وصف المعارض المصري مجدي أحمد حسين، المعتقل حاليا بسجن العقرب، القضايا "المبيتة"، التي تم إظهارها "فجأة" بمناسبة حصوله على حكم سابق بإخلاء سبيله، ظاهرة مؤسفة ضمن ظواهر أخرى عديدة مماثلة في استخدام القضاء للتنكيل بالمخالفين سياسيا، خاصة أنها أحكام غيابية رغم علم اليقين لدى محركي هذه القضايا بأن مكانه معلوم، وكان يتراوح في العامين الأخيرين بين سجني العقرب وليمان طرة.
وأضاف -في بيان له الثلاثاء اطلعت عليه "عربي21"- أن هذه القضايا التي ظهرت "فجأة من تحت الأرض تهدف إلى تركيعه أو استبقائه في السجن إلى أجل مفتوح"، لافتا إلى أنه أكد سابقا أنه على "استعداد نفسي للبقاء في السجن حتى نهاية العمر، وذلك في سبيل الله والوطن".
وأيدت محكمة شمال الجيزة المصرية، السبت الماضي، الحكم الصادر من محكمة العجوزة بحبس الصحفي مجدي حسين، رئيس تحرير جريدة الشعب الجديد، ثماني سنوات مع النفاذ؛ بتهمة الترويج لأفكار متطرفة تضر بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي للبلاد، ونشر أخبار كاذبة وتحريف نصوص الكتاب المقدس، في القضية رقم 60571 لسنة 2013 إداري العجوزة، بعدما تعمدت قوات الأمن عدم إحضاره إلى مقر محاكمته.
وقال "حسين" -الذي يشغل منصب رئيس حزب الاستقلال (انسحب في كانون الأول/ ديسمبر 2014 من تحالف دعم الشرعية)-: "رغم هذه التدابير التي تحاول أن تظهر كأنها مسألة قانونية، بينما هي من تخطيط أجهزة الأمن، رغم ما في هذه التدابير من قسوة غير مبررة، ولم تحدث في عهد "مبارك"، إلا أنني لن أغير مواقفي المبدئية المعلنة".
وأوضح أن من بين مواقفه التي يؤمن بها هي أن العدو الأساسي للأمة والسبب الرئيسي وراء إجهاض ثورة كانون الثاني/ يناير، وسبب حالة التدهور والانحطاط التي تنتاب مصر منذ 40 سنة، هي الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل.
وذكر أن "مشكلة البلاد الكبرى هي أن الأطراف الرئيسية (المؤسسة العسكرية- الحركة الإسلامية- الحركة الوطنية بكل فروعها) تستبعد مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي، وتركز على التناحر بين بعضها البعض صراعا على السلطة، دون مراعاة أنه لا معنى للاستيلاء على السلطة في ظل النفوذ الأمريكي- الصهيوني الحاكم الحقيقي للبلاد".
ورأى "حسين" أن إخراج مصر من الدوامة التي تعيش فيها منذ 40 عاما وزادت في السنوات الخمس الأخيرة، رغم الثورة التي أكد أنه تم إجهاضها، لن يتم دون وحدة وطنية حضارية واحدة تضم كافة الأطراف الإسلامية والوطنية، شريطة أن تكف عن محاربة بعضها البعض، وأن تدرك أن الأمريكان تقوم خطتهم على استمرار هذا التفتت والاحتراب الأهلي اللفظي والمعنوي والعنيف، وأن تظل أمريكا هي الحكم وهي المبتغى والأمل المرتجى لكل طرف من هذه الأطراف.
وشدّد "حسين" على أنه ليس معاديا للمؤسسة العسكرية -كما يشيع البعض- لكنه معاد لاتفاقية كامب ديفيد، التي قال إنها قيدت أيدي هذه المؤسسة "العريقة"، ومعاد لانشغال الجيش عن دوره الرئيسي.
وأكد أن موقفه من الأخطاء الجوهرية والمنهجية لقيادات الحركة الإسلامية لن يتغير؛ بسبب حالة التنكيل التي يتعرض لها الآن، ولأن هذا الموقف ليس محاولة للتقرب من الحكم الحالي، ولكن محاولة لإصلاح شأن الحركة الإسلامية، وعلى الأخص حرصها على العلاقة مع أمريكا التي وصفها بأنها عدوة الإسلام الأولى.