط إلا أمام سد غانا، أما غريب فقد كان يمتلك مجموعة ذات مؤهلات ولكنه لم يكن في المستوى التكتيكي العالي".
وأضافت الصحيفة أن المؤهلات الثلاثة التي حصل عليها المنتخب المصري في 2006 و2008 و2010 تدل على مرور جيل ذهبي، جيل يتكون من أمثال عصام الحضري، الذي رشح ثلاث مرات متتالية كأفضل حارس مرمى في كأس إفريقيا للأمم.
كما تكون هذا الجيل من المدافع وائل جمعة، الذي لعب بنادي سيون السويسري، والذي كان حاضرا في الفرق الثلاثة التي شارك بها الفراعنة في كؤوس إفريقيا، كذلك لاعب خط الوسط الهجومي أحمد حسن، وحسني عبد ربه وكذلك جدو، كل هذه الوجوه أضاءت سماء مصر، ولكن هؤلاء العمالقة كانت أعمارهم فوق الخمس والثلاثين سنة عندما أحرزوا تلك الإنجازات وأصبحوا قدوة لمن بعدهم.
ونقلت الصحيفة عن الصحفي مروان أحمد قوله: "نحن نتحدث عن جيل لا يصدق، لم يكونوا أفضل لاعبين في تاريخ مصر فقط، بل أيضا في القارة كلها ولا يمكن أن تجد لهم بديلا".
أما المدون لطفي وادا فقال: "عملية تعويض الجيل الأسطوري تمت في وقت متأخر، فحتى تاريخ الانقلاب استدعى كل من المدربين برادلي وغريب على التوالي بعض النجوم رغم التراجع في الأداء مثل جمعة وأبو تريكا".
وأشارت الصحيفة إلى الوضع المتأزم الذي تعيشه مصر بعد مرور سنة من آخر تتويج إفريقي أممي 2010، حيث قامت الثورة في 25 كانون الثاني/ يناير 2011 وسقط ضحايا بلغ عددهم في المجمل 864 قتيلا من المتظاهرين وجرح 6460، وتوجت بإسقاط حسني مبارك في 11 شباط/ فبراير تحت الضغط الشعبي.
هذا الوضع الأمني الهش ساهم بعد سنة من الثورة، في وقوع أحداث ملعب بورسعيد التي قتل فيها 72 شخصا من الجمهور، وتوقفت على إثرها البطولة المحلية لأكثر من عامين.
ولكن بعد بضعة أشهر من عودة البطولة، قتل 40 شخصا من أحباء الزمالك مع بداية 2015، إثر مواجهات مع الأمن لتعلق البطولة من جديد وتتواصل خلف الأبواب المغلقة، ليصبح حال كرة القدم خرابا مثل حال البلد.
في هذا الإطار قال الصحفي مروان أحمد: "لقد تغيرت كرة القدم المصرية نحو الأسوأ منذ أحداث ملعب بورسعيد، أصيب اللاعبون بخيبة أمل وتركوا البلاد، في سنة 2014 غادر عشرة منهم إلى البرتغال ثم رجع ثمانية".
وأضاف: "ولكن المعضلة مازالت في العلاقة بين الجمهور والشرطة، فعودة الجمهور للملاعب أمر ضروري، ولكن هذا غير ممكن في الوقت الحالي، فاللعب خلف الأبواب المغلقة لا يحفز اللاعبين، يجب إعادة بناء كل شيء في مصر وليس كرة القدم فقط".
أما المدون لطفي وادا فقال: "عودة المشجعين إلى المدرجات هو المشكل الأساسي الذي على الدولة إنهاؤه، فإذا عاد الهدوء إلى مصر فستتعافى البطولة بسرعة بسبب عودة أقوى الداعمين وانتهاء حقوق البث التلفزية القديمة".