لم يكن خاطف الطائرة المصرية سيف الدين مصطفى، معروفا قبل حادثة اختطافه للطائرة، إلا أن صحفا مصرية ومصادر رسمية قالت إنه كان صاحب سجل جنائي وإجرامي طويل.
وأوضحت الداخلية
المصرية، في بيان لها، اطلعت عليه "
عربي21"، أن "
سيف الدين مصطفى من مواليد 26/6/1957 القاهرة"، مشيرة إلى أنه "سبق له الزواج من إحدى السيدات التي تحمل الجنسية القبرصية، وقد أجبر قائد الطائرة على التوجه إلى مطار لارنكا بدولة قبرص بزعم ارتدائه حزاما ناسفا".
عنصر جنائي مسجل
وأضاف البيان أن "الخاطف من العناصر الجنائية المسجلة وسبق تورطه في العديد من قضايا التزوير وانتحال الصفة والنصب والسرقات المتنوعة والمخدرات، كما أنه سبق الحكم عليه بالحبس لمدة عام في قضية تزوير إلا أنه هرب من محبسه خلال يناير عام 2011، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده في وقت لاحق، واستكمال مدة العقوبة اعتبارا من 5 كانون الثاني/ يناير، وأفرج عنه بتاريخ 3 كانون الثاني/ يناير 2015".
وأكدت صحيفة "اليوم السابع" السجل الجنائي، قائلة إن مصطفى، ذو سجل جنائي من "16 قضية متنوعة، منها تزوير وسرقات مساكن وانتحال صفة ومخدرات وإصدار شيكات بدون رصيد، وآخر القضايا التي كان متهما فيها تحمل رقم 25616 لسنة 2007 جنح مصر القديمة".
اقرأ أيضا: راكب يلتقط "سيلفي" مع خاطف الطائرة المصرية بحزامه الناسف
مفصول من الجامعة
وسبق فصل مصطفى عندما كان طالبا من كلية الحقوق في جامعة بيروت بالإسكندرية، وأسس شركة وهمية ليخفي خلفها كل جرائمه، تحمل اسم "سيف الدين لتوريدات السلع الغذائية".
وكان سيف الدين مصطفى قد اختطف طائرة "مصر للطيران" من مطار برج العرب، بعد فقدان الاتصال بها، وتوجه بها إلى قبرص حيث هبطت الطائرة فى مطار لارنكا، مهددا طاقم الطائرة بحزام ناسف كان يرتديه أسفل ملابسه لإجبارهم على تغيير مسار الطائرة. والطائرة تحمل رقم رحلة "181 طيران داخلي"، وتقل على متنها 55 راكبا، وتم فقدان الاتصال بها بعد فترة وجيزة من إقلاعها في طريقها إلى مطار القاهرة.
مريض نفسيا
من جانب آخر، قال أحد جيران سيف الدين مصطفى، إن الخاطف مريض، ويعاني ظروفا صعبة بعد انفصاله عن أولاده.
وأوضح جار مصطفى، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحصري، مقدمة برنامج "90 دقيقة" المذاع عبر فضائية "المحور"، أن الخاطف تزوج من يونانية ولديه ابن وابنة، ودخل السجن بسبب تزوير شيكات، مضيفا أنه "هو تعبان في مخه شوية وظروفه منيلة بستين نيلة بعد غضبه من أولاده في قبرص".
فيما قال جار آخر، إن سيف الدين ليس على علاقة جيدة مع أهله، مؤكدا أنه من أسرة طيبة السمعة.
خطف الطائرة
وتصدر سيف الدين مصطفى عناوين الأخبار، الأحد، عندما اختطف طائرة مصرية من نوع "إيرباص 320" كانت متوجهة من الإسكندرية إلى القاهرة، وعلى متنها 81 راكبا بينهم مصريون وأمريكيون وبريطانيون وجنسيات أخرى.
ففي صباح الأحد، نجح سيف الدين في تجاوز التفتيش الأمني في مطار برج العرب بالإسكندرية، وركب الطائرة، وبعد دقائق من إقلاعها قرر الكشف عن خطته.
وأبلغ قائد الطائرة عمر الجمل، برج المراقبة بوجود تهديد من أحد الركاب ينذر بوجود حزام ناسف بحوزته، وقد أجبر الطائرة على تحويل مسارها والنزول في مطار لارنكا بقبرص.
وعندما نزلت الطائرة في مطار لارنكا، فقد بادرت السلطات إلى إغلاقه وتحويل الرحلات إلى مطار آخر، في حين بادر مصطفى من جهته بإطلاق سراح عشرات الركاب، ثم سرعان ما تواردت الأنباء مشيرة إلى أن الأمر مرتبط بـ"مشاكل عاطفية"، تأكدت عبر مطالبته بلقاء مطلقته السابقة التي تعيش في قبرص وإلقائه رسالة طلب إيصالها إليها.
وأعلنت السلطات القبرصية أن الخاطف - ولم يكن اسمه قد عرف بعد - طلب اللجوء السياسي في قبرص، بينما كشف الرئيس القبرصي أن عملية الاختطاف "لم تكن بدافع إرهابي".
وانتهت أزمة اختطاف طائرة الإيرباص المصرية سريعة وغامضة، بعد ساعات معدودة من بدئها، باستسلام الخاطف وإطلاق سراح جميع الركاب.